...أخيرا طلع الخبر في بلجيكا وأعلنت الصحافة هناك عن الاتفاق الذي تم في بلدنا وبالضبط في مدينة الرباط بين المدرب البلجيكي إيريك غيريتس ومسؤولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حول تدريب المنتخب الوطني الأول. وكانت الإشاعة قد حملت من قبل إمكانية اختيار المدرب غيريتس لتدريب منتخبنا الوطني وذلك ضمن مجموعة من الأسماء من مدارس مختلفة؟ طلع الخبر في بلجيكا في وقت ننتظر فيه أن يتفضل سعادة رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري بإعلان إسم المدرب في شهر يونيو، كما واعد من قبل؟ ولم نفهم سبب هذا التكثم الذي حول الموضوع الى سر؟ وكأن في التعرف على مراحل النقاش والتداول واللقاءات مع المدرب المقترح يفرض أن يبقى مطوقا في حرم الجامعة أو أكثر من ذلك بين علي الفاسي الفهري وعضو أو عضوين في المكتب الجامعي. يتضح اليوم أن إيريك غيريتس حل مؤخرا بالرباط قادما من باريس وكان رفقة صديقه ورفيقه ومساعده الفرنسي دومينيك كابرلي. وتمت مناقشة شروط التعاقد وتعترف غيريتس على الإقامة المقترحة عليه إضافة الى دعوته لحضور ومتابعة بعض حفلات الموسيقى في مهرجان موازين؟ والغريب الآن وهو أن موعد بداية التصفيات الافريقية المؤهلة الى كأس افريقيا المقررة بالغابون وغينيا الاستوائية في شهر شتنبر ولازلنا نبحث عن مدرب، كما أن المنتخب الوطني لم تجتمع عناصره منذ رابع عشر نونبر يوم الهزيمة أمام الكامرون والإقصاء في مدينة فاس. الأغرب أن السيد غيريتس الذي يبدو أنه اتفق ورضى على شروط مسؤولي جامعتنا مرتبط بعقد مع فريق الهلال السعودي ولن يلتحق بنا إلا بعد انتهاء منافسات كأس آسيا. وبذلك لن يشرف على اختيار اللاعبين ولن يكون متفرغا لتكوين تركيبة المنتخب الوطني المغربي. وحضوره هنا رهين بانتهاء الهلال السعودي من التنافس وبذلك وحسب الصحافة البلجيكية يمكن للسيد غيريتس أن ينتدب رفيقه ومساعده الفرنسي «دومينيك كابرلي» لينوب عنه في بداية الأشغال في المغرب حتى لا يضيع هو عقده مع الهلال السعودي ويضع بذلك يديه على فريق ومنتخب. لن يحضر السيد غيريتس إلا بعد المباراة التي ستجمع منتخبنا بنظيره منتخب جمهورية افريقيا الوسطى في شتنبر؟ فهل تقبل جامعة الفاسي الفهري هذا العمل المرتبك والمرتجل؟.. وهل هي مضطرة للتعامل والتعاقد مع البلجيكي غيريتس وهو متعاقد مع فريق وملزم بتحقيق أهداف؟ إنه ضياع للوقت وليس التريت، ولاحظنا ما حدث للمنتخب الوطني للمحليين وكيف أقصي وللمرة الثانية يغيب عن النهائيات ولن يحضر دورة السودان السنة القادمة 2011. ومن أسباب الاخفاق والهزة التأخير في اختيار المدرب وقلة مدة التحضير. والنتيجة سلبية تضاف الى سلسلة الاخفاقات والنكسات التي لازمت كرة القدم الوطنية. ويظهر هذا الإرتجال والارتباك في حرم المكتب الجامعي في وقت تتحضر فيه المنتخبات في مختلف جهات العالم استعدادا للمونديال. ومعها منتخبات غير مؤهلة، وفي زمن تتجه في الأنظار الى جنوب افريقيا موعد الحدث، نحن غائبون؟ نعم المغرب غائب وهو الذي كان سباقا ورائدا في القارة السمراء وناضل من أجل رفع عدد منتخباتها في المونديال ومن أجل أن تقام المونديال في بلد من بلدانها وتقدم بترشيحه لاحتضان هذه التظاهرة عدة مرات ولازال يحلم بطموحه. المغرب غائب اليوم ولازال يبحث عن منتخب يرتكز على أبنائه ويبحث عن مدرب. ومع الانتظار تتوالى الهزائم والنكسات والوقت أثمن ما يضيع؟ فإلى أين أيها السادة؟