قدم فريقا الرجاء البيضاوي وحسنية أكادير مباراة كبيرة، واستطاعت عناصر الطرفين أن تفرز منتوجاً كروياً في مستوى تطلعات الجماهير، وبغض النظر عن النتيجة التي آلت لفائدة الخضر، فإن العطاءات التكتيكية كانت جيدة، وأشاد بها مدربا الفريقين خلال الندوة الصحفية التي نظمت عقب نهاية المباراة. قبل صافرة الانطلاقة، وقف الجميع دقيقة صمت ترحماً على روح والد اللاعب محسن متولي، هذا الأخير بصم على حضور مميز، وكان أحسن عنصر في المباراة، رغم الحالة النفسية التي يعيشها، حيث خلق متاعب جمة للفريق السوسي، وفتح العديد من القنوات في دفاع الزوار، وتوج مجهوداته بتوقيع هدفين. الفريق الأكاديري كان أفلح في تسجيل الامتياز مبكراً بواسطة الهداف جيرار الذي استغل خطأ للمدافع الرجاوي الزكرومي وسدد بذكاء وتركيز كبيرين موقعا هدف السبق في حدود الدقيقة الخامسة، وكاد الزوار أن يضاعفوا الحصة بواسطة اللاعب عبد الهادي الذي سدد بقوة، إلا أن العمود الأيسر للحارس الجرموني يرد الكرة. انتظر الجمهور الرجاوي ثلاث عشرة دقيقة ليسجل أول تهديد حقيقي للفريق الأخضر بواسطة المتولي، لكن بعد دقيقين يستغل المارد عمر النجدي خطأ في دفاع الزوار، ويصطاد ضربة جزاء، أحسن ترجمتها محسن متولي إلى هدف، وهو الهدف الذي أعاد عقارب المباراة إلى نقطة البداية، لكنه ضخ دماء جديدة في الجسم الرجاوي، حيث سجلنا انتفاضة قوية للخضر، خصوصاً عبر الرواقين الأيمن والأيسر. المدرب فرانسوا جودار نهج أسلوبا تكتيكيا يتأسس على خطة (1/5/4) مع تضييق المساحة على لاعبي الرجاء، خصوصا في وسط الميدان، لكن العناصر الرجاوية استطاعت أن تفك هذا اللغز التكتيكي، وتصنع العديد من فرص التهديف، سيما بعد توقيع هدف التفوق في الدقيقة 57 بواسطة رجل المباراة محسن متولي. المباراة عرفت احتجاجات قوية على التحكيم من قبل عناصر الفريقين، حيث حرم الحكم النوني الفريق الأخضر من ضربة جزاء واضحة، بعد إسقاط عمر النجدي داخل مربع العمليات. المدرب فرانسوا جودار رفض التعليق على التحكيم خلال الندوة الصحفية، لكنه أشاد بقوة الرجاء، واعترف بإمكانات اللاعب متولي، موضحا في السياق ذاته: «إن محسن متولي خلق لنا عدة متاعب، وكان عطاؤه مميزاً» ولم يخف مدرب الحسنية ارتياحه لعطاءات لاعبيه، مؤكداً «أنا لست مسروراً للنتيجة، لكني مرتاح للمنتوج الكروي الذي قدمه لاعبو الحسنية». من جانبه، اعترف مدرب الرجاء خوصيه روماو بقوة الفريق الخصم، واعتبر المباراة التي يخوضها فريقه بمركب محمد الخامس تكون صعبة للغاية، مستشهدا ًبأرضية الملعب، والضغط الجماهيري، ولم يفته تقديم التهنئة للمدرب جودار على تكوينه لفريق متكامل، ومتجانس وقوي. ولم يخف ارتياحه للوافدين الجدد، معتبراً إياهم (كوكو بقلال بايلا) لاعبين في مستوى حمل القميص الرجاوي، ووعد بأنهم سيظهرون بمستوى أحسن مع مرور الدورات.