تناولت بعض الصحف الأميركية ما سمتها الأزمة الكورية الشمالية بالنقد والتحليل، وبينما قال بعضها إن الضغط وحده لا يعتبر كافيا لردع بيونغ يانغ عن إشعالها المنطقة، أشارت أخرى إلى أن واشنطن باتت تواجه خيارات صعبة في شبه الجزيرة الكورية. فقد قالت بوسطن غلوب إن قصف بيونغ يانغ لمناطق في كوريا الجنوبية يأتي ليدلل على أن كوريا الشمالية تؤكد ثباتها واحتفاظها ببرامجها النووية المثيرة للجدل. وقالت الصحيفة بافتتاحيتها إن سياسة الأمر الواقع التي تنتهجها بيونغ يانغ أمر لا يمكن تحمله أو السكوت عليه، مضيفة أن الضغوطات الأميركية والمتمثلة في فرض عقوبات اقتصادية أثبتت أنها غير ذات جدوى، وأنها أدت إلى مواجهات عسكرية وإلى توسيع كوريا الشمالية من قدراتها النووية. وأضافت أن القادة الشماليين ربما أرادوا إرسال رسالة إلى جيرانهم وإلى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تفيد بضرورة استئناف مباحثات اللجنة السداسية التي من شأنها أن تؤدي إلى نتائج وامتيازات لصالح بيونغ يانغ أو ليقوم جيرانها وواشنطن معهم بإعداد أنفسهم لاشتباكات مسلحة. استئناف المباحثات ودعت بوسطن غلوب أوباما إلى ضرورة استئناف المباحثات السداسية وتقديم الدعم الاقتصادي لكوريا الشمالية وتوطيد علاقات بلاده معها، فلعل بيونغ يانغ تقوم بتليين موقفها وتتجه إلى الاستغناء عن أسلحتها وبرامجها النووية التي تنذر بالخطر في المنطقة والعالم. من جانبها أشارت واشنطن بوست إلى أن أمام الولاياتالمتحدة خيارات صعبة في شبه الجزيرة الكورية، مضيفة أن القصف المدفعي المتبادل بين الكوريتين وإعلان بيونغ يانغ امتلاكها برنامجا نوويا جديدا من شأنه تأزيم المنطقة ووضعها على فوهة بركان. وقالت الصحيفة إن أوباما يسعى كي لا تخرج الأزمة في شبه الجزيرة الكورية عن السيطرة، مضيفا أن واشنطن طلبت من سول الصبر والتريث وعدم التصعيد في الوقت الراهن، خشية ادلاع حرب في المنطقة مثل تلك الحرب الكورية. وأشارت إلى أن بيونغ يانغ أعلنت عن أن أجهزة الطرد المركزي التي عرضتها على الخبير الأميركي سيغفريد هيكر تهدف إلى إنتاج الطاقة لغايات مدنية، مضيفة أن مسؤولين أميركيين يرون إن مقصدها الفعلي هو السعي لصنع جيل جديد من القنابل النووية بالبلاد. وأضافت أن هيكر شاهد مئات من أجهزة الطرد المركزي في كوريا الشمالية ووصفها بكونها مذهلة، مما يدلل على أن بيونغ يانغ لديها برنامج لتخصيب اليورانيوم أكثر تعقيدا وشمولا مما كان يعتقد، وذلك ما يؤهلها للحصول على مواد انشطارية لصنع قنابل نووية.