عرف عدد من المصليات، يوم عيد الفطر، مجموعة من المشاكل سواء على مستوى التجهيزات أو الوسائل اللوجستيكية، مما أثر على أداء صلاة العيد، وأدى إلى تذمر أعداد من المصلين، بل ومغادرة العديد منهم للمصلى، ففي مدينة الناظور، اضطرت أعداد كبيرة من المصلين إلى مغادرة المصلى، بسبب رداءة تجهيزات الصوت وعدم وصول صوت الخطيب إليهم. كما لم يستوعب ملعب الشبيبة الذي خصص لصلاة العيد، بعدما أمرت مندوبية الأوقاف بإغلاق جميع مساجد المدينة، الآلاف من المصلين، إذ اضطر العديد منهم، إلى الصلاة في المساحات المجاورة للمسجد، والتي لم تكن مجهزة لاستقبالهم، حيث اشتكوا من انتشار القاذورات وأعقاب السجائر وقطع الزجاج ببعض الأماكن التي أدوا فيها صلاتهم. واستنكر المواطنون من جهة أخرى، عدم تمكنهم من الوصول إلى المصلى، بسبب ضيق الوقت الذي خصصته السلطات للحافلات من أجل نقل المواطنين إلى المصلى، إذ لم تتجاوز المدة نصف ساعة (من السابعة والنصف إلى الثامنة)، مما حرم آلاف المواطنين من صلاة العيد. وفي موضوع متصل، لم يتمكن الآلاف من ساكنة فاس من أداء صلاة العيد، منهم سكان أحياء الأدارسة، الفرح، طارق، سكينة، والنخيل، وغيرها من الأحياء المجاورة، وأكد شهود عيان لالتجديد، أن أفواج المصلين حجوا إلى مصلى حي لالة سكينة المجاور لحي النخيل، والذي كانت تقام به صلاة العيدين منذ سنوات، وتفاجأ المواطنون بإلغاء المصلى، دون سابق إخبار، وأخبروا بتحويله إلى حي زواغة، ليتوجهوا إليه راكبين وراجلين يبحثون في الأزقة والشوارع دون أن يجدوا لها أثرا، وحمل المصلون المسؤولية لمصالح وزارة الأوقاف بمدينة فاس، التي لم تخبرهم بتغيير مكان المصلى. وبالمقابل، نفى عبد السلام الغرميني، المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف، مسؤوليته عن ما جرى، وأفاد في تصريح لالتجديد، بأنه لم يتم التخلي عن أي مصلى في المنطقة المذكورة، واعتبر أن المصلى المذكور عبارة عن تجمع عشوائي غير مدرج ضمن المصليات التي تبرمجها مندوبية الأوقاف بفاس، مضيفا أن المصلى المعتمد بالنسبة للأحياء المذكورة، فهو مصلى دار الدبيبغ، والسعديين بواد فاس. وفي سياق متصل، احتج المصلون بمصلى حي بن دباب الذي حج إليه عشرات الآلاف من المواطنين، على رداءة الصوتيات المعتمدة، والتي حرمتهم من الاستماع لخطبة العيد، وكادت أن تحدث انفلاتات إثر تصاعد الاحتجاجات، نفس الأمر احتج عليه المواطنون بمصلى باب الفتوك، الذي حرم منهم عدد كبير منهم من الاستماع للخطبة، بينما عبر آخرون بمصلى المرجة عن استيائهم لعدم تجهيز المصلى بالحصائر الضرورية، وتعليقا على هاته الاحتجاجات، أكد المندوب الجهوي للأوقاف في تصريحه لالتجديد، أن الصوتيات يتم اكتراؤها من طرف المحلات المخصصة لذلك، وأردف قائلا الأمر يتم تدبيره في إطار الممكن، ووفق ما هو معقول، ولا يمكن أن تكون الصوتيات إلى ما لا يحد من البشر، وأفاد الغرميني أن مصلى بن دباب، الذي شهد احتجاجات عى