انتهى لقاء النهاية برسم الدوري المغربي لكرة السلة على ايقاع الشغب، حيث اقتحم الجمهور الطنجي ارضية الميدان ، بعد صافرة النهاية. وانخرط في احتفال هيستيري . فهاجمه الجمهور السلاوي، ولولا تدخل رجال الامن لفك النزاع بين جمهور الفريقين لتحولت افراح الطنجيين الى أقراح. حافظ فريق اتحاد طنجة لكرة السلة على لقب الدوري المغربي الذي بحوزته، وجاء التتويج مرة أخرى على حساب الجمعية السلاوية. حيث سبق للطرفين ان لعبا نهاية الموسم الماضي بمدينة تطوان، وعاد اللقب للطنجيين، وتشاء الصدف ان يعيد التاريخ نفسه خلال هذا الموسم، وهذه المرة بقاعة مركب محمد الخامس بالدار البيضاء. كل المتتبعين كانوا يرجحون كفة الفريق السلاوي لرد الدين وانتزاع حلم الازدواجية، بعدما ظفرالفريق بكأس العرش قبل أسابيع، لكن عزيمة العناصر الطنجية كذبت كل التكهنات، وساهمت في شل كل حركية اللاعبين السلاويين، وكبح جماحهم لدرجة ان الامتياز الميداني كان لفائدة اتحاد طنجة، واستمر هذا التفوق حتى صافرة النهاية، والنتيجة النهائية 57 مقابل 47. الحضور الباهت لبعض اللاعبين السلاويين فاجأ كل المتتبعين، ذلك ان الآلة السلاوية التي اعتادها جمهور كرة السلة تتحرك بشكل سريع، وناجع وفعال اصابها خلل خلال مباراة النهاية على المستوى التكتيكي، واستعصى على المدرب مصطفى شيبا فك لغز عدم تحرر لاعبي فريقه من الضغط النفسي الذي نال منهم دفاعا وهجوما. ولم يجد شيئا أمام النهج التكتيكي لملدرب نزار المصباحي الذي أحسن قراءة الخصم ان على مستوى نقط قوته او ضعفه. فاستخلص الخلاصات الكافية مع انطلاق المباراة، ورسم التفوق خلال الربع الاول بفارق ثماني نقط (12 - 20) ، وحافظ على الامتياز خلال الجولة الثانية (25 - 27) مع تسجيل عودة خجولة للسلاويين الذين تمكنوا من تعديل الكفة في مناسبتين اثنتين (20 - 20) و(25/25). وخلال الربع الثالث واصل الطنجيون تفوقهم ، وانهوا هذا الشوط بفارق ست نقط. واعتقد الجميع أن انتفاضة السلاويين ستكون خلال الجولة الاخير، لكن سقوطم في فخ اللعب الفردي فوت عليهم العودة الى المباراة وجعلهم يستسلمون لارادة الطنجيين ، خصوصا خلال الدقائق الثلاث الاخيرة التي سجلت استئساد لاعبي اتحاد طنجة، لينهي اللقاء بفارق عشر نقط (47 - 57). وباختصار فالمردود التقني للعناصر السلاوية لم يرق الى الحد الادنى من تطلعات المتتبعين، وظلت التساؤلات حول اسباب تواضع عناصر وازنة داخل المجموعة امثال الغانمي - بورويس - المصباحي زويتة... لاتفارق الحضارين من جمهور، ورجال الاعلام، وحاولنا من جانبنا الكشف عن العطب الذي أصاب الآلة السلاوية، فطرحنا السؤال على المدرب مصطفى شيبا لكنه رفض بعد المباراة الادلاء بأي تصريح، ولسنا ندري ما اذا كان هذا الرفض مرده حالته النفسية بعد صدمة الهزيمة، ام تفاديه الاعتراف بنهجه التكتيكي غير الناجح، سيما وان تفوق الطنجيين ميدانيا ساهم فيه الاجانب التكتيكي، والتحرر من الضغوطات النفسية بالاضافة الى المؤازرة الجماهيرية، ذلك ان آلاف المشجعين الطنجيين لم يكفوا عن تقديم الدعم والمساندة. تصريحات نزار المصباحي مدرب اتحاد طنجة كان رهاننا في هذه المباراة هو صنع الفوز، ومعانقة التتويج، لذلك رسمنا خطة تتأسس على امتصاص الهجومات السلاوية، ومحاولة تسجيل الامتياز لتعميق الفارق تدريجيا. وبالفعل فقد نجحنا في رسم التفوق على مستوى النتيجة منذ البداية، وطيلة الجولات الأربع. علما بأني كنت قد نبهت اللاعبين بعدم السقوط في مطلب الغرور، وأصر خلال تعليماتي علي أن العبرة بالخواتم، وأن الفوز يعلن مع صافرة النهاية. الجمعية السلاوية فريق كبير، يتوفر علي عناصر وازنة، والفوز عليه ليس أمرا سهلا، خصوصا وأنه قام بموسم جيد، وتوج بلقب كأس العرش، وفوزنا اليوم اهديه للجمهور الطنجي. حسن شملال (رئيس طنجة): اللاعبون كانوا يعون جيدا قوة المباراة، ويدركون قيمة المسؤولية الملقاة عليهم، فقرروا ركوب صهوة التحدي، وتحويل - ربما - المتسيجل الى ممكن، فلعبوا مبارا جيدة، وظهروا بمستؤى مشرف، واستطاعوا بفضل التحفيزات المادية والمعنوية أن يضيفوا لخزينة الفريق لقبا جديدا. تتويج اليوم، هو ثمرة مجهودات كل مكونات الفريق النطجي مسيرين، لاعبين - تقنيين، وجمهور. ولا يسعني إلا أن أهدي هذا اللقب لجمهور مدينة طنجة الذي لم يبخل بتشيجعاته علينا في كل المناسبات. الدكتور فؤاد عمارة (رئيس جمعية سلا). فريقنا لم يظهر اليوم بمستواه المعهود، واللاعبون سقوط في فخ اللعب الفردي، ولم يتسطيعوا التحرر من الضغوطات النفسية التي تفرزها مباريات النهاية. وفي المقابل كانت العناصر الطنجية أكثر تحررا من أي ضغط، وعرفت كف تصنع الامتياز وتحافظ عليه. وباختصار فاللاعبون الذين كنا نراهن عليهم لصنع الفارق، وكسب الفوز، ومعانقة التتويج، ظهروا بمستوى عاد، فتعذر علينا الظفر باللقب. جوردان (مدرب المنتخب الوطني المغربي) أعتقد أن المستوى التقني للمباراة كان طيبا، واللاعبون السلاويون لم ينخرطوا في اللعب الجماعي، الأمر الذي فوت عليهم استثمار الهجومات التي كانوا يقومون بها، وفي المقابل كان لاعبوا اتحاد طنجة منضبطين تكتيكيا، ولعل اللاعب الموزع مروان شكريد ساهم بشكل كبير في صنع الفوز.