أيقونة الفن المغربي نعيمة المشرقي تغادر دنيا الناس    عام على الإبادة... أوقاف غزة: إسرائيل دمرت 79 في المائة من المساجد و3 كنائس واستهدفت 19 مقبرة    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية مصحوبة بحبات البرد وبهبات رياح مرتقبة غدا الأحد بعدد من أقاليم المملكة    توقيف شخص بطنجة لتورطه في قضية تتعلق بالسرقة بالعنف باستعمال السلاح الأبيض    مجلس مجموعة الجماعات أنوال بإقليم الدريوش يصادق بالإجماع على نقاط دورة أكتوبر    "محكمة العدل" تغرد خارج سرب التوافق الأوروبي .. عيوب شكلية ومعالجة مُسيسة    رحيل أيقونة الفن المغربي نعيمة المشرقي    معاناة 40 بالمائة من أطفال العالم من قصر النظر بحلول 2050 (دراسة)        البكوري: عملنا يستند على إعمال مبدأ القانون في معالجة كل القضايا مع الحرص على المال العمومي    جيش إسرائيل يقصف مسجدا بجنوب لبنان    شركات يابانية تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لتعويض نقص العمالة    حزب الله يستهدف قاعدة جوية في حيفا    الجامعة تحدد أسعار تذاكر مباراة الأسود وإفريقيا الوسطى    هنغاريا تدعم الشراكة بين أوروبا والمغرب    من قرية تامري شمال أكادير.. موطن "الموز البلدي" الذي يتميز بحلاوته وبسعره المنخفض نسبيا (صور)    استجواب وزيرة الانتقال الطاقي أمام البرلمان عن الفجوة بين أسعار المحروقات في السوقين الدولية والوطنية    السكوري يُطلق منصة رقمية لخدمة التشغيل    رسالة بنموسى في اليوم العالمي للمدرس    انتقادات للبطء الشديد في عملية إعادة إعمار مناطق زلزال الحوز    "أطباء لبنان" تطلق نداء عاجلا لوقف "مجزرة" إسرائيل بحق الجهاز الصحي        هيئة: أكثر من 100 مظاهرة في 58 مدينة مغربية تخليدا للذكرى الأولى لمعركة "طوفان الأقصى"    دراسة تكشف معاناة 40 % من أطفال العالم من قصر النظر بحلول 2050    خبراء "نخرجو ليها ديريكت" يناقشون قرار محكمة العدل الأوروبية    قافلة المقاول الذاتي تصل الى اقليم الحسيمة    وزير الإعلام الفلسطيني يزور مقر الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالدار البيضاء    قرار محكمة العدل الأوروبية: نواب أوروبيون يعبرون عن امتعاضهم من قرار يمس بالمصالح الاقتصادية الأوروبية    انطلاق بيع تذاكر مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره من إفريقيا الوسطى    بعد قرار محكمة العدل الأوروبية.. هنغاريا تؤكد على الشراكة الاستراتيجية مع المغرب وتدرس تطويرها وتوسعتها لمجالات عدة    الحسيمة.. تخليد الذكرى 69 لانطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بالشمال    محكمة التحكيم الرياضي تخفف عقوبة توقيف بوغبا    كيوسك السبت | مثقفون ورجال قانون وأجانب قاطعوا الإحصاء العام للسكان والسكنى        طقس السبت ممطر في بعض المناطق    "ميتا" تعلن عن إنشاء نموذج ذكاء اصطناعي جديد    مدرسة التكنولوجيا تستقبل طلبة بنصالح    مهنيون يرممون نقص الثروات السمكية    منتدى الصحراء للحوار والثقافات يشارك في الدورة الثانية من مناظرة الصناعات الثقافية والإبداعية    التعادل ينصف مباراة المحمدية والسوالم    مصدرو الخضر والفواكه جنوب المملكة يعتزمون قصْدَ سوقي روسيا وبريطانيا    هكذا تفاعلت الحكومة الإسبانية مع قرار محكمة العدل الأوروبية    ريدوان: رفضت التمثيل في هوليوود.. وفيلم "البطل" تجربة مليئة بالإيجابية    تسجيل حالة إصابة جديدة ب"كوفيد-19″        باريس تفتتح أشغال "قمة الفرانكفونية" بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش    إيقاعات ناس الغيوان والشاب خالد تلهب جمهور مهرجان "الفن" في الدار البيضاء    الدوري الأوروبي.. تألق الكعبي ونجاة مان يونايتد وانتفاضة توتنهام وتصدر لاتسيو    النادي المكناسي يستنكر حرمانه من جماهيره في مباريات البطولة الإحترافية    الفيفا تعلن تاريخ تنظيم كأس العالم للسيدات لأقل من 17 سنة بالمغرب    وزارة الصحة تكشف حقيقة ما يتم تداوله حول مياه "عين أطلس"    الذكاء الاصطناعي والحركات السياسية .. قضايا حيوية بفعاليات موسم أصيلة    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلام الجديد ورهان تطوير الممارسة السياسية
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 08 - 12 - 2010

كانت فكرة تكنولوجيا الاتصال، باعتبارها أداة لتعزيز المسار والممارسة السياسية، تعقب دوما الابتكارات التكنولوجية التي يتم التوصل إليها.
ففي إطار أزمة الديمقراطية التمثيلية التي تعرفها المجتمعات الغربية ومع انتشار الانترنيت وازدياد استعمالها وسهولة الوصول إليها ارتفعت التوقعات الجديدة التي تشير إلى أن الإعلام الجديد وتكنولوجيا المعلومات والاتصال الجديدة تقدم وسيلة للتواصل يمكن الوثوق بها، تضمن قدرات تخزين للمعلومات وتقلل من تكاليف عمليات الاتصال، وبالتالي فهي يمكن أن تساهم في فعالية المسار السياسي، و الأداء الحكومي.
ويرى البعض انه إضافة إلى أثارها الايجابية على الديمقراطية التمثيلية في المجتمعات الغربية تملك الانترنيت، وباقي آليات تكنولوجيا المعرفة والاتصال الجديدة الأخرى، آثارا ايجابية مهمة على الحركات المعارضة في الأنظمة غير الديمقراطية كما تدعم الدمقرطة في الدول التي تعيش مسلسلا للانتقال
ويستعمل تعبير وسائل الإعلام الجديدة في مواجهة وسائل الإعلام التقليدية التي تشير إلى أشكال التواصل السابقة على الإعلام الجديد والتي تشمل التلفزة، المذياع، الجرائد، والأفلام، المجلات والكتب...الخ.
يعني الإعلام الجديد أشكال التواصل القائمة على العالم الرقمي والتي تشمل النشر من خلال استعمال الأقراص المضغوطة، الفيديو الرقمي والانترنيت، وبالاعتماد على استعمال الحواسب والشبكات اللاسلكية، ومن جهة أخرى الطرق الجديدة للتواصل في العالم الرقمي التي تمكن المجموعات الصغرى من الأفراد من الاجتماع على شبكة الانترنيت واقتسام، بيع وتبادل السلع والخدمات.
الإعلام الجديد وتفعيل الممارسة السياسية..
صار فاعلو الحقل السياسي أكثر ميلا لاستخدام التكنولوجيا و وسائطها في إطار المهام التي يضطلعون بها وداخل الأجندة المتحكمة في تحركاتهم: الاتحادات، الأحزاب السياسية، الحكومات. هذا الاتجاه العميق مس أيضا مؤسسات المجتمع المدني التي عرفت ظهور ما يعرف بالنضال الالكتروني.
فالنضال الالكتروني هو استعمال تكنولوجيا الاتصال، مثل الرسائل الالكترونية، المواقع، البودكاستينغ podcasting ) من اجل مختلف أشكال النضال وذلك بضمان تواصل سريع بين مجموعات المواطنين، توزيع الرسائل إلى جمهور واسع، جمع الأموال على شبكة الانترنيت، الضغط وبناء مجموعات أهلية ومنظمات
الاعتبارات التي تقف وراء استعمال الاعلام الجديد من قبل النشطاء:
- الربط بين أعضاء جماعة معينة،
- تشجيع النقاش وحل المشاكل المشتركة.
- تنظيم المعلومات ووسائل الاتصال ذات الأهمية الخاصة لحاجات الجماعات ولمواجهة مشاكلها بناء على جدول زمني.
- مشاركة قاعدة عريضة من المواطنين بما فيهم نشطاء المجتمع، القادة، الجهات الراعية لأنشطتهم، مقدمي الخدمات وذلك بشكل مستمر.
- العمل على إدماج جميع أعضاء الجماعة، وعلى الخصوص ذوي الدخول المنخفضة والذين يعانون من إعاقات أو محدودية في الحركة.
- توفير الخدمات الأساسية بتكاليف عادلة ومعقولة أو على أساسي مجاني.
وأخيرا من خلال دعم الثقافة المحلي
تكنولوجيا المعرفة والاتصال وفعالية النشطاء ..
نظريات كلادي لانج Glady Lang
إلى كورت لانج Kurt Lang وكلاديس لانج Gladys Lang اللذان يقولان بوجود ارتباط بين انتشار شبكات الأخبار وتوسع مشاعر الانقطاع عن العملية السياسية.
أنهما يرون بان تلك التغطية تزيد من حدة العناصر المتضاربة للعملية السياسية التي تغذي بدورها السخرية العامة لدى الأفراد منها وعزوفهم السياسي. وذلك بفعل العوامل التالية:
- الحجم الكبير وغير المتجانس لمشاهدي الأخبار التلفزيونية.
- التصورات العامة لشبكات الأخبار.
- الطابع التفسيري لتغطية الأخبار التي يقدمها التلفزيون.
- تركيز التقارير الإخبارية على العناصر السلبية.
- تركيز شبكات الأخبار على المواضيع المرتبطة بالصراعات والعنف.
* نظريات التعبئة السياسية:
على خلاف الاتجاهات السابقة تشدد هذه النظريات على التأثير الايجابي لوسائل الإعلام في المحافظة على المشاركة الديمقراطية وتشجيعها، وبصفة خاصة يرى أنصارها بضرورة التفرقة بعناية بين الآثار السلبية والايجابية لمختلف وسائل الإعلام، للرسائل والمشاهدين:
- المستهلكون المنتظمين لأخبار التلفزة والذي يعتادون قراءة الصحافة السياسية هم أكثر ميلا للاهتمام والاطلاع والانخراط في الحياة السياسية.
- المواطنون الذي يتعرضون لمحتويات الإثارة التي تتضمنها وسائل الإعلام أكثر ميلا لاكتساب سلوكات العزوف والسخرية من الأحداث السياسية.
- في دراسة لأسباب النشاط السياسي لدى مواطني 20 دولة من أوروبا الشمالية والجنوبية والشرقية خلص اوسكار لوينجو Oscar G Luengo
- إلى أن الانترنيت هي أكثر القنوات تأثيرا على مستوى النشاط السياسي للأفراد. وبالاستناد على متوسط المعاملات كمرجع للمقارنة حصلت وسائل الاتصال الجديدة على معامل (115) بينما ينخفض ذلك المتوسط في حالة التلفزة إلى (0.73) والصحف (0.44).
- ففي حالة التلفزيون 5 بلدان من أصل 20 بلد لا تظهر أية دلالة إحصائية، مقابل ارتفاع ذلك إلى 10 بلدان في حالة الصحف، أما في حالة الانترنيت فدولتين فقط هي التي تظهر بان التعرض لها لا يتصل إحصائيا بالنشاط أو النضال activism بمعنى أن 18 دولة أوروبية تؤشر على وجود دلالة إحصائية لتأثير الانترنيت على النشاط السياسي.
التصويت الالكتروني:
هو النظام الذي يخول الناخب إمكانية الإدلاء بصوته من خلال استعمال نظام الكتروني عوض ورق الاقتراع.
ويمتلك التصويت الالكتروني عدة ايجابيات من بينها:
- تمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم من مكان آخر غير مركز اقتراع الدائرة الانتخابية التي ينتمون إليها.
- تسهيل عملية إدلاء الناخبين بأصواتهم.
- تسهيل المشاركة في الانتخابات والاستفتاءات لجميع من يملكون حق التصويت وخصوصا لمواطني الدولة المتواجدين أو القاطنين بالخارج.
- توسيع فرص القيام بالتصويت التي يملكها الناخبون ذوي الإعاقة آو الذين يجدون صعوبة في التواجد في مراكز الاقتراع او استعمال الأجهزة المتواجدة بها.
- زيادة الإقبال على التصويت والمشاركة في الانتخابات من خلال توفير قنوات إضافية للتصويت، والرفع من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين في هذا المجال.
- جعل التصويت يتماشى مع التطورات الجديدة التي تعرفها المجتمعات والمتمثلة في زيادة استعمال التكنولوجيا الجديدة كوسيلة للاتصال وللانخراط المدني في تحقيق الديموقراطية.
- تقليص الوقت وتخفيض تكلفة تنظيم عمليات الاقتراع والاستفتاء.
الإعلان عن نتائج الاقتراع بسرعة وزيادة درجة الوثوق بها
فيما يتعلق بدور التصويت الالكتروني في تحفيز في الانتخابات يصعب تقديم جواب ينطبق على جميع تجارب استخدامه في الانتخابات ولذلك نقترح أن يكون المدخل لملامسة علاقة التصويت الالكتروني بالمشاركة يبدأ باستعراض بعض التجارب الانتخابية التي اعتمدته:
في التجربة الانجليزية:
وخلصت الدراسة إلى أن نتائج الانتخابات واستطلاعات الرأي التي أجريت عقبها تؤكد بان استعمال جميع تسهيلات التصويت البريدية أدت إلى نسبة مشاركة بلغت 50 بالمائة مقابل 35 بالمائة في دوائر انتخابية مشابهة لم تطبق فيها تلك التسهيلات.
أما بالنسبة لاستخدام التصويت الالكتروني يلاحظ، حسب الجدول الموالي، بان نسبة ذلك الاستخدام بلغت 8,8 بالمائة من المصوتين في 59 دائرة انتخابية ولم تسجل إلا ثلاث دوائر انتخابية منها ارتفاعا في المشاركة الانتخابية (فال غويال (Vale Royal) بنسبة 12.8 بالمائة، شروسبوي واتشام (Shrewsbury & Atcham) نسبة 11.3 بالمائة و سومرست الجنوبية (South Somerset) بنسبة 8,9 بالمائة)، أما باقي الدوائر الانتخابية حوالي ثلثي فقد سجلت انخفاضا في نسبة المشاركة.
- في سويسرا
o ترى ندجا بروم Nadja Braum بان المعطيات المجتمعية حول استعمال التصويت الالكتروني في ثلاث عمليات استفتاء بسويسرا تدفع إلى الاستنتاج بان هذا النوع من التصويت يملك إمكانية الرفع من الناخبين المشاركين في الانتخابات، رغم أن تلك المعطيات غير كافية لتحديد مدى الارتفاع.
o ومن جهة أخرى ترى الباحثة بأنه في الحالات التي يكون للناخب إمكانية استعمال القنوات الأخرى للتصويت عن بعد يلاحظ تفضيل الأفراد لهذه الأخيرة عوضا عن التصويت الالكترنية.
في ألمانيا، أشار استطلاع للرأي قامت به جمعية تكنولوجيا المعلومات، الاتصالات ووسائل الإعلام الجديدة (BITKOM) بان تطبيق التصويت على الانترنيت خلال انتخاب البرلمان الماضي عزز مشاركة الناخبين ب 6 %. وأشار الاستطلاع بان 47 % من الألمان يفكرون في التعبير عن أصواتهم الكترونيا خلال الانتخابات المقبلة، وترتفع النسبة لدى فئة الشباب لتصل إلى 58 %.
الإعلام الجديد وسؤال التعبئة والمنتديات..
في مصر وفي مجال التعبئة السياسية يمكن الإشارة إلى الدور الذي لعبته أدوات الاتصال المتنقلة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية لسنة 2005. فقد استخدمت الهواتف النقالة من اجل تعبئة وتقوية المجموعات الهامشية في لحظة سياسية حرجة من خلال الرفع من البدائل في التحركات المتاحة للأفراد، قوات المعارضة، ومنظمات المجتمع المدني.
وتلجا الأحزاب المعارضة بدورها إلى الانترنيت والرسائل الالكترونية من اجل تنظيم الاحتجاجات، بل الأكثر من ذلك يقوم النشطاء بالتقاط صور للعسكريين ورجال الشرطة أثناء ضربهم للمحتجين ويقومون بتسريبها على الانترنيت لاطلاع الرأي العام الوطني والدولي عليها.
في دول الخليج يشير ستيف كول Seve Coll إلى أن نصوص رسائل الهاتف النقال صارت قناة قوية لخطاب حر حيث يستعمل المتظاهرون تلك الرسائل من اجل حشد الأتباع، مراوغة السلطات، والالتحاق بسرعة بمواقع الاحتجاج. وهي نفس القناة المستعملة من قبل المرشحين لدعوة أنصارهم إلى صناديق الاقتراع ومن طرف النشطاء الذين لا يكشفون على هوياتهم للمس بخصومهم من خلال الشتائم والنكات والقصائد الفكاهية السياسية. ورغم التكاليف الباهضة لتعبئة الجماهير بواسطة رسائل الهاتف النقال (0.40 دولار)، فالناشطين لا يترددون، بسبب ارتفاع الدخل الفردي بسبب عائدات البترول، في اللجوء إليها لتوجيه رسائلهم إلى الشرائح المستهدفة من المجتمع.
كانت الرسائل القصيرة أداة أساسية في تنظيم الاحتجاجات ضد غزو العراق في مارس 2003 بمصر
وفي مظاهرات ربيع 2005 بلبنان عقب اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
إن الحكومة السودانية، وهذا دليل على إدراك الحكومات لأهمية هذه القناة التواصلية، قامت بإرسال نص رسالة إلى جميع المشتركين في خدمة الهاتف التي تهيمن على تقديمها من اجل دعوتهم إلى المشاركة في مسيرات الاحتجاج ضد قرارا الأمم المتحدة الذي طلب من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في مزاعم ارتكاب مسؤولين سودانيين لجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
في المغرب عملت الحركات الإسلامية على الاستفادة من الإمكانيات التي تخولها تكنولوجيا المعلومات والاتصال الجديدة وهكذا نشأت جماعة العدل والإحسان 7 مواقع الكترونية، مقابل امتلاك حزب العدالة والتنمية ل 5 مواقع. لقد جعلت المنظمات من مواقعها آلات للنشر والطباعة والتوزيع، من خلالها يقوم الأعضاء بتحميل وطباعة وتوزيع مضامين تلك المواقع (الكتب، المقالات، المناشير ..الخ) كما أطلقت الشبكات الاجتماعية المنتمية إليها بغية التفكير في المضامين السالفة الذكر والقيام بتوضيحها وتبسيطها للجمهور.
ومن خلال ما سبق يتبين بان الناشطين ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية تعتمد على الهاتف (الهاتف النقال والرسائل النصية)، على الفاكس والتواصل المباشر أكثر من اعتمادها على الانترنيت، أما العامل الأساسي الذي يفسر ذلك فيتمثل في ضعف انتشار الانترنيت في المجتمع بالإضافة إلى المجهودات والتكاليف المتطلبة لاستخدام موقع الكتروني وصياغته في عملية التعبئة.
الإعلام الجديد والمنتديات..
وفي 2006 قدر عدد المدونات بالعربية ب 40.000 ومن المحتمل أن يرتفع تأثيرها مع ازدياد عدد مستعملي الانترنيت في الدول العربية. أما عدد المدونات السياسية بالمنطقة فيقدر ب 4360 مدونة للأخبار السياسية بالمنطقة.
وبالاستناد على دراسة مركز بركمان «خريطة المدونات العربية: السياسة، الثقافة والمعارضة» يمكن القول بان الخطاب الذي تتضمنه المدونات العربي يتخذ الأبعاد التالية:
فيما يتعلق بمواضيع السياسة الداخلية والخارجية تعكس المدونات الواقع السياسي والاقتصادي على المستوى الوطني والمحلي لبلد المدونة.
كما يلاحظ غياب الحوار العربي-العربي داخل فمضاءات تلك المدونات باستثناء عندما يقع مناقشة مواضيع مرتبطة بالغرب لان التركيز يقع أكثر على مواضيع السياسية المحلية مصحوبا بانتقادات للزعماء السياسيين.
فيما يتعلق بالأنشطة الإرهابية تشير الدراسة إلى إن المدونات العربية لا تستعمل من اجل دعم التطرف، الدعوة إلى الكراهية ودعم الأعمال الإرهابية.
أما المشاركة في الجهادية العسكرية فيتبقى مسالة أقلية، ويفسر ذلك بان الجهاديين لا يعملون في المساحات المفتوحة من المدونات لأنهم لا يلجؤون علنا إلى المدونات ويضعون عوائق لتتبعهم.
إن المدونات الوطنية تساهم في جعل الزعماء مسؤولين بطريقة تختلف عما تحقق وسائل الإعلام التقليدية، خاصة عندما يلجا بعض المدونون إلى عرض مقاطع من الفيديو الرقمي تتضمن ممارسات منافية للقوانين أو لأخلاق المجتمع لبعض المسؤولين.
آثار أخرى تمتلكها المدونات العربية تتمثل في إنعاش وتطوير المجال العام l?espace public العربي من إخلال أشكال جديدة للتحليل والخطابات وعبر إسماع عدد كبير من الأصوات. هذه السيرورة لا تتم بدون إثارة المدونين لردود أفعال السلطات ودون أن تطرح من جديد الأسئلة المتعلقة بالحرية والتوازن بين النظام العام وحقوق وحريات الأفراد.
فتعرض بعض المدونين للسجن يعطي رسالة عن المخاطر التي يواجهها المدونون السياسيون كما يكون وراء سلوكات التحفظ والمراقبة الذاتية وأحيانا العزوف عن السياسية. فإلقاء نظرة على المدونات التونسية مثلا تكشف بان التدوين التونسي يتعامل نادرا مع المواضيع التي تتعلق بالسياسة الداخلية.
محددات الإعلام الجديد في العالم العربي..
انتشار تكنولوجيا المعلومات والمعرفة في المجتمعات العربية..
حسب تقرير المعرفة العربي لعام 2009 حققت الدول العربية تقدما على مستوى ذلك المؤشر ولذلك من خلال القيام بمقارنة بين سنتي 1995 و 2009 إلا أن هذا التقدم لا ينبغي أن يحجب وضعية تكنولوجيا الاتصال والمعرفة في العالم العربي. فباستثناء العربية السعودية والكويت يبقى متوسط الحواسيب لكل 1000 مواطن دون المتوسط العالمي . أما فيما يتعلق بمستخدمي الانترنيت فغالبية الدول العربية تتموقع أيضا دون المتوسط العالمي ، ونفس الأمر يسجل على مستوى حزمة النفاذ إلى شبكة الانترنيت.
أسئلة الحرية:
في هذا الصدد، يصعب من الناحية المنهجية القيام بتعميم على مستوى الاتجاه نحو الديمقراطية في المنطقة العربية بسبب اختلاف الأنظمة السياسية العربية وتنوع السياق التاريخي الخاص بكل دولة عربية.
تظهر المعطيات الصادرة عن فريدم هاوس بان الدول العربية عرفت اتجاها متصاعدا ومتواضعا نحو الديمقراطية في أواخر سنوات الثمانينات وبداية التسعينات رغم أن ذلك يبقى بعيدا عن المتوسط العالمي خلال نفس الفترة وفق ما يظهره المبيان التالي.
المنطقة العربية تعرف حالات اعتقال الصحفيين ومنع وسائل الإعلام. وفي ما يخص الهامش الذي تتمتع به مؤسسات الإعلام والصحفيين وكذا مجهودا الدولة لاحترام حرية الصحافة فمعظم الدول العربية يتفاوت موقفها بين «موقف خطير» وموقف صعب
وتختلف الدول العربية في إجراءات الرقابة المطبقة:
فبعضها يستخدم ترشيح ومنع المواقع التي تعتبرها غير قانونية (العربية السعودية، سوريا، تونس، اليمن)،
مقابل قيام دول أخرى بتفعيل الترشيح من خلال التركيز فقط على بعض مواقع المعارضة السياسية (الإمارات العربية المتحدة، البحرين والأردن)،
أما الولوج إلى الانترنيت دون تطبيق رقابة الترشيح فيطبق في المغرب والجزائر وليبيا ومصر والسودان ولبنان والعراق والكويت
وتأخذ الرقابة التي تمارسها عادة الحكومات احد الأشكال التالية:
- تقييد الشبكات وفرض التسجيل كأحد شروط الانخراط فيها.
- تقييد المحتويات من خلال تقنية الترشيح وتصفية المعلومات وحظر المواقع المحظورة، اتخاذ الإجراءات التأديبية بل وحتى هجمات الفيروسات على المواقع الممنوعة.
- التهديد بالاعتقال أو السجن لمن يلج معلومات غير مرخص لها أو لمن يستعمل شبكات الانترنيت لتنظيم أو للتعبئة السياسية الممنوعة.
خلاصات ..
-يصعب من خلال هذه الورقة الإعلامية القيام بتعميم يهم كافة اشكال الاعلام الجديد وفي جميع الدول ، نستخلص ما يلي..
- الإقرار بدور الاعلام الجديد في الرفع من قدرات الناشطين والممارسة السياسية، فلا ينبغي المبالغة الكبيرة في تلك الأدوار.
- القيام ببحوث تفصيلية لاستخدام هذه التكنولوجيا في التنظيمات السياسية، وفي كافة مجالات تدخلها (الانتخابات، الصحافة، التنظيم والإدارة الداخلية، التواصل بين الأعضاء ومع العالم الخارجي ...الخ.) يمكن أن يوصل إلى فهم أعمق للاستخدامات التي تؤدي إلي فعالية اكبر والى المعوقات التي تحول دون الاستفادة من إمكانياتها.
- ضرروة تخصيص لقاءات علمية حول الإعلام الجديد من اجل معرفة أثاره ورهاناته في الساسية والاقتصاد والمجتمع.
أستاذ بالكلية المتعددة
التخصصات بتازة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.