غيريتس: اختياري لتدريب المغرب كان اختيار القلب أخيرا حل البلجيكي إيريك غيريتس المنتظر بالمغرب وعجل مسؤولو جامعتنا الموقرة بتقديمه للرأي العام في لقاء إعلامي أعدوه في قاعة الندوات بمدينة الصخيرات. وفي اللقاء تحدث رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري عن الحدث والضغط الذي واجهه بسبب تأخير حضور المدرب. وتلقى المدرب غيريتس عدة أسئلة حول برنامجه والأهداف التي سطرها مع الجامعة واللاعبين الذين سيعتمدهم وحتى عن سابقة توقيفه في بلجيكا جراء فضيحة تورط فيها في مباراة حين كان عميدا لفريق سطاندار دولييج، وجاءت أجوبة غيريتس كما يلي: «... في البداية أشكر الرئيس للثقة التي وضعها في وأدرك جيدا أنك واجهت ضغطا كبيرا وقويا بسببي، وكان لى نصيب في ذلك، وأعتقد أنني كنت عند وعدي. وفي السعودية غادرت أناسا لن أنساهم وقد برهنوا إلى أنهم صادقون وجادون، وأشكر رئيس الهلال الذي سيظل صديقا لي لكونه تحمل الكثير لكي استمر مدة أطول مع الفريق هناك. لم يكن لدي الوقت لتوديع الجميع في السعودية وأعتقد أن اللاعبين ترجموا العلاقة الجيدة التي تربطها من خلال ما صدر منهم في لقاء فريق النصر، كان الاحترام متبادلا بيننا وقد ودعت عدة أصدقاء وكانت التجربة رائعة في حياتي، غادرت السعودية يوم الاثنين وانتقلت الى المغرب في المساء، وأنا واثق أنكم ستمنحوني الضغط اللازم لإنجاح العمل. وبالمناسبة أشكر صديقي ومساعدي «كوبرلي» الذي أثق فيه، وقد اشتغلنا معا لمدة سنتين في فريق مارسيليا، وكان في مستوى المهمة مع المنتخب المغربي. أتعامل مع لاعبين يحبون وطنهم كرة القدم تتحول الى الإحتراف في المغرب، وهذا التحول سيساعد على الرقي بمستوى المنتوج التقني، وشخصيا لا فرق لدي بين اللاعب الذي يمارس في المغرب والذي يمارس خارج الوطن، لأنني أحلم أن أتعامل مع لاعبين يحبون وطنهم، ويسعدهم حمل القميض الوطني، وقد سبق لي أن حملت قميص منتخب بلدي «بلجيكا» وأعرف قيمة ذلك، ولا أقبل لاعبا لا يسعده حمل القميص ولا يحرك مشاعرهم للدفاع عنه. لقد قمت بتحليل المباراة الأولى التي أجراها المنتخب المغربي في بلده، وواجه فيها منتخب جمهورية افريقيا الوسطى ولمست عزيمة اللاعبين ورغبتهم في تحقيق مردود إيجابي ولمست أن هذه المجموعة يمكنها الاستمرار في الاتجاه الصحيح. وفي المجال الطاكتيكي أعجبني بعض اللاعبين وأدرك جيدا الفرق بين فريق ومنتخب في التدريب، وقد حملت القميص الوطني في بلدي وأعرف كيف نشتغل. يجتمع اللاعبون وهم ليسوا في حاجة الى التحضير البدني بل الى التحاور وبرمجة حصص تدريبية تجمعهم. وعمل المدرب في فريق يختلف عن عمله في منتخب وطني. المنتخب الوطني يحتاج الى تواصل كبير لأن المدرب يلتقي اللاعبين في فترات قليلة. في فرنسا أشرفت على تدريب فريق تعرفونة جيدا ويضم مجموعة من اللاعبين ضمنهم مغاربة