بعد سبعين عاما على إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما، لا يزال الردع النووي يشكل احدى ركائز النظام العالمي الذي تبناه خوفا من تكرار الكابوس المدمر ولابعاد شبح الحرب، وذلك بالرغم من انتشار الاسلحة النووية. وطوال الحرب الباردة تحصنت كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي خلف ترسانة من الرؤوس النووية وهددت كل منهما بتدمير البلد الآخر في حال تعرض مصالحها الحيوية للخطر. وبعد مضي عشرين عاما، ما زال السلاح النووي الذي تملكه ثماني بلدان هي الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية والارجح اسرائيل، يستخدم كوسيلة ردع بالرغم من الجدل المفتوح حول مخاطر اندلاع نزاع نووي وضرورة الحد من انتشار الاسلحة النووية. رغم كل ذلك لا يزال عدد الدول التي تملك السلاح النووي او تشعر بان الردع النووي يحميها (في اطار الحلف الاطلسي) في تزايد وقد انضمت كوريا الشمالية الى نادي القوى النووية هذا. اما ايران، وبالرغم من نفيها المتواصل، فهي لم تثبت يوما انها لا تطمح الى امتلاك هذا السلاح. كل ذلك يشجع على سباق للتسلح وانتشار الاسلحة النووية يضعف القوة الرادعة لهذا السلاح. وقال برونو تيرتري ان "خطر الكارثة النووية لم يعد قائما لكن من المفارقة ان مخاطر استخدام السلاح النووي ازدادت ربما". فاطلاق السلاح النووي ليس مستبعدا في كوريا الشمالية على سبيل المثال ان اعتبر النظام انه مهدد وقال تيرتري "ان بيونغ يانغ اثبتت منذ اربع او خمس سنوات عن استعداد قوي للغاية للمخاطرة". وادى ظهور لاعبين غير حكوميين مثل المجموعات الارهابية الى بلبلة المسلمات. ويذكر العديد من الخبراء في هذا السياق سيناريو وقوع اعتداء جديد كالذي نفذ في بومباي عام 2008 (166 قتيلا) والذي نسبته الهند الى حركة قريبة من اجهزة الاستخبارات الباكستانية، ما قد يؤدي الى خروج الوضع عن السيطرة وصولا الى اطلاق السلاح النووي.