بدأنا على نحو جيد بالفوز على فريق كبير نذهب إلى أكادير للعب بعقلية المنتصر لا أخاف شيئا وأنا مدرب لفريق مثل الرجاء إذا كان حامل لقب بطولة الموسم الرياضي الأخير فريق الرجاء البيضاوي قد فاز في أولى مبارياته الرسمية برسم الموسم الجديد ضد فريق كبير وعنيد يقام ويقعد له من حجم وقيمة الجيش الملكي، فإنه من السابق لأوانه أن نقيم عطاءات اللاعبين والمدرب الجديد البرازيلي كارلوس موزير، سيما وأن نتيجة اللقاء والمردود التقني بصفة عامة لم يرق إلى انتظارات جماهير الفريقين الرباطي والبيضاوي رغم الإستعدادات المبكرة، لكن المدرب موزير له رأي ثاني بخصوص المباراة السابقة، ثم اللاحقة التي ستجمعهم نهاية الأسبوع الجاري بفريق حسنية أكادير، ويعي جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في الحرص على المكتسبات والعمل على تأهيل الفريق لخوض مختلف المنافسات التي تنتظره بشهية مفتوحة·· وعن هذه المواضيع والرهانات المستقبلية يتحدث كارلوس موزير لجريدتنا "المنتخب" بقلب مفتوح وبلغة الواثق من كل آلياته، فلنتدرج معه من خلال الحوار التالي: المنتخب: بداية، سنطرح عليكم سؤالا يكاد يكون روتينيا، لكنه يقربكم أكثر من الجمهور الرجاوي العريض، وهو أن تتفضلوا بإعطاء ولو لمحة خاطفة وسريعة عن مساركم الرياضي؟ - كارلوس موزير: إسمي الكامل جوزي كارلوس موزير، برازيلي الجنسية، وبالضبط من مواليد 19 شتنبر 1960 بأحد أحياء مدينة ريو دي جانيرو التي تعلمت فيها أبجديات اللعبة رفقة مجموعة من الأتراب والأقران الموهوبين، وعندما شعرت بصلابة عودي وما أمتلكه من مؤهلات بدنية وتقنية تسمح لي بالإنضمام إلى الفرق المنظمة والمهيكلة وفق برامج مضبوطة في الزمان والمكان، إلتحقت سنة 1980 بفريق فلامينغو أحد أعرق الأندية البرازيلية، وحققت معه مجموعة من الألقاب المحلية أبرزها الفوز بلقب الدوري البرازيلي لموسمين متوالين سنة 1982 و1983، ثم كأس ليبيرتا دوريس (دوري أبطال أمريكا اللاتينية) سنة 1981، ثم بطل كأس الأنتر كونتنتال (كأس ما بين القارات) في نفس الموسم الرياضي· وبعد سبع سنوات من العطاء داخل فلامينغو البرازيلي، غيرت وجهتي نحو عالم الإحتراف، وأنا أدخل تجربة جديدة ضمن فريق بنفيكا البرتغالي لمدة موسمين (87/88 ثم 88/89) فزت خلالهما ببطولة البرتغالي في السنة الثانية، لأشد الرحال بعدها صوب البطولة الفرنسية، وتحديدا إلى أولمبيك مارسيليا لمدة ثلاثة مواسم هيمنا فيه على لقب البطولة الفرنسية (9091 و92) لأعود بعدها إلى البطولة البرتغالية مرة أخرى رفقة فريقي السابق من 92 إلى 1995 وأفوز معه بلقب الدوري البرتغالي موسم 9394 ثم كأس البرتغال في السنة الموالية، وأختم مساري الكروي كلاعب بالبطولة اليابانية التي لعبت لفريقها كاشيما لموسم واحد (95/96) حققنا خلاله لقب البطولة اليابانية· المنتخب: من خلال جردك لأهم المحطات في مسيرتك الكروية، يتضح بأنك تحسن اختيار الفرق والأندية الطموحة وتعشق الغلبة والتحدي؟ - كارلوس موزير: الإختيار والإنتقاء في حقيقة الأمر متبادل بيني وبين الأندية التي لعبت لها وحققت معها كل هذه الألقاب، فضلا عن كوني لعبت نهايتين لدوري أبطال أوروبا، الأولى رفقة فريق بنفيكا سنة 1988 ضد فريق أيندوفن، وكان وقتها زميلي رضوان حجري من بين نجوم الفريق، أما النهاية الثانية فكانت رفقة أولمبيك مارسيليا سنة 1991· المنتخب: وما هي أهم إنجازاتك رفقة المنتخب البرازيلي؟ - كارلوس موزير: أظن بأن أهم إنجاز من بين أكثر من ثلاثين مباراة دولية، المشاركة في مونديال إيطاليا 1990 والذي خرجنا منه من دور الثمن على يد المنتخب الأرجنتيني بنجومية معظم لاعبيه ممن سيخوضون بعد ذلك النهائي ضد ألمانيا حاملة اللقب· المنتخب: تجربتك في ميدان التدريب قصيرة ومحدودة جدا، ومع ذلك قبلت بأن تتولى الإشراف التقني على فريق مغربي كبير بتاريخه وألقابه وقاعدته الجماهيرية، ألا تخشى الإخفاق؟ - كارلوس موزير: صحيح أن تجربتي في مجال التأطير قصيرة، وأن إسمي المتواضع فرضته مع الفرق التي لعبت لها ومع منتخب بلادي، لكنني لم أدخل هذا الميدان خاوي الوفاض من شواهد وديبلومات وتكوين علمي أهلني بأن أكون المساعد الأول لأحد كبار المدربين موسم 2000/01 عندما كان مورينيو يشرف على الإدارة التقنية لفريق بنفيكا، وبالرغم من تجربتي الطويلة كلاعب وما استفدته ميدانيا من كل من أشرفوا على تأطيري خلال مسيرتي الكروية، لم أستعجل ركوب هذا التحدي إلا بعدما شعرت بأنني أصبحت قادرا على فرض إسمي داخل تشكيلة المدربين الرسميين، وكانت البداية موفقة رغم صعوبة الأدغال الإفريقية، وأنا أتولى الإشراف التقني على فريق أنتر لواندا الأنغولي الذي فزت معه بالدوري المحلي موسم 2006/2007 ثم الفوز بلقب الكأس الممتازة المحلية في الموسم الموالي وأنا أخطو أولى خطواتي في مجال التأطير كمسؤول أول، وبحكم طموحاتي الكبيرة وعشقي ركوب التحديات، وجدت في فريق الرجاء البيضاوي، النادي الذي يمكن أن أحقق معه مجموعة من الألقاب لما يتوفر عليه من بنيات تحتية وترسانة بشرية وقاعدة جماهيرية ومكتب مسير في مستوى التطلعات، أضف إلى ذلك تاريخه وألقابه، آخرها لقب بطولة الموسم الأخير المطالبين، جميعا بالدفاع عنه وتعزيز خزانة الفريق وسجله بألقاب أخرى· المنتخب: هل كانت لديك فكرة مسبقة عن فريق الرجاء الرياضي قبل إلتحاقك به الموسم الحالي؟ - كارلوس موزير: (ضاحكا) ألم أخبركم بأن أحد نجوم فريق بنفيكا الذي ساهم في بلوغ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ضد أيندوفن كان اللاعب المغربي والرجاوي الأسبق رضوان حجري! ثم المدرسة التي أنجبته هي نفسها التي أعطت لاعبين حققوا كل ما بحوزة الرجاء من ألقاب بما في ذلك بلوغ العالمية سنة 2000 عندما مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية بالبرازيل، وكما سبق وأن أشرت، فأنا لا أستعجل اتخاذ القرارات الحاسمة، لكن الإشراف على الإدارة التقنية في ظل كل الإمكانيات المادية والبشرية واللوجيستيكية التي يتوفر عليها، لم أتردد في خوض هذه التجربة التي لن تكون إلا ناجحة· المنتخب: وهل أنت مرتاح للطاقم التقني المساعد لك؟ - كارلوس موزير: بكل تأكيد، بل لكل الأطقم ومكونات الفريق، كل حسب اختصاصه، ولا يمكننا النجاح في هذه المهمة الموكولة إلينا إلا بتظافر كل الجهود، ولا بد هنا أن أشيد وأنوه بالدور الجماهيري الذي يلعبه في تحميس اللاعبين، سيما وأن الرجاء يتوفر على قاعدة جماهيرية عريضة بكل المدن المغربية تقريبا وليس الدارالبيضاء فحسب، وقد وقفت على ذلك من خلال مجموعة من أشرطة المباريات السابقة، وكان بحق الجمهور الرجاوي اللاعب والنجم رقم 12 الذي يقلب المباراة في لحظة من اللحظات· المنتخب: من الملاحظ أنك لم تستغني عن أي لاعب من اللاعبين الذين دخلوا معك معسكر البيضاء وأكادير؟ - كارلوس موزير: نحن مقبلون على مجموعة من الإستحقاقات المهمة والقوية، أولاها الدفاع عن لقب الموسم الأخير، ثم هناك دوري كأس شمال إفريقيا، ودوري أبطال العرب وكأس العرش، أي أننا في حاجة إلى جميع هذه العناصر التي كانت رسمية خلال الموسم الأخير، ثم التي تبحث جاهدة عن رسميتها، إذن فالعدد وإن كان يبدو كبيرا فهو من أجل خوض مجموعة من الإستحقاقات التي لا تقبل أنصاف الحلول، هذا من جهة، ومن جهة أخرى للحرص على الإنسجام بين اللاعبين والعمل على تقويته، سيما وأننا نحاول أن نفرض أسلوب لعبنا ونركز على طريقة الإستيعاب لنهجنا وخططنا التقنية والتكتيكية· المنتخب: استيعاب نهجكم من طرف اللاعبين يجرنا إلى العودة لمعسكر أكادير، ما هو تقييمكم الإجمالي لهذا المعسكر؟ - كارلوس موزير: بعد أن قدم لي المكتب المسير كافة العناصر التي يمكن أن أنتقي منها الأحسن وأعتمد عليها خلال الموسم الرياضي الجديد، دخلنا أولا معسكرا بالبيضاء لتعميق هذا التعارف وتوقيع ميثاق شرف بيني وبينهم يرتكز بالأساس على الجدية والإنضباط والإنصهار داخل بوثقة المصلحة العامة للفريق، وكان معسكر أكادير الفرصة المواتية للتقرب أكثر من اللاعبين والوقوف على مهاراتهم الفنية ومدى استيعابهم وتجاوبهم لكل ما يقدم إليهم من توجيهات ونصائح وخطط تكتيكية، ولم نركز خلال معسكر أكادير على كثرة المباريات الودية بقدر ما ركزنا على محاولة تطبيق وتنفيذ الخطط والأساليب التكتيكية التي سنعتمدها خلال مبارياتنا الرسمية التي ستختلف من طبيعة الحال من مباراة إلى أخرى حسب الظروف وطبيعة الخصوم، وبعد عودتنا من أكادير شاركنا في دوري النتيفي الذي كان مفيدا لنا ونحن نخرج بمجموعة من الخلاصات قبل انطلاق المباريات الرسمية· المنتخب: ألم يجد اللاعبون صعوبة في استيعاب الطريقة والأسلوب الذي تلعبون به، أو الذي تحاولون ترسيخه في اللاعبين؟ - كارلوس موزير: الطريقة التي يلعب بها فريق الرجاء هي قريبة جدا من الأسلوب البرازيلي، والإحتفاظ بنفس الترسانة البشرية للسنة الماضية تقريبا سيسهل هذه العملية في التأقلم كل الخطط التقنية والتكتيكية· المنتخب: ألم يستوعبوها بعد؟ - كارلوس موزير: نحن ما زلنا في بداية الموسم الرياضي الجديد، والإستيعاب الجيد والكلي يأتي مع توالي المباريات وتعدد الخصوم، وإلا أي دور للطاقم التقني؟ وهذا لا يعني أننا غير راضين على مردود اللاعبين، بل بالعكس، فأنا جد متفائل وسعيد لسرعة الإستيعاب التدريجي والإستجابة الفورية للتعليمات· المنتخب: وما تقييمكم للمباراة الرسمية الأولى التي افتتحتم بها مشواركم الجديد داخل البطولة المغربية؟ - كارلوس موزير: لقد واجهنا فريقا قويا ومنظما وكنا الأحسن على أرضية الملعب، ومع كامل احتراماتي لفريق الجيش الملكي، كان بإمكاننا الفوز بأكثر من هدف واحد لولا العياء وإرهاق اللاعبين وهم صيام، فلو دارت نفس المباراة خلال أيام الإفطار لكان مردودها التقني أفضل بكثير، والفوز بثلاث نقط في أول مباراة رسمية هو مؤشر إيجابي على أن اللاعبين واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا في الدفاع عن اللقب، وبالتالي تأكيد الرغبة في التنافس والمنافسة على باقي الألقاب الأخرى· المنتخب: وكيف تتوقعون سيناريو مباراتكم المقبلة ضد فريق حسنية أكادير؟ - كارلوس موزير: مباراة لن تكون سهلة بطبيعة الحال، فنحن سنلعب خارج قواعدنا بملعب الحسنية، لكن الجماهير الرجاوية ستكون حاضرة، كما أننا سننزل بثقلنا للعودة بنتيجة إيجابية، فلكل مباراة كما سبق وأن أشرت مفاتيحها وأسلوب لعبها تبعا للنهج والخطط التكتيكية المعتمدة من طرف الفريق الخصم، والرجاء كفريق بطل ورائد مطالب بألا يتأثر باللعب خارج ميدانه، وقد نعود إلى هذه المباراة بعد نهايتها خلال الندوة الصحفية لتقييم أهم لحظاتها· المنتخب: باختصار شديد، ما الذي يقض مضجعك ويخيفك داخل فريق كبير بحجم الرجاء بألقابه الكثيرة؟ - كارلوس موزير: ألقابه الكثيرة وحجمه الكبير هو الذي حمسني ودفعني للتعاقد معه، فأنا مدرب محترف وواثق من نفسي وأهوى التحدي منذ أن كنت لاعبا، أما الخوف فلا يجد ولن يجد طريقه إلى نفسي وقلبي، لأنني مؤمن بقدراتي وقدرات فريق محترف يقدر قيمة العمل الإحترافي من خلال توفيره لكل وسائل وسبل النجاح والتفوق· المنتخب: كلمة أخيرة؟ - كارلوس موزير: شكرا لجريدتكم على هذه الإستضافة، وأعد الجمهور الرجاوي، بل أطالبه بأن نوقع معه بدوره ميثاق شرف نلتزم فيه نحن كطاقم تقني ببدل كل ما في وسعنا لتحقيق النتائج الإيجابية مقابل دعمه الكلي والمطلق لنا طيلة التسعين دقيقة مهما كانت النتائج·