عرفت هذه السنة ثلاث مواجهات بين الوداد والرجاء انتهت كلها لفائدة الفريق الأحمر، وإذا كان ديربي آخر الموسم قد حمل معه طموحات الفريقين لانتزاع اللقب، فإنه كان درسا بليغا في التشجيع النظيف والبعيد عن مظاهر السب والشتم وأظهر جمهور الفريقين للعالم أجمع أنهم قادرون على صنع الحدث بعيدا عن الضجيج الذي يحاول البعض فرضه بالقوة، وإذا كان الوداد قد حسم اللقاء داخل البساط الأخضر فإن الرابح الأكبر تبقى هي كرة القدم الوطنية. لعل أهم ما ميز لقاء الديربي الذي جمع بين الرجاء والوداد البيضاويين، برسم الدورة 27 هو العدد الهائل من جماهير الفريقين الذين حجوا منذ الصباح الباكر إلى مركب محمد الخامس في لوحة رائعة يغطيها الأحمر والأخضر، هذا الجمهور الذي كان في مستوى العرس وفي مستوى سمعة الفريقين حيث سادت الروح الرياضية وغابت الألفاظ الساقطة والكلام النابي. ومع بداية المباراة ظهرت نوايا الوداديين ورغبتهم في حسم نتيجة اللقاء داخل البساط الأخضر خصوصا وأن الحسنية ستكون المستفيد الأكبر في حال تعادل المطاردين المباشرين، وهكذا باشر هجوم الوداد في شن مجموعة من الحملات وخاصة عبر الجهة اليمنى أثمرت هدفا من ضربة جزاء نفذها "بنشريفة" واخترقت شباك الحارس "بوعبدلاوي"، وبعد تسجيل هدف السبق بادرت الرجاء إلى الهجوم محاولة للعودة في اللقاء لكن رغم كل ذلك فإن دفاع الوداد عرف كيف يمتص حماس الرجاويين الذين ظهر عليهم العياء وكان اللاعبون تائهين في الملعب وهذه العوامل كلها ساعدت لاعبي الوداد على التحكم في المباراة والاستمرار في بسط سيطرتهم، لكن وبسبب تسرع اللاعبين خاصة ربيع العفوي وبدر القادوري ضيعت الوداد أكثر من هدف محق قبل أن يحتسب الحكم البرهمي ضربة جزاء ثانية، أثارت كثيرا من الاحتجاجات من قبل لاعبي ومسؤولي الرجاء على اعتبار أن الخطأ لم يكن واضحا، وقد وجدت الكرة رجل المدافع حمودة بنشريفة الذي اخترق بقديفة ثانية شباك الحارس منهيا الشوط الأول بتقدم ودادي مقنع أمام رجاء تائهة وغير منسجمة. الشوط الثاني كان أشبه بسابقه اللهم الورقة الحمراء التي اشهرها الحكم في وجه عبد الواحد عبد الصادق من صفوف الرجاء وبعد احتجاجه على قرارات الحكم لتواصل الرجاء بعشرة عناصر، وقد حاول أشبال "والترموس" العودة في المقابلة ومحاولة تقليص الفارق إلا أن غياب التركيز وانفعال اللاعبين جعل كل محاولاتهم تنتهي بالفشل أمام آلة ودادية وضعت اللقب نصب عينها وأصبحت غيرمستعدة للتنازل عنه، ويبقى أهم ما يلاحظ هو الشعبية الكبيرة التي بات يحظى بها المدرب "فخر الدين" الذي استطاع أن يحافظ على تماسك فريقه ويقود السفينة بأمان، وهذا دليل آخر على أن المدرب المغربي قادر على العطاء لو توفرت له كل الظروف.