الصوتيات، تم تجهيزه ب 12 مكبر صوت، وهو ما اعتبره المواطنون غير كاف، بينما علق أحدهم، لو تعلق الأمر بمهرجان غنائي لتم تجهيز الساحة بالعشرات من مكبرات الصوت، بينما أكد مصدر مطلع لالتجديد، أن مشكل الصوتيات تقف وراءه عدم كفاية المساحة المخصصة للمصلى لأفواج المصلين، مما يضطر البعض منهم إلى الصلاة في الطرقات، وخارج أسوار المصلى، وبالتالي لا يتمكنون من سماع الخطبة. وبمدينة بركان، وجد آلاف المواطنين والمواطنات أنفسهم، قد تخلفوا عن أداء صلاة عيد الفطر، بسبب التبكير بآدائها قبل الوقت المألوف في السنوات الماضية، حيث جرت العادة أن تكون في الغالب بين الثامنة والثامنة والنصف حسب الفصول، بينما أديت على السابعة والنصف هذه السنة، مما حرم العديد من المواطنين منها، في حين أدرك البعض الخطبة وأدوا الصلاة منفردين، بينما لم يدرك الآخرون حتى الخطبة، بعدما لاحظوا عودة المصلين إلى منازلهم. خاصة وأنه كان من المفروض أن يتم الإعلان عن موعد الصلاة في المساجد أياما أو يوما على الأقل قبل العيد، وهو ما لم يحدث هذا العام. وبمدينة الجديدة، احتج عدد من المواطنين لتأخر المسؤول الأول بعمالة الجديدة عن حضور صلاة العيد، وقال المحتجون في اتصالات بالتجديد إن المصلين عبروا عن احتجاجهم عبر وقوفهم والشروع في التصفيق، بعد أن لحفت وجوههم أشعة الشمس الحارة، إذ لم يصل موكب المسؤول الأول بالعمالة إلا في حدود الساعة الثامنة والنصف، بعدما قضى المصلون أزيد من ساعة ونصف في انتظار إقامة صلاة العيد، كما احتج المصلون على حالة الازدحام التي عرفها نفس المصلى الكائن بمحاذاة ملعب الأشهب عند ولوجه وعند لحظة مغادرته، إذ أكد المصلون أن البابين اللذين خصصا لهذا الغرض كانا جد ضيقين، ولم يسعا التدفق الكبير للمصلين من النساء والرجال. وفي نفس السياق، شهد مصلى الجديدة بغابة المعمورة بمدينة القنيطرة حالة اكتظاظ كبيرة بعد أن تم نقله إلى مكان مفتوح من جهة، ومحاط بسياج من الأخشاب من الجهة الثانية، إذ اضطر المصلون نساءا ورجالا إلى القفز عبر هذه الحواجز للوصول إلى المصلى. وفي مدينة الدارالبيضاء، لم تسع المصليات الجموع الغفيرة من المصلين الذين توافدوا عليها منذ الساعة السابعة من صبيحة يوم العيد، حيث أغلقت مبكرا، وعلى غير العادة، جميع الممرات المؤدية إلى مصلى مقاطعة مولاي رشيد وسيدي عثمان وعين السبع وأناسي، على بعد أكثر من كيلومتر تقريبا. ومن جهة أخرى، حرم الكثيرون من أداء صلاة العيد والاستماع إلى الخطبة بسبب الأعطاب التقنية المتكررة في مكبرات الصوت من جهة، وضعف صوتها بسبب بعد جموع المصلين عن الإمام من جهة أخرى. ومن جانب آخر، لاحظ البعض ممن التقتهم التجديد بمدينة مراكش، أن المصليات لم تحظ بالتنظيف المقبول لاستقبال وفود المصلين، فيما حرم آخرون، في مصلى ثان، من سماع خطبة العيد لعدم وجود مكبرات صوت. وأضاف متتبعون أن المسؤولين لم يكن لهم خطة بخصوص السير والجولان لاستقبال المصلين وتنظيمهم.