حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: ما هو السر في عشقكم أنت وأشقائك لكرة القدم؟ ربما يكون الأمر وراثيا، فالوالد رحمه الله كان عاشقا للكرة، بل ومارسها لفترة طويلة كحارس للمرمى في صفوف فريق فضالة سبور قبل أن يتحول إلى فريق شباب المحمدية. لعب والدي لفترة طويلة انطلاقا من منتصف العشرينيات من القرن الماضي، وبعد توقفه عن اللعب، أصبح مسيرا مسؤولا في فريق شباب المحمدية. هل يمارس أبناؤك كرة القدم؟ أبنائي يحبون الكرة، ويمارسون الرياضة، لكنهم لم ينتظموا في فريق معين، ربما بسبب انشغالاتهم الدراسية، والتزاماتهم المهنية فيما بعد. وعلى ذكر الأبناء، فقد رزقني الله أربعة، ولدين هما محمد والمهدي، وبنتين هما فاطمة الزهراء وأميمية. إبني البكر محمد يشتغل إطارا بنكيا، فيما تشتغل بنتي فاطمة الزهراء وإبني المهدي في القطاع الخاص، أما أصغرهم أميمية فما تزال تدرس وهي في مستوى الباكلوريا. هنا لا يفوتني أن أوجه كل الثناء لزوجتي شامة الفاضلي ابنة عمي، على مجهوداتها الكبيرة التي بذلتها في سبيل تربية أبنائنا والسهر على الاهتمام بهم، أشكرها لأنها ظلت دوما تضطلع بدور الأم والأب، نظرا لغياباتي الكثيرة عن البيت بسبب التزاماتي وسفرياتي مع المنتخب الوطني وكذا مع فريق الجيش الملكي. وأقر أنه لولا وجود زوجتي في حياتي، لما كنت بصمت على ذلك المسار الرياضي الذي عندما ألتفت مفتشا بين سطوره، أشعر بالسعادة وأحس بالفخر لأنني أعتبره والحمد لله، مسارا كان موفقا وناجحا. داخل البيت، الجميع يعشق ويشجع فريق الجيش الملكي، وحتى بعد اعتزالي مايزال الفريق العسكري حاضرا في وجدان كل أفراد أسرتي. تزوجت قبل أو بعد أن التحقت بفريق الجيش الملكي؟ بعد مغادرتي لفريق شباب المحمدية الذي لعبت في فئة شبانه تحت إشراف المدرب عبدالقادر أيت أوبا لألتحق بمركز التكوين التابع للدرك الملكي بمراكش،في نهاية سنة 1977، وكما أسلفت ذكره، ركزت على التحصيل التكويني في المركز وكذا على الانخراط في التداريب وممارسة كرة القدم مع فريق المعهد الذي كان يشرف عليه حينذاك لحسن شيشا ويدير المركز الملازم بوهالي. في نهاية تلك السنة، وبعد أدائي لمستوى جيد في البطولة العسكرية التي كانت تنظم من طرف مؤسسة الجيش الملكي وتجمع بين الفرق التابعة للثكنات العسكرية والمراكز التكوينية الجهوية للدرك الملكي، تم اختياري للالتحاق بالمركز الرياضي العسكري بمدينة الرباط. أمضيت فترة في المركز أشارك لاعبي فريق الجيش في الحصص التدريبية اليومية تحت قيادة المدرب كليزو، إلى أن بدأ اسمي متداولا بين مكونات الفريق العسكري، وأضحت الطريق أمامي مفتوحة للعب رسميا في الفريق الأول، حيث قررت الزواج وتكوين أسرة بحثا عن الاستقرار. اخترت شريكة حياتي شامة الفاضلي، أقمنا حفل الزفاف سنة 1978، حفل حضره إلى جانب أفراد أسرتنا، لاعبون من المحمدية ، ومن الدارالبيضاء وطبعا زملائي من فريق الجيش الملكي. أذكر، انه بعد زواجي، منحني فريق الجيش الملكي منزلا خاصا إذ كان التقليد أن يمنح اللاعب المتزوج بيتا خاصا به، فيما يفرض على اللاعبين غير المتزوجين السكن في المركز الرياضي العسكري.