حذر الكاتب الأميركي، ميكا زينكو ، من أن إسرائيل قد تتخذ خطوة وصفها بأحادية الجانب إزاء المنشآت النووية الإيرانية، وقال إن تل أبيب قد تلجأ إلى قصف المواقع النووية إذا لم تستجب طهران للضغوط الدولية الرامية إلى إجبارها على التوقف عن طموحاتها النووية. وأوضح زينكو -وهو باحث في مركز التحرك الوقائي التابع لوزارة الخارجية، في مقال له نشرته صحيفة «لوس أنجلوس «الأميركية- أنه إذا لم تقم طهران بالتجاوب مع ما سماها الاقتراحات الدولية بشأن التوقف عن تخصيب اليورانيوم، فإن مجلس الأمن الدولي قد يفرض عقوبات جديدة على البلاد. وأضاف أن المهلة الممنوحة لإيران لتقوم بالرد على الاقتراحات الدولية هي حتى أواخر الشهر الجاري، وإلا فإن تل أبيب قد تقوم بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية دون استشارة الولاياتالمتحدة. ومضى الكاتب إلى أن إسرائيل قد تفاجئ العالم بضربة استباقية لإيران، وأن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد يسمع عن تلك الضربة عن طريق قنوات فضائية قبل أن يكون سمع عنها من جانب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي). وقال زينكو إنه إذا ما أقدمت إسرائيل على ضرب إيران، فإن تل أبيب لن تلجأ إلى طلب الموافقة الأميركية بشكل مسبق، وإنما ستقوم بتبرير تصرفاتها فيما بعد، إزاء أي خطوة عسكرية. وأشار الكاتب إلى عمليات عسكرية إسرائيلية عبر التاريخ الحديث من شأن المتأمل فيها إدراك أن تل أبيب مقبلة على شن هجوم على إيران، لا محالة. وضرب أمثلة من بينها العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956 الذي شنته كل من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، إذ التزم الإسرائيليون الصمت إزاء مخططاتهم، وفق الكاتب. وأضاف أن تل أبيب شنت هجومها على الدول العربية في يونيو 1967 دون أن تبلغ واشنطن، على الرغم من التحذيرات الأميركية، وفي السابع من يونيو 1981، دمرت المقاتلات الإسرائيلية المفاعل النووي العراقي أو مفاعل تموز دون أن تستشير واشنطن بفعلتها تلك بشكل مسبق. وقال زينكو إن السياسة الإسرائيلة , المتمثلة في عدم استشارة الولاياتالمتحدة بشأن أي عملية عسكرية ، باتت عادة من العادات المتأصلة لدى الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ودلل على ذلك في إشارته إلى قيام الطائرات الإسرائيلية في شتنبر 2007، ودون ضوء أخضر من واشنطن، بتدمير ما يشتبه في أنه مفاعل نووي سوري حصلت عليه دمشق من كوريا الشمالية. وكرر الكاتب تحذيره من أن هجوما إسرائيليا خاطفا قد يكون وشكيا، وأن العلاقات بين تل أبيب وواشنطن لن يشوبها شائب كبير إذا ما أقدمت إسرائيل على خطوة عسكرية خاطفة ضد البرنامج النووي الإيراني.