في سابقة من نوعها، أعطى وزير الفلاحة والتنمية القروية عزيز أخنوش المثال للمغرب ضمن وثيقة المغرب الأخضر بالكيان الصهيوني الذي قام على اغتصاب الأرض، وذلك في جدول مقارنة يخص استعمال البذور، واستعمال الآليات الفلاحية (المكننة)، فقد ورد في الصفحة التاسعة من الوثيقة، التي تعتبرها الحكومة خارطة الطريق للنهوض بالقطاع الفلاحي، أن المغرب يستهلك 52 كيلوغرام من البذور في الهكتار الواحد، في حين تستهلك إسرائيل 1608 كلغ، أي ما يعادل 62 مرة المتوسط بالمغرب. وفي ميدان المكننة يبرز الجدول المذكور أن عدد الجرارات لكل 1000 هكتار بالكيان الصهيوني هو ,72 وهو ما يفوق بـ 12 مرة المعدل في المغرب (6 جرارات)، ورغم أن الجدول يستحضر المعدلات في 10 دول أخرى عربية وأوروبية وأمريكية، إلا أنه يضع مقارنة واضحة بين المغرب وإسرائيل لأن هذه الأخيرة تتفوق على كل تلك الدول مكننة واستعمالا للبذور، بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وإسبانيا. بيد أن واضعي الوثيقة تجاهلوا أن المقارنة بين المغرب وإسرائيل لا تشرف المغاربة، سواء الفلاحين المعنيين بالوثيقة أو عموم المواطنين، إذ إن الكيان الصهيوني دولة احتلال تتلقى 3 مليارات دولار سنويا من المساعدات العسكرية الأمريكية، فضلا عن باقي المساعدات التي تتلقاها من الكثير من دول العالم، فضلا عن أن الكيان الغاصب أسس فلاحته من اليوم الأول على نهب أراضي المزارعين الفلسطينيين، واستنزاف الثروات المائية ليس فقط في فلسطين وإنما في دول الجوار كسوريا (بحيرة طبرية) والأردن. وفي النتيجة فإن النمط الاقتصادي للصهاينة هو نمط استيطاني احتلالي قام وما يزال على قهر الفلسطينيين، ومصادرة الأراضي واغتصاب مقدرات الشعب الفلسطيني. وتعليقا على ما ورد في الجدول، صرح منسق السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين خالد السفياني أن الأمر يتجاوز مسألة وضع المغرب في مقارنة مع إسرائيل في جدول، بل إن التطبيع الزراعي مع الصهاينة مستمر ولم يتوقف في وقت من الأوقات، فيما صرح أحد العاملين في البحث الزراعي بالمغرب أن من بين جوانب التطبيع الزراعي الذي يربط المغرب بـ إسرائيل مشاركة شركات إسرائيلية عبر وسطاء أوروبيين (من هولندا وإسبانيا مثلا) في تظاهرات زراعية بالمغرب لعرض منتجات فلاحية جديدة، مضيفا أن من بين أبرز تلك التظاهرات في المعرض الدولي للخضر والفواكه الذي يقام بمدينة أكادير في شهر نونبر من كل سنة. وتجدر الإشارة إلى أن بعض المهنيين في المجال الفلاحي صرحوا لـ التجديد سابقا بأن بذور الطماطم الإسرائيلية تشكل 10 % من إجمالي البذور المتداولة في المغرب، والتي تصل المغرب عن طريق شركات وسيطة أوروبية.