قال مندوب الولاياتالمتحدة السابق لدى الأممالمتحدة ، جون بولتون، إنه لا ينبغي لأحد أن يشعر بالمفاجأة لكشف كوريا الشمالية عن أنها تبني منشأة نووية جديدة لتخصيب اليورانيوم. ودعا الولاياتالمتحدة للعمل على توحيد الكوريتين. ودعا بولتون في مقال نشرته له صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية ، الولاياتالمتحدة إلى بذل جهود جدية مع الصين للعمل على إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية، باعتبارها السبيل الوحيدة لتجنب المخاطر النووية التي تفرضها بيونغ يانغ. وبينما أعلنت كوريا الشمالية أن أجهزة الطرد المركزي التي عرضتها على الخبير الأميركي، سيغفريد هيكر، تهدف إلى إنتاج الطاقة لغايات سلمية، قال مسؤولون أميركيون إن مقصدها الفعلي هو صنع جيل جديد من القنابل النووية في البلاد. وأوضح بولتون أن هيكر شاهد مئات من أجهزة الطرد المركزي في كوريا الشمالية ووصفها بأنها مذهلة، مما يدلل على أن بيونغ يانغ لديها برنامج لتخصيب اليورانيوم، أكثر تعقيدا وشمولا مما كان يعتقد، وذلك ما يؤهلها للحصول على مواد انشطارية لصنع قنابل نووية. وقال الكاتب إن كوريا الشمالية أكدت أنها كانت تبني مفاعلا نوويا واسعا في "يونغ بيون"، مشيرا إلى محاولة بيونغ يانغ بناء مفاعل نووي في سوريا ليحل محل مفاعل قديم في سوريا كانت إسرائيل دمرته في شتنبر 2007 في غارة جوية. كما أشار بولتون إلى مشاعر القلق لدى كوريا الجنوبية إزاء ما يحدث عند جارتها الشمالية، وأوضح أن ذلك القلق حدا بوزير الدفاع في سيول لأن يقترح نشر أسلحة نووية تكتيكية أميركية في بلاده لأول مرة منذ عقدين من الزمان. وبينما شكك المسؤول الأميركي السابق في تقارير الأجهزة الاستخبارية لبلاده، قال إن كوريا الشمالية بدأت بتخصيب اليورانيوم عام 1994 قبل أن يجف خبر الاتفاقية مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الذي بمقتضاها أعلنت كوريا الشمالية التوقف عن العمل في المجمع الصناعي في "يونغ بيون". وأوضح أن حجم المنشآت النووية الكورية الشمالية الكبير لا ينبغي له أن يثير عنصر المفاجأة عند أحد، باستثناء أولئك الذين ما زالوا يعتقدون أن بيونغ يانغ ستناقش عن رضا تخلصها من برامجها وأسلحتها النووية. وقال إن بيونغ يانع ستقوم بجس نبض واشنطن مرة أخرى، ودعا أميركا إلى تجنب الوقوع في الخطأ مرة بعد أخرى، وأضاف أن المفاوضات عبر اللجنة السداسية منحت الوقت لكوريا الشمالية وشكلت غطاء لها لمواصلة برامجها النووية. وأضاف الكاتب أن ما يقال بشأن كوريا الشمالية وأسلحتها وبرامجها النووية ، ينطبق على إيران وبرنامجها النووي، والأسلحة البالستية التي تقوم طهران بتطويرها وربما الأسلحة النووية التي تسعى لامتلاكها. واعتبر أن القدرات الصينية النووية المتزايدة تمثل أيضا خطر كبيرا، مشيرا إلى احتمال انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط إذا ما تمكنت طهران من امتلاكها، وإلى أن فنزويلا وميانمار بدورهما تسعيان أيضا لامتلاك أسلحة نووية. ودعا بولتون الولاياتالمتحدة إلى إعلان فشل اللجنة السداسية بشأن المباحثات مع كوريا الشمالية، وأن تقوم واشنطن ببذل جهود جدية مع بكين من أجل توحيد شبه القارة الكورية كسبيل وحيدة للتخلص من مخاطر بيونغ يانغ النووية.