داخل ملعبه وأمام جمهوره وبتفوق عددي، يحصد فريق الرجاء البيضاوي هزيمته الثانية على التوالي، وكانت من صنع فريق حسنية أكادير بهدفين لواحد، برسم مؤجل الجولة الواحدة والعشرين، وكان الفريق الأخضر يراهن على هذه المحطة المؤجلة للتكفير عن الخسارة أمام الماص يوم الأحد الماضي، وتوقيع معاهدة مصالحة مع الجماهير الغفيرة، وفوق هذا وذاك، فتح جبهة موسعة من حظوظ التنافس على اللقب، لكن جرت مجريات المباراة ضد الحسنية بما لا تشتهيه مكونات الرجاء، حيث آلت نتيجة هذا اللقاء، الذي قاده الحكم هشام التيازي، لفائدة الزوار. وبذلك يكون المدرب المغربي عبد الهادي السكتيوي قد فاز على المدرب البرتغالي خوسيه روماو ذهاباً بخمسة أهداف وإياباً بهدفين. واللافت أن فريق حسنية أكادير لعب مباراة مفتوحة، ولم يركن إلى الدفاع، بل استهل اللقاء ببعض المناورات الهجومية التي أثمرت هدف السبق في الدقيقة التاسعة عشرة بواسطة النجم السوسي ذي الأصول البيضاوية اسماعيل الحداد، هذا المهاجم الذي مارس مع الوداد، ثم الطاس قبل أن تكتشفه عيون منقبي الحسنية، سبق أن خلق متاعب جمة للدفاع الرجاوي خلال محطة الذهاب، وعاد ليزور شباك الحارس العسكري مبكراً (د 19)، وكاد أن يوقع أكثر من هدف لو أحسن استثمار فرص التهديف المتاحة. صحيح أن الرجاء البيضاوي كان يعاني من بعض الغيابات، خصوصاً على مستوى خط الدفاع، لكن غير مسموح لفريق من هذا الحجم أن يختبىء وراء هذا العذر الواهي، رغم أن الدفاع الرجاوي شابه خلل طيلة المباراة، وظهرت عليه فراغات مهولة عبدت الطريق أمام مهاجمي الحسنية لصنع العديد من فرص التهديف، وكذلك الشأن بالنسبة لدفاع الفريق الزائر الذي لوحظت به شوارع، لكن غياب النجاعة وتعملق الحارس وغياب التركيز عوامل فوتت على المهاجمين الرجاويين ترجمة المحاولات إلى أهداف. طرد المدافع لعبيدي في الدقيقة السبعين، لم يحسن استثماره المدرب خوسيه روماو الذي عمد إلى تكثيف خط الهجوم بإشراك كل من بورزوق والكناوي، لكن في غياب الثوابت الأساسية للفريق الأخضر كالصالحي مابيدي با معمر وجبيرة الذين لم يظهروا بمستواهم المعهود، وأمام ضعف القراءة التكتيكية للمدرب واللعب الرجولي للزوار، فإن فريق الرجاء كان مستواه التقني عادياً جداً، ولم يرق إلى الحد الأدنى من تطلعات الجماهير التي تحولت أحلامها إلى سراب مع اقتراب نهاية الدوري. ابن فريق الرجاء البيضاوي اللاعب سفيان طلال يكتب رسالة برجله اليسرى لكل من يشكك في قدراته، بتوقيعه هدفاً ثانياً في مرمى الحارس العسكري بقذيفة قوية من بعد أزيد من عشرين متراً، كان ذلك في الدقيقة 82، وهو الهدف الذي دفع بالعديد من الجماهير الرجاوية إلى مغادرة المدرجات، كاحتجاج على الصورة التقنية الباهتة لفريق شامخ بتاريخه وجمهوره واسمه، لكنه »قزم« بمردود لاعبيه، وبالاختيارات التكتيكية لمدربه. هدف الشرف وقعه المهاجم حمزة بورزوق في الدقيقة 86 بعد اختلاط أمام المرمى، ورغم المحاولات الرجاوية لإدراك التعادل خلال الدقائق المتبقية من عمر المباراة، فإن اللاعبين لم يفلحوا في ذلك، لينتهي اللقاء بهزيمة مدوية داخل القلعة الخضراء، والتي أحدثت زلزالا داخل البيت الرجاوي، بعد إعلان الرئيس عن استقالته من المكتب الجامعي، احتجاجاً على ما وصفه بالظلم التحكيمي.