استأسد فريق الرجاء البيضاوي على حساب المغرب الفاسي خلال المباراة التي جمعت الطرفين برسم الجولة الرابعة والعشرين، وفاز الخضر بهدفين نظيفين وقعهما المهاجم ياسين الصالحي. وبذلك يكون فريق الرجاء قد صنع النتيجة وقدم معها الأداء وكفر بالتالي عن حضوره الباهت خلال مباراة العيون أمام شباب المسيرة. المصالحة مع الذات ومع الجمهور كانت رهان العناصر الرجاوية للرفع من المعنويات وتقليص الفارق عن الصدارة، سيما وأن المباراة المقبلة تحمل اسم الديربي وستجمع المتصدر بالمطارد، لذلك اندفع لاعبو الرجاء منذ البداية بحثا عن هدف مبكر يستعيدون به الأنفاس ويحررهم من ضغوطات نفسية أملتها عوامل عديدة في مقدمتها الإقصاء المر من منافسات عصبة الأبطال والهزيمة غير المنتظرة بملعب الشيخ الأغضف، لكن الدفاع المتراص للفاسيين وانتشارهم الجيد في وسط الميدان والحراسة اللصيقة أساليب تكتيكية صعبت مأمورية الرجاويين في الوصول إلى مرمى الحارس الزنيتي. اللاعب محسن متولي، الذي اعتبر رجل المباراة بامتياز، خلق العديد من المتاعب للفاسيين، وفعل فيهم ما شاء مراوغا ومخترقا وممررا، فكان وراء صنع العديد من فرص التهديف، وفي حدود الدقيقة الأربعين، وعلى إثر تقويسة ذكية من رجل السليماني، حرر اللاعبين من كل الضغوطات وزرع نوعا من الدفء في المدرجات. حافظ الرجاويون على أسلوبهم الاندفاعي خلال الجولة الثانية، خصوصا وأن الفريق الفاسي لم يظهر بمستواه المعهود، وربما كان لغياب العديد من العناصر (أيت بولمان - عبد الصادق - فهيم - بلعمري..) الأثر الكبير على عطاءات الفاسيين في جميع الخطوط، ومع ذلك فقد سجلنا بعض المحاولات السانحة للتهديف صنعها خط هجوم الماص، لكنها ضاعت بسبب سوء التركيز وسرعة البديهة للحارس الجرموني. اللعب المفتوح الذي اعتمده لاعبو الماص بحثا عن تعديل الكفة خول للرجاويين القيام بمرتدات سريعة (أسرع خط هجوم) أثمرت إحداها هدفا ثانيا بواسطة الصالحي، بعد توصله بكرة على طبق من ذهب من رجل محسن متولي، وكان ذلك في الدقيقة 76 . هذا الهدف التاسع للاعب ياسين في بطولة الموسم الحالي أمن النتيجة وجعل العناصر الرجاوية تناقش الدقائق المتبقية بارتياح كبير، بل تقدم نماذج من لعب استعراضي استعراضي تخلل الأنفاس الأخيرة من عمر المباراة لينتهي اللقاء بفوز مستحق للرجاء البيضاوي الذي أضحى على بعد نقطتين عن مركز الصدارة حيث يتواجد الوداد. المدرب خوصية روماو اعتبر في تصريح أدلى به للصحافة أن فريقه قدم مباراة كبيرة وصنع انتصارا حقيقيا ومستحقا، موضحا «استحوذنا على الكرة ولعبنا بذكاء تكتيكي، وكان خط هجومنا أسرع وخطيرا وقدمنا اليوم مباراة كبيرة.» تجدر الاشارة إلى أن لقاء الرجاء ضد المغرب الفاسي قاده الحكم جيد الذي أشهر الورقة الحمراء في وجه حجي بعد جمعه لإنذارين، وذلك يكون الفاسيون قد لعبوا بعشرة لاعبين خلال الدقائق الست الأخيرة من عمر المباراة.