أهم ما ميز مباراة الرجاء البيضاوي وشباب المسيرة هو التحكيم المتذبذب للحكم عبد الرحيم الشرقاوي (عصبة الجنوب) ومقاطعة جمهور الرجاء للمباراة، حيث سجلنا حضوراً جماهيرياً قليلا جداً لا يتعدى خمسة آلاف متفرج، من بينهم أعداد جاءت فقط لتمطر العناصر الرجاوية بوابل من السب والشتم والكلام النابي، وهذه الثلة المحسوبة على جمهور الرجاء، هي مدفوعة من قبل أشخاص اعتادوا أن يحملوا معاول الهدم، وأن يسبحوا في المياه العكرة، وأن يطلقوا على أنفسهم فئة المعارضة. صحيح أن فريق الرجاء البيضاوي سجل تراجعاً ملحوظاً على مستوى المردود التقني، وكذا النتائج، لكن أن الأسلوب الذي استقبل به المحسوبون على جمهور الفريق الأخضر لاعبي الرجاء وهم يلجون أرضية الملعب، أسلوب غير حضاري، على اعتبار أن العناصر الرجاوية لم تدخل في المباراة منذ الوهلة الأولى، ومع ذلك، فقد استطاعت أن توقع هدف السبق مبكراً، وتحديدا في الدقيقة العاشرة بواسطة المارد عمر نجدي، ورغم التفوق على مستوى النتيجة، والمردود، فإن الشرذمة من المحسوبين على الجمهور الأخضر استمرت في قذفها للاعبين بأقبح الأوصاف، الأمر الذي كان له تأثير على نفسية العناصر الرجاوية التي نزل إيقاعها، وتراجع مستواها. مع بداية الجولة الثانية، وتحديدا في الدقيقة 56 يتمكن اللاعب البديل عزيز السباعي من تعديل الكفة ضد مجرى اللعب، وهو هدف يتحمل مسؤوليته الدفاع الرجاوي والحارس ياسين الحظ. لكن فرحة الزوار لم تدم سوى سبع دقائق، ليعود المارد نجدي، ويضيف هدفا ثانياً، مانحاً الامتياز لفريقه (د 63)، وهو امتياز لم يعمر سوى خمس دقائق (د 68)، حيث وقع اللاعب سقيم هدف التعادل، وهو الهدف الذي احتج على مشروعيته لاعبو الرجاء، بدعوى تسلل، خصوصاً بعدما تردد الحكم المساعد في العودة إلى خط نصف الملعب. ويمكن القول بأن إشراك عمر النجاري لم يعط أية إضافة لهجوم الرجاء، لكنه كان شجاعاً عندما تحمل مسؤولية تنفيذ ضربة الجزاء التي أعلن عنها الحكم خلال الدقائق الخمس التي أضافها كوقت بدل الضائع، بعد سقوط المدافع أولحاج داخل مربع عمليات شباب المسيرة، هذا الأخير لم يستسغ قرار الحكم، وهدد بمغادرة الملعب، وبعد هدوء نسبي، نفذت ضربة الجزاء بنجاح من قبل المخضرم عمر النجاري، ليعود امتياز التفوق من جديد للرجاء، وهو تفوق جاء بصعوبة كبيرة، ودون أن تظهر العناصر الرجاوية بصورة مشرفة، ليتبين أنها تمر من مرحلة فراغ تستدعي تدخل كل مكونات البيت الأخضر لانتشالها من مخالب الضغط النفسي، ومساعدتها على استعادة معنوياتها، وهنا يبرز دور المنخرطين الحقيقيين، والجمهور الحقيقي. نهاية المباراة سجلت احتجاجاً قوياً من قبل بعض لاعبي شباب المسيرة ومدرب الفريق على الحكم عبد الرحيم الشرقاوي، هذا الأخير غادر الملعب في اتجاه مستودع الملابس تحت حراسة أمنية، وبرأي كل الذين عاينوا المباراة، فإن التحكيم كان دون المستوى المطلوب. فريق شباب المسيرة حضر إلى الدارالبيضاء، وكله أمل في تحقيق نتيجة إيجابية، سيما وأن وضعه فوق خريطة الترتيب غير مطمئن، لكن الهزيمة أمام الرجاء، ستزيد في تأزيم وضعيته.