وأعرف عقليتهم كما أنني اشتغلت في السعودية وأنا مستعد لمهمتي وواثق من عملي والنجاح في الطريق الذي سنسلكه سويا. الأسبقية للاعب المحلي هناك لاعبون يمارسون في الدوري المغربي ويحملون قميص المنتخب الوطني، وقد أوضحت من قبل أن ممارسة كرة القدم في الخارج لا تفرض الإلتحاق بالمنتخب الوطني، ولذلك سنسافر لمعاينة مجموعة من اللاعبين الذين يلعبون لفرق احترافية وقد انطلق في العملية مساعدي «كوبرلي» ووافاني بتقرير في الموضوع، وسأتابع مباريات في الدوري الوطني وكلما برز لاعب فسيكون له حضه على غرار الذين يمارسون في الخارج. إنه الفريق الوطني وعلي أن أعتمد الجدية والنزاهة في انتقاء اللاعبين ولا فرق لي بين الذين يمارسون في المغرب والذين يوجدون خارجه. والذين يمارسون خارج المغرب لن أعمل على اقناعهم بالالتحاق بالمنتخب الوطني بل سأطلب منهم التفكير جيدا ويقرروا عند الإختيار، لكي لا يندموا في الأخير. أنا واثق من النجاح تم الاتصال مع مسؤولي الجامعة من قبل وانقطع ولظروف خاصة تجدد اللقاء بيننا، وفي حالات مماثلة يساعدني قلبي عند القرار، وحتى الآن لم أخطئ ولي الثقة في المسؤولين، ولمست رغبة الرئيس في التعامل معي، وهذا كان وراء تحفيزي، والذين يعرفوني يدركون أنني أجتهد وأعطى كل ما لدي في سبيل النجاح، وأنا واثق من أن النتائح ستساير الاجتهاد. قد تتحدثون عن الأمس وعن الاخفاقات لكنني أنظر الى الحاضر والمستقبل، أخطط وأبرمج، واعتقد أننا أمام مشروع، ويربطنا عقد مدته أربع سنوات وقد وضعوا الثقة فينا، وسنعمل رفقة الطاقم والدولي «نور الدين نايبت» كل ما في وسعنا لإنجاح العمل، ويكون الجمهور المغربي سعيدا بفريقه. هناك أشياء أعجبتني أمام تنزانيا أرى أن اعتماد مدرب كبير للإشراف على الفئات الصغرى يؤكد الرغبة في تحقيق الإيجابيات، وأتأسف لكوني لم أتابع المباراة الثانية التي أجراها المنتخب المغربي في تانزانيا، ورغم ذلك وقفت على أشياء أعجبتني وأخرى ينبغي أن نشتغل لتطويرها، ورأيت لاعبين منحوني الثقة في العمل. بالفعل ترغبون في أن يتألق منتخب بلدكم، وألمس من سؤالكم أنكم لا تقبلون أن أكون في هذا الكرسي لكنني هنا، وهذا يحفزني، وإذا أمكن الفوز بلقب كأس افريقيا أو التأهل الى المونديال فسأدعوك لكأس قهوة أو شامبانيا عند انتهاء عقدي. ذكريات سيئة!! أنا سعيد أن تذكروني بأشياء وقعت وعشتها منذ أكثر من ثلاثين سنة، تورطنا في مشكل في مباراة، وتم توقيفي لمدة، وأعتقد أن كل منا له الحق في الخطأ في حياته، وتحملت مسؤوليتي في تلك الفترة، وتم توقيفي وبعد ذلك عدت للممارسة ولعبت للمنتخب الوطني بكبرياء، وفهم الجمهور أنني تحملت مسؤوليتي آنذاك لأنني كنت عميد فريق سطاندار دلييج، وكان ذلك خطأ ارتكبته وأنا شاب، والذين بإمكانهم تقديم الأجوبة الصحيحة حول هذه النازلة للأسف ليسوا بيننا الآن...»