تحولت عدد من «الكراجات» ، خلال الأيام القليلة الفارطة، المتواجدة أسفل «جملة» من المنازل والعمارات، إلى محلات لبيع المواشي المختلفة، سواء تعلق الأمر بالأكباش او الأبقار أو حتى الماعز، وذلك بمناسبة عيد الأضحى، وذلك في محاولة لتقريب الأضاحي من المواطنين وتجنيبهم عناء ومشقة التنقل. لكن الخطوة خلّفت العديد من ردود الفعل الغاضبة في أنفاس عمرها الأولى، الذين منهم من اشتكى من الضجيج وانتشار النفايات ومخلفات تلك المواشي، ومنهم من ركّز على الجانب الصحي بالنظر إلى الروائح المنبعثة منها والتي تخلّفها، والتي تتسبب في معاناة شديدة، خاصة بالنسبة لمن يعانون من أمراض الحساسية والجهاز التنفسي. استغلال «الكراجات» بغاية بيع المواشي يخضع لمسطرة إدارية وجب احترامها، وتتمثل في تقديم المعني بالأمر لطلب للحصول على رخصة في الموضوع، مصحوبة بلائحة تضم موافقة السكان الذين يقطنون بالبناية المذكورة والزقاق المعني باحتضان هذا «النشاط التجاري»، وبناء عليه يتم تشكيل لجنة مختلطة تضم قائد الملحقة الإدارية أو ممثلا للسلطة المحلية الذي ينوب عنه، بالإضافة إلى ممثل حفظ الصحة وممثل قسم الجبايات، وهي اللجنة التي تقوم بمعاينة المحلّ المذكور للوقوف على مساحته ومدى توفر جملة من المعايير على المستوى الصحي/الوقائي، آنذاك يتم في حال الموافقة تسليم الرخصة ويكون صاحب المواشي مطالبا بتسليم مبلغ 5 دراهم عن كل رأس من الغنم يوميا بعد إحصاء المواشي المقرر أن يحتضنها ذاك الفضاء. خطوة، المفروض أن يتم اتخاذها لتلافي عدد من المشاكل التي تصاحب الفترة التي تسبق عيد الأضحى، والتي لاتمر بالضرورة مرورا هيّنا، وهو ما دفع ولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى السنة الفارطة إلى توجيه مذكرة إلى ممثلي الإدارة الترابية على صعيد العمالات من أجل منع ظاهرة كراء «الكراجات» واستغلالها لهذه الغاية، شأنها في ذلك شأن نصب وإقامة خيام في الشارع العام، إلا أنها جاءت متأخرة بعدما تبين أن السلطات المحلية أضحت أمام أمر واقع يتمثل في انتشار الظاهرة وعدم قدرتها على التحكم فيها وإرجاع الأمور إلى نصابها، وفي الوقت الذي كان من المنتظر تفادي تكرار نفس السيناريو هذه السنة، اجتاحت المواشي أسفل البنايات، بكل من الحي الحسني على مستوى زنقة واد أم الربيع وواد لاو، وبتعاونية المختار السوسي وب»الحاج فاتح» والزبير ...، وغيرها من الفضاءات بالمقاطعة، وهو نفس السيناريو الذي يعيشه تراب مقاطعة الفداء مرس السلطان رغم الصرامة التي عبّر عنها عامل العمالة، التي سرعان ماتخلى عنها بناء على تدخلات بعض المنتخبين، وكذلك الأمر بآنفا وغيرها من أحياء العاصمة الاقتصادية، التي تعيش مرحلة أخرى من مراحل الترييف والفوضى خلال هذه الفترة!