يلتقي غدا الأحد، الغريمان التقليديان الرجاء والوداد في مباراة أولى لهما هذا الموسم، إذ سيخوضان على ملعب مجمع محمد الخامس في الدارالبيضاء، مباراة الديربي عن الدورة 12 من بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم.الديربي هو رقم 107 في تاريخ مواجهات الفريقين في منافسات البطولة الوطنية، الذي يرغب من خلاله الوداديون في إنهائه أحمر، حتى يستطيعون المحافظة على بيتهم المرتب، وإن كان ذلك سيتسبب في انتزاع روح غريمه التقليدي المليء جسده بالندوب، جراء ما تعرض له من هجمات من قبل جمهوره ومحبيه ومحيطه، بسبب نتائجه السلبية الأخيرة. الوداد استغل الأسبوع الجاري بأكمله للاستعداد لهذه المباراة وطموحه الفوز بنتيجتها، حتى يؤكد للجميع بأنه فريق قوي وأن كل ما يقال عنه مجرد محاولة للتشويش عليه كما يقول دائما مدربه الزاكي بادو. ودخل فريق الوداد الرياضي منذ الخميس الماضي في معسكر إعدادي مغلق بمدينة الجديدة، إلى غاية مساء اليوم السبت. وتسود حالة من التفاؤل الأوساط الودادية التي تتوقع فوزا جديدا على الغريم التقليدي الرجاء، رغم أن جمهور الأخير ينتابه بدوره إحساس بقدرة لاعبيه على الفوز أمام الوداد رغم المشاكل. وإذا كان بعض الوداديين يرفضون الطريقة التي يعتمدها الزاكي في المباريات إلا أنهم تحلوا جميعا لمساندته في مباراة غد التي تظل استثنائية بحكم قيمتها المعنوية لدى جمهور ومحبي الفريقين معا. ويرفض بعض المتتبعين القول إن الوداد أفضل من الرجاء، معتبرين أن الفريقين معا يمران من فترة فراغ، رغم وجود الوداد أولا في الترتيب، إلا أن ذلك في نظره لا يعكس صورته الحقيقة، معتبرين أن الفريق تنقصه روح اللاعب التي يرفض الزاكي تركها في الفريق، بإجبار اللاعبين على إتباع خططه وتجنب الإضافات. من ناحيته، دافع أحد اللاعبين الوداديين عن طريقة لعب زملائه، مؤكدا أن زملاءه اكتسبوا خبرة وتجربة بوجود الزاكي، مشددا على أن تنفيذ اللاعبين لخطط المدرب تنم عن الحس الاحترافي الذي بلغوه. ويحرص الزاكي بادو، على عزل لاعبيه عن الأجواء المحيطة بالديربي إذ اختار الهروب من ملعب الفريق في الوازيس والإقامة في الجديدة، للحفاظ على تركيزهم، كما فضل عدم الإعلان عن قيمة المنحة التي سيخصصونها للاعبين، مقابل الفوز في مباراة الديربي. وحسب مصادر من الفريق فإن عبد الإله أكرم، رئيس الفريق قرر تخصيص مبلغ مغري لتحفيز اللاعبين على الفوز، قد يتجاوز ما خصصه مسؤولو الرجاء للاعبيهم، البالغ قدره 20 ألف درهم. واعتاد مسؤولو فريقي الوداد والرجاء البيضاويين تخصيص منح مغرية للاعبيهم، في حال فازوا بمباراة الديربي، إذ غالبا ما تشهد مباراة الديربي بين الغريمين التقليديين مزايدات كثيرة، بخصوص المنح المقدمة للاعبين، وفي كل مرة يحاول فريق التفوق في المنح، قبل التفوق على أرضية الملعب. الجمهور..المعادلة الصعبة الديربي البيضاوي غالبا ما يشهد حضورا جماهيريا غير معتاد، لأنه يجمع بين أقوى فريقين ليس في مدينة الدارالبيضاء بل على الساحة الكروية الوطنية بشكل عام، ويكون حديث الشارع طيلة الأسبوع الذي تقام في آخره هذه المواجهة. لهذا، فحضور الجمهور الذي يظل المعادلة الصعبة ضروري، لأنه يلعب دورا كبيرا في منح المباراة الحماس الذي تستحقه، ليتمكن اللاعبون من تقديم فرجة ومتعة كرويتين طيلة دقائق المباراة. من حق أنصار كل فريق أن يعبروا عن تشجيعهم لفريقهم بالأشكال، التي يرونها تتوافق وحجم حبهم له. لكن من الضروري احترام الروح الرياضية التي تعد الركيزة الأساسية لهذه اللعبة، والمتمثلة في التشبث بالتشجيع المثالي البعيد عن كل الطرائق، التي لا تؤدي إلا إلى إفساد هذا العرس الكروي سواء قبل أو أثناء أو بعد المباراة. فمن المعروف في هذا المجال أن أي مباراة لا بد فيها من منتصر ومنهزم، فهذا هو المنطق الذي سارت عليه اللعبة في تاريخها، ومن المؤكد أن هذه الثنائية (فائز ومنهزم) هي سر هذا الانجذاب، الذي يشعر به كل واحد كما أثناء متابعته لمباريات فريقه المفضل.