الزعفران الحر المغربي، هذه المرة، لن يطاله «التهريب» من قبل سماسرة يشترونه بثمن رخيص لدى المزارعين والمنتجين ليبيعوه في الخارج بأثمان باهظة، أو من خلال المنافسة التي يعرفها من قبل أنواع أخرى قادمة من إيرانوإسبانيا والكشمير، بل تطاله عملية خطيرة تتمثل في بيع وتصدير البذور خارج منطقة تالوين بثمن 150درهما للعبرة (حوالي6كليوغرامات)، ليباع بفرنسا بحوالي 8000 درهم، الأمر الذي سيهدد الزعفران الحر المغربي ويقتله، ما لم تتدخل الدولة للحفاظ عليه من الإنقراض. فقد طالب منتجو الزعفران الحر بمنطقة تالوين بإقليم تارودانت، من وزيرالفلاحة والصيد البحري، بالتعجيل في إصدار قرار وزاري يمنع كليا بيع وتصدير بذور الزعفران الحر خارج منطقة تالوين، سواء داخل الوطن أوخارجه، بعدما أقدم في الآونة الأخيرة بعض المزارعين والفلاحين على بيع البذور بأثمنة مرتفعة يتم تسويقها عبر الخارج مما يهدد بقتلها وانقراضها مستقبلا، إلى درجة أن البذور لا توجد حاليا إلا لدى المنتجين المزارعين. تخوف الفلاحين من عملية بيع البذور خارج المنطقة وخاصة بفرنسا وغيرها، جاء عقب اجتماعهم مع وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش زوال يوم الخميس 8 يناير الجاري بأكَادير بشأن انطلاق مشروع تقوية القدرات المحلية لتنمية المنتجات الجبلية ذات الجودة (الزعفران والأعشاب الطبية)، بتالوين وتزناخت.. حيث لاحظ الفلاحون المزارعون قلة البذور وارتفاع ثمنها في السوق ليصل إلى 150درهما للعبرة الواحدة (6كيلوغرامات تقريبا)،في الوقت الذي كانت تباع فيه فقط بثمن يتراوح ما بين 15و20 درهما للعبرة الواحدة. هذا، واعتبر ثاني منتج للزعفران بتالوين، سامر شجاع فريني، أن المشروع الذي تروم الوزارة تنفيذه بغاية تثمين المنتوجات المحلية وتشجيع الإستثمار فيه وتحسين الدخل لدى صغار الفلاحين، له أهمية كبيرة على الإنتاج والمزارعين وظروف عيشهم، لكن بحاجة إلى حل مجموعة من المشاكل من أبرزها الرفع من المراقبة على البذور بإصدار قرار وزاري يمنع بيع البذور خارج المنطقة، والتعجيل بالتحفيظ الجماعي لأملاك المنخرطين في الجمعيات المعدة لزراعة الزعفران،خاصة أن الأراضي غير المحفظة قد تخلق صعوبات وعراقيل أمام الملاكين مستقبلا بخصوص أوراق ثبوت الملكية، فضلا عن نشوء نزاعات محتملة بينهم حول الأرض. وأضاف رئيس جمعية زعفران تنفات بدائرة تالوين«فريني - س - ش»، أنه قبل فتح المجال للإستثمار في زراعة وإنتاج الزعفران وتوسيع مساحاته بتالوين وتزناخت، لابد كذلك من عقلنة مياه السقي ومساعدة الفلاحين الصغار على إدخال السقي بالتنقيط، وتجميع أراضي صغار الفلاحين في تعاونيات، والعمل على تطوير الزعفران بوسائل لا تضر بجودته،بعيدا عن التلقيح والأسمدة، خاصة أن هذا النوع البيولوجي التي عرفت به منطقة تالوين بالمرتفعات، يعتبر، حسب المختبرات العالمية العالمية، من أحسن الأنواع الموجودة حاليا جودة، بالرغم أن المغرب يحتل المرتبة الرابعة عالميا في الإنتاج بعد الكشمير ثم إيران ثم إسبانيا. حماية البذور المغربية بما يشبه التهريب والتدمير المتعمد، والمساعدة في تحفيظ أراضي الملاكين، وتجميع الفلاحين المزارعين الصغار في تعاونيات، وتقديم إرشادات تقنية ومساعدات مادية من أجل عقلنة السقي بواسطة تقنية التنقيط، لضمان استمرار هذا النوع من الزراعة وتمديد مدة الإنتاج والسقي لأزيد من ثلاثة شهور .. تعتبرحاليا من الأولويات الكبرى قبل الشروع في توسيع المساحات المزروعة وتأهيل الإنتاج والزيادة فيه وفتح مجال الإستثمار وغيرها من مكونات المشروع الذي تبناه المركز الجهوي للإستثمار الفلاحي بورزازات، والذي خصص له غلاف مالي قدر ب 283000 دولار كمنحة من المنظمة العالمية للتغذية من أجل إعداد بحوث ودراسات على الزعفران.