قالت كوريا الشمالية إن المناورات المشتركة الأميركية الجنوبية في البحر الأصفر «استفزاز وجريمة» قد تقود إلى «شفير حرب». في الجهة المقابلة، أعلنت واشنطن وسول وطوكيو أنها بصدد بحث دعوة صينية لإجراء محادثات طارئة لحل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. فقد اعتبرت بيونغ يانغ المناورات البحرية والجوية المشتركة التي بدأتها الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية في البحر الأصفر، «استفزازا وجريمة»، وقالت إن «البحر الأصفر على شفير الحرب». وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن هذه المناورات «خطر آخر ضدنا من جانب الولاياتالمتحدة وأعدائنا الجنوبيين». وأضافت الوكالة «إنه لعمل إجرامي من جانب كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة أن تنظما مناورات عسكرية على مستوى كبير في هذا المكان الحساس.. وقد تقود إلى وضع متفجر». وقالت الولاياتالمتحدة إنها تتشاور مع كوريا الجنوبية واليابان حول اقتراح للصين يدعو إلى إجراء محادثات طارئة بشأن كوريا الشمالية، وطلبت من بكين العمل من أجل الحد من «استفزازات» بيونغ يانغ. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية «لا يمكن أن تكون محادثات الأطراف الستة بديلا عن قيام كوريا الشمالية بتحركات للوفاء بالتزاماتها». وأضاف «طلبنا من الصين حث جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ( الشمالية) على وقف الاستفزازات، والتصرف بمسؤولية بما يصب في صالح السلام والاستقرار». وكانت الخارجية الكورية الجنوبية أعلنت أن اقتراح الصين المتعلق بإجراء مشاورات طارئة حول كوريا الشمالية يجب أن يُدرس بدقة، مشيرة إلى أن خلق الظروف الملائمة لإعادة إطلاق المفاوضات هي أولية. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب أن ردّ الخارجية هو بمثابة رفض للاقتراح الصيني . وأشار بيان الخارجية إلى أن الحكومة ستأخذ علماً بالاقتراح الصيني، غير أن عقد اجتماع لرؤساء وفود الدول المشاركة بالمحادثات السداسية يجب أن يدرس بدقة كبيرة آخذين في الاعتبار مجموعة الاستفزازات التي قامت بها كوريا الشمالية وأدت إلى آثار سلبية على الجهود المبذولة لاستئناف المحادثات . وحث بيان الخارجية بيونغ يانغ على إظهار استعدادها لنزع أسلحتها النووية قبل بدء المحادثات . أما الموقف الياباني، فقد جاء على لسان تيتسورو فوكوياما ، نائب كبير أمناء مجلس الوزراء الذي قال «نريد أن نرد بحذر طالما أننا نتعاون عن كثب مع كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة». والتزمت طوكيو الحياد، ونقلت وكالة كيودو اليابانية للأنباء عن نائب كبير أمناء مجلس الوزراء تيتسورو فوكوياما قوله «نريد أن نرد بحذر طالما أننا نتعاون عن كثب مع كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة». وضمن هذا الإطار، قال مسؤول بالقوات الأميركية بكوريا الجنوبية لوكالة رويترز إن حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية جورج واشنطن انضمت للمناورات. وسيرافق جورج واشنطن -التي تحمل 75 طائرة حربية- طاقم مؤلف من أكثر من ستة آلاف فرد وأربع سفن حربية أخرى على الأقل. وتعتبر هذه المناورات العسكرية الأهم في تاريخ البلدين، وذلك في استعراض قوة يهدف وفق واشنطن إلى «تعزيز قوة الردع ضد كوريا الشمالية «. وكان التوتر قد تصاعد بشبه الجزيرة الكورية بعد قصف بيونغ يانغ جزيرة قرب الحدود الثلاثاء الماضي، مما أدى لمقتل عسكريين جنوبيين اثنين إضافة إلى مدنيين اثنين وسقوط نحو 18 جريحا .