حقق فريق الرجاء البيضاوي الأهم خلال اللقاء المؤجل عن الجولة الثامنة عشرة الذي جمعه بالوداد الفاسي. وفاز بهدف نظيف وقعه البديل عمر النجاري من ضربة ثابتة في حدود الدقيقة 74. وهو الهدف الذي أشعل فتيل الفرح بالمدرجات، بعد أن ضاق الجمهور الرجاوي ذرعا من تواضع المستوى التقني للعناصر الرجاوية، التي كادت أن تزور شباك الحارس البورقادي مبكرا، لكن الضربة الرأسية للمهاجم ياسين الصالحي لم تكن بالتركيز الكافي. لاعبو الرجاء وجدوا صعوبة كبرى في فك خيوط النهج التكتيكي للمدرب الفاسي عبد الرحيم طاليب، والمتأسس على خطة (4 - 4 - 2) ومع ذلك فقد سجلنا مجموعة من الاختراقات عبر الجهتين اليمنى واليسرى. لكن التقويسات التي كان ينفذها المدافع / المهاجم يونس بلخضر كانت تجد دفاعا متراصا يقوده حارس كثير الحضور. الفريق الزائر هدد مرمى الحارس طارق الجرموني في أكثر من مناسبة، عبر القذف من بعيد، ولعبت العناصر الفاسية متحررة من كل الضغوطات، وقدمت عرضا طيبا استحسنه المتتبعون، وصفقت له الجماهير خصوصا خلال الجولة الأولى، وهي الجولة التي لم يقو طيلتها لاعبو الرجاء على فرض أسلوبهم، وتأكيد تفوقهم، واستثمار امتياز استقبالهم بميدانهم، ويعود ذلك إلى الضغط الذي مورس على اللاعبين الخضر جراء بحثهم عن ثلاث نقط، للتكفير عن التعادل أمام الجمعية السلاوية، وتقليص فارق النقط عن مركز الصدارة، فكان طبيعيا في ظل هذا الرهان أن يرخي الضغط النفسي سدوله على العناصر الرجاوية. لكن بين الشوطين كانت توجيهات المدرب خوصي روماو ربما على الجانب البسيكولوجي. التغييرات التي قام بها مدرب الرجاء خلال الجولة الثانية بإشراكه لكل من الجلايدي، بايلا والنجاري مكان الزروالي، سيري ديا وبقلال، كان الغرض منها ضخ دماء جديدة في الجسم الرجاوي، خصوصا على مستوى خط الهجوم، مما جعل المحليين يخلقون فرصا سانحة للتهديف، لكنها افتقدت للتركيز الكافي من قبل متولي، الصالحي، والطنيبر، وعلى إثر قذفة حرة قريبة من مربع العمليات يتمكن المخضرم عمر النجاري من التسديد ببراعة لتستقر في الزاوية التسعين للحارس البورقادي. الفاسيون حاولوا تدارك الموقف، لكن الرجاويين كان لهم رأي آخر، ليعلن الحكم عبد الله العاشري عن نهاية المباراة بفوز الفريق الأخضر، وهو الفوز الذي قلص فارق النقط بين الصدارة والمطاردة إلى نقطتين، ما يعنى بأن التنافس على اللقب سيكون قويا بين ثلاثي المقدمة، الوداد - الدفاع والرجاء.