يشارك أطفال مغاربة بمخيم بذور السلام في مرحلته الأولى بالولايات المتحدةالأمريكية، ابتداء من 61 يوليوز 2002، وعلى امتداد ثلاثة أسابيع، إلى جانب أطفال صهاينة وفلسطينيين ومصريين وأردنيين وهنود وباكستانيين وأفغانيين، ولقد صرح سفير المغرب بأمريكا عزيز مكوار أن "المخيم مفيد وهام جدا" مضيفا أن "أمريكا تزرع بذور السلام لخلق التواصل"، ومخيم بذور السلام يجمع هذه السنة 661 شابا وفتاة تتراوح أعمارهم بين 31 و61 سنة، ويضم ثلاثة مراحل، ويشارك الأطفال الصهاينة في مرحلتين متتاليتين إلى جانب الفلسطينيين أماعن الهدف من المخيم حسب ما أدلى به مديره توم ولسون: "إنهم هنا للتعرف على وجه ذلك الشخص الذي يدعونه عدوهم" تجدر الإشارة إلي أن هذا المخيم تأسس منذ سنة 3991،من لدن الصحفي جون ولاك الذي توفي هذا الشهر، وهدفه حسب ما يزعم القائمون عليه هو تعليم الناس كيفية تسوية نزاعاتهم بطرق سلمية لا عن طريق العنف، واستئصال البغض والكراهية بين الشعوب. وجاء في بعض التقارير الصحفية في الموضوع: أن هؤلاء الشباب من أكثر مناطق العالم تمزقا بفعل الحروب، والسؤال الذي يطرح نفسه هو إذا كان الأمر كذلك فلماذا المغرب إذن؟ وهل أطفاله شهدوا حروبا حتى يتم إشراكهم، أو ليس المغرب بلدا يعرف الأمن والاستقرار منذ ست وأربعين سنة؟ من الواضح إذن أن الهدف هو تطبيع العلاقات بين البلدان العربية والإسلامية والصهاينة من خلال التركيز علي الأجيال الصاعدة من خلال تقديم صورة مزورة عن حقيقة الكيان الصهيوني العنصري بعد ما فشلت الجهود التطبيعية والمطالبات الصهيونية بتغيير المنتهج التعليمية ،وبعدما وصلتهم أصداء الاحتجاجات المكثفة للتلاميذ المغاربة بالمؤسسات التعليمية، التي أجبرت وزارة التربية الوطنية على تقديم العطلة الربيعية. و أمريكا لم تكف يوما عن القيام بدور فعال في هذا التطبيع، يرتكز أساسا على تلميع صورة الصهاينة في عيون العرب والمسلمين، بعدما شاهدوا ولازالوا الجرائم النكراء المرتكبة في حق الفلسطينيين أطفالا وشيوخا، نساء ورجالا، مسخرة في ذلك جميع الإمكانات المادية، فهي لا تألو جهدا في دعم الكيان الصهيوني على جميع المستويات. وقد تم التركيز على انتقاء المشاركين عن طريق وزارة التربية الوطنية، من التلاميذ الذين يتقنون اللغة الانجليزية، الذين ولا شك يشكلون مستقبل المغرب، وسيصبحون يوما كفاءات وفعاليات وطنية، وفي ذلك ضمان لامتداد التطبيع مع الكيان الصهيوني مع الأجيال القادمة، وبالخصوص المتفوقة منها. وتجدر الإشارة أنه شارك في السنة الماضية خمسة شبان من المغرب في نفس المخيم، اختارتهم وزارة الشبيبة والرياضة المغربية، وقد تم استقبالهم في البيت الأبيض من طرف الرئيس الأمريكي وزوجته. كما يشارك في اللقاء ولأول مرة دولة أفغانستان باثني عشر طفلا وصفهم السيد هارون أمين الرجل الثاني بسفارة أفغانستان في واشنطن، "بأنهم أطفال حرب لكنهم هادئون". تجدر الإشارة إلى أن المخيم يضم عددا قليلا من الأطفال الأمريكيين الذين يدفعون 5300 دولار للدورة،. كما أن الأطفال الفلسطينيين في المخيم ينامون إلى جانب الصهاينة في نفس الغرفة، و ينام الهنود مع الباكستانيين والأفغانيين، ونجد أن الغرفة رقم 51 ب يعيش فيها فلسطينيان وصهيونيان وعربي صهيوني وأمريكي، كما أن مخيم بذور السلام يرتكز بالأساس على إجبار الأطفال على نمط عيش محدد، فهم لا يسمحون للأطفال بأماكن جلوسهم لتناول الطعام، ولا باختيارهم مكان النوم، بل يتم إجبار الأطفال للوصول إلى الهدف الذي أنشىء من أجله البرنامج، كما أن برنامج المخيم يضم مجموعة من الأنشطة الفنية والترفيهية" المجهة لغرس القيم العربية و الأمريكية في عقول ووجدان الأطفال فقد قالت إحدى المسؤولات عن المخيم : "إننا نريد للأطفال أن يتمتعوا باللهو والمرح ولكننا نضمن برنامجا مثيرا للغاية" فماهي برامج اللعب واللهو التي ستسطرها أمريكا للأطفال العرب والمسلمين؟ إنها عملية تدجين واسعة اختارت لها أمريكا أحسن وأجود الأطفال. حيث ارتكز اللقاء على تعليم الفتيات الرقص، وقالت ميغان هيوز، منسقة التعليم لبرنامج بذورالسلام: كانت هناك حفلة رقص للفتيات جرت أثناء فترة السباحة العامة، حيث كانت الفتيات الأفغانيات والفتيات الباكستانيات على إلمام بنفس أنواع الموسيقى، وهكذا رحن يعلمن الفتيات الأخريات رقصاتهن التقليدية وهي متشابهة إلى حد كبير. وهكذا يمكنكم أن تروا كيف بدأن يشعرن من بعض النواحي الضئيلة أنهن أكثر تأقلما، وكيف يشعرن براحة أكثر لوجودهن هنا." وما يعزر أن اللقاء أنشئ لأجل الصهاينة هو ما صرح به مسؤول أمريكا متوجها بكلامه للأطفال بأن يكونوا أصدقاء، وتكون صداقتهم قوية وأن لا ينسوا أن الأمل في المستقبل وأنه بإمكانهم تغيير العالم وبأنهم هم الذين سيضيئون الطريق خاصة العرب والصهاينة. خديجة عليموسى