حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: لكن المنتخب الوطني لم ينجح بعد ذلك في تحقيق التأهل لمونديال 1990؟ للأسف كان علينا تحقيق الفوز في مباراة فاصلة جمعتنا بالدارالبيضاء بمنتخب تونس، لكننا فشلنا في تحقيق أكثر من نتيجة التعادل صفر لمثله. هنا أريد أن أوضح أن فشلنا في الفوز في تلك المباراة لم يكن يعني أننا أقل مستوى من لاعبي تونس، بالعكس كنا الأفضل تقنيا ومهاريا وبدنيا، لكن كانت هناك أسباب أخرى أثرت بشكل سلبي على اللاعبين. فقد كان اللاعبون مستاؤون من عدم توصلهم بمستحقات مالية كثيرة يدينون بها على الجامعة تتعلق أساسا بالعديد من المنح. وأذكر أنه أمام تسويف ومماطلة الجامعة، كان اللاعبون قد غادروا مقر إقامة المنتخب بالمحمدية وقاطعوا معسكرا تدريبيا أقيم قبل مباراة تونس. أيام قليلة بعد ذلك، عدنا للفندق بعد تدخل وزير الشبيبة والرياضة وبعد أن تعهد المسؤولون بتسوية وضعية اللاعبين المالية. في الفندق، قدم لنا مسؤولو الجامعة شيكات وطلبوا منا عدم صرفها إلى أجل سيحدد من بعد. طبعا كان ذلك سببا آخر في نرفزة اللاعبين، الذين دخلوا مباراة تونس بمعنويات مهزوزوة، فالقضية لم تكن تتعلق بالمال، كان ممكنا أن يتنازل اللاعبون عن أية مستحقات لأجل القميص الوطني، لكننا كنا ندرك أن الجامعة كانت تقصد الأمر وكان بالنسبة لنا إهانة لم نكن لنتقبلها. عدت لفريق الجيش الملكي؟ واصلت اللعب في صفوف الجيش لغاية 1993، لأنتقل في نفس تلك السنة لفريق اتحاد تواركة رفقة زميلي حسينة ومجموعة من اللاعبين، وذلك كان بهدف مساعدة الفريق التوركي على تحقيق الصعود للقسم الوطني الأول. لعبت موسما واحدا بألوان اتحاد تواركة، لأعود بعده إلى فريق الجيش الملكي، وألتحق بإدارته التقنية، كمؤطر لفئاته الصغرى وكمدرب مساعد في مواسك أخرى في الفريق الأول. كنت أشتغل وأنا جد سعيد بكون الفرصة سنحت لي لأرد الجميل لفريق صنع البهجة في حياتي، فريق رتب لي حياتي كما كنت أحلم بها بل وأكثر مما كنت أحلم به، فريق صنعت معه مسارا يحلم به أي لاعب، عشت معه الفرح والسعادة والفخر والشرف، فريق كان سببا في أن ألتقي الراحل الحسن الثاني، الملك محمد السادس، فريق فتح لي قنوات الشهرة والنجومية وخلق لي شبكة من علاقات الصداقة، فريق جعلني أنجح في خلق أسرة .. زوجة وأبناء يزينون لي حياتي، بل هم حياتي شكرا فريقي الجيش الملكي.. شكرا مون جنرال حسني بنسليمان، شكرا مون جنرال القنابي، شكرا كل مسؤولي الفريق الإداريين والتربويين والتقنيين، العاملين والمساعدين، الأطباء والممرضين.. شكرا للجمهور العسكري الذي ظل يحتضنني لأزيد من 13 سنة.. شكرا لمنتخبنا الوطني.. شكرا لزملائي لاعبي المنتخب السابقين، شكرا للمدربين الذيتعاقبوا على تدريبي وتأطيري.. شكرا للجميع وشكرا خاصا لجلالة الملك محمد السادس الذي شرفني باستقبالي رفقة أخي الجيلالي الفاضلي وقدم لنا جلالته كل الدعم شكرا لجريدة الاتحاد الاشتراكي التي منحتني فرصة استعادة جزء كبيرا من شريط حياتي.