تعرف بذور الزعفران الحر بمنطقتي تالوين بتارودانت وتزناخت بورزازات مرة أخرى عمليات تهريب متعمد إلى الجزائرعبروجدة ومنها إلى دول أجنبية من قبل مهربين مغاربة متورطين في بيع البذور، وهم معروفون لدى الجميع ،بل إن بعضهم تم تعيينه مؤخرا في مكتب مجموعة ذات النفع الإقتصادي لزعفران تالوين. وأشار بعض المنتجين للزعفران الحر إلى أن عملية تهريب البذور إلى الخارج كانت تتم منذ سنوات عبر الموانئ المغربية والمطارات،لكن بعد إحكام المراقبة على تهريب هذه البذور،اختار المهربون وجهة الجزائر عبر وجدة لتهريب بذور الزعفران الحر، مما كبّد المنتجين والمزارعين المغاربة بهذه المناطق خسارة كبيرة في غياب مراقبة صارمة على البذور وزجر و ردع حقيقيين في حق المتورطين في هذه العملية. وفي نوع من التمويه والتحايل على المراقبة، يعمد المهربون كذلك إلى طحن بذور الزعفران حتى تصبح دقيقا ليسهل تهريبها إلى الخارج فيستعمل دقيقها في صناعة وسائل التجميل واستخراج مادة الصابون والشامبان وغيرهما. هذا وقد سبق للمنتجين والمزارعين لمادة الزعفران أن نبهوا وزارة الفلاحة في دجنبر2009،أثناء لقائهم بوزيرالفلاحة عزيز أخنوش بمقر ولاية جهة سوس ماسة درعة بأكَادير إلى ما تعرضت له بذور الزعفران الحر من تهريب من قبل مهربين مغاربة وأجانب،وطالبوا آنذاك من وزير الفلاحة التدخل لإيقاف هذا النزيف الذي يطال الزعفران وبذوره. غير أن هذه الأمور إلى حد الآن لم تؤخذ بمحمل الجد إلى أن طرحت مجددا مسألة تهريب البذور إلى الجزائر ومنها إلى عدة دول أجنبية، خاصة أن زعفران المغرب يعد من أجود الأنواع الموجودة عالميا، سواء بالكشمير أوإيران أوإسبانيا أوفرنسا أواليونان، استنادا إلى نتائج تحليلات أحد المختبرات العلمية العالمية،وهذا ما جعل الزعفران الحر يصدر بكثرة إلى عدة دول وخاصة إلى الإمارات العربية المتحدة والسعودية الأكثر الدول العالمية استيرادا لمادة الزعفران المغربي وغيره. فبذورالزعفران المهربة والتي تباع بالأسواق الخارجية تشترى بمنطقة تالوين وتزناخت بأثمنة بخسة، حيث تباع البذرة الواحدة من الكيلو الواحد (120بذرة) بما يعادل أورو واحد،وتشترى العبرة الواحدة (10كيلوغرامات) بثمن150درهما لتباع في فرنسا ب500أورو، أي ما يعادل أكثر من 5000 درهم للعبرة الواحدة،ولهذا تهافت المهربون على بيع وشراء البذور وتهريبها إلى الخارج عبر الجزائر. كما أن المهربين المغاربة لبذور الزعفران الذين لا يهمهم إلا مراكمة المال على حساب الثروة الوطنية،يساهمون في تدمير إنتاج الزعفران الحر،وفي التقليل من البذور التي يحتاجها المزارعون كل سنة لإنتاج هذا النوع من الزراعة التي تشكل موردهم الوحيد لمعيشتهم بالمناطق الجبلية بأسكاون وتالوين وسيدي احساين وتاسوسفي بإقليم تارودانت وتزناخت بإقليم ورزازات. زيادة على تمكين مزارعين أجانب من هذه البذور ليشكلوا مستقبلا منافسة للمزارعين والمنتجين المغاربة في الأسواق العالمية كما وقع لمادة الكليمانتين المغربي من نوع»ماروك لاط»الذي سلمه المغاربة للولايات المتحدةالأمريكية فأصبح الفلاحون المنتجون بولاية كاليفورنيا حاليا ينافسون الكلمينانتين المغربي بالسوق الكندية.