أصدرت أسبوعية "ماروك إيبدو أنتيرناسيونال" طبعة خاصة حول المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب الذي ينعقد من 28 أبريل إلى ثاني ماي المقبل بمكناس. وتسلط الأسبوعية، في هذه الطبعة، الضوء على الجهود المبذولة من أجل تنمية الفلاحة المغربية وتحديثها وتأهيلها مع إيلاء اهتمام خاص لمخطط المغرب الأخضر. ففي مقال تحت عنوان "المغرب الأخضر، اختيار تربة مغذية" كتبت المجلة أن هذا المخطط الذي "تشرف عليه وزارة الفلاحة والصيد البحري والذي يحظى بالتمويل اللازم ، لا يضطلع بمهمة تنموية فحسب، بل يضطلع أيضا بدور مهيكل لمجموع الاقتصاد الفلاحي وللعالم القروي". وليس ذلك، تضيف الأسبوعية، اكتشافا وليد اللحظة، بل إنه هدف حظي بتتبع دقيق ولمدة طويلة ، موضحة أن "مخطط المغرب الأخضر يطمح إلى جعل قطاع الفلاحة عنصرا أساسيا في إقلاع اقتصاد البلاد وخزانا دائما يمكن من تحقيق اكتفائنا الغذائي النسبي". وأضافت أن هناك "واقعا بارزا يتمثل في أن فلاحتنا تشهد تحسنا متناميا وأن مردودية الهكتار الواحد، بالنسبة لