أكد المشاركون في المؤتمر الدولي الثاني حول موضوع "الاقتصاد الإسلامي من الأزمات المالية الى المؤسسات التضامنية" الذي اختتمت أشغاله مساء الثلاثاء ببني ملال، أن البنوك الاسلامية تسعى الى تحقيق التعاون والتكامل بين مختلف الوحدات الاقتصادية في المجتمع. وأضافوا خلال هذا الملتقى، الذي نظم على مدى يومين بمبادرة من فريق البحث في السنة والمعرفة التابع لكلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال، أن تحقيق هذا التعاون والتكامل من شأنه الرفع من مستوى الكفاءة والأداء، بالنظر الى كون البنوك الاسلامية تتحمل مسؤولية دفع عجلة التنمية من خلال إيجاد القنوات الشرعية لتعبئة الموارد وتوجيهها نحو الاستثمار، إضافة الى الحرص على تحقيق المسؤولية الاجتماعية والحث على التكافل بين أفراد المجتمع. واعتبروا أن البنوك الإسلامية تعد من أهم مؤسسات الاقتصاد الاسلامي، التي تستطيع توفير التمويل المناسب لمختلف المشروعات في المجتمع من خلال استخدام أساليب التمويل الاسلامية المتنوعة مما سيساهم في خلق تنمية مجالية مستدامة في الاقتصاد التضامني والاجتماعي، وذلك عبر ترسيخ سلوك الادخار والاستثمار التضامني، للقضاء على الفقر وتحسين مستوى المعيشة لدى الفرد. وأبرز المشاركون أن الاقتصاد الاجتماعي التضامني تكمن أهميته في تعزيز مشاركة المجتمع المدني في التنمية المستدامة وإنشاء شبكة للتضامن من أجل تقوية المشاركة في البناء الاقتصادي والاجتماعي للامة الاسلامية، الشيء الذي يستدعي تحديد البدائل المناسبة لإدماج السكان المهمشين من خلال تطوير الانشطة المدرة للدخل وتعزيز الحركة التعاونية، وتشجيع الاعمال الصغيرة وذلك بتنويع وتطوير الكفاءات التمويلية للمؤسسات التضامنية. وبعد أن أشاروا الى النجاحات المهمة التي حققتها البنوك الاسلامية التي انتشرت في العالم والتي تمثلت في صمودها أمام الأزمات المالية العالمية، وفي تطوير نظامها المصرفي، وابتكار أدوات مالية ناجعة، ذكر المشاركون في هذا المؤتمر أن هذا اللقاء يهدف الى تقاسم الخبرات والتجارب في هذا المجال لتنميته وتطوير مجال العمل فيه وإغناء جوانبه القانونية وإمدادها بنصوص الشريعة الإسلامية إسهاما في دفع عجلة القطاع الثالث (الاقتصاد التضامني الاجتماعي) وتخفيفا من معاناة الفقر والحرمان. وشارك في هذه التظاهرة أساتذة باحثون يمثلون عددا من الدول من بينها السعودية والسودان والأردن والكويت وليبيا وموريتانيا والجزائر والبحرين ومصر وسوريا وبلجيكا والمغرب بالاضافة الى عدد من الطلبة المهتمين بهذا المجال. وتناول المشاركون في هذا المؤتمر مواضيع همت "الاقتصاد الاسلامي التضامني.. الأصول والضوابط" و"الاقتصاد الاسلامي التضامني في عصر الأزمات الاقتصادية والمالية" و"البنوك الاسلامية والبنوك التشاركية بالمغرب .. تحديات التطبيق وتنمية التضامن" و"المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية التضامنية واقتصاد الكفاية"، و"المؤسسات الاجتماعية والتضامنية .. تجارب دولية ومحلية"، و" المؤسسات الاقتصادية التضامنية .. التحديات والآفاق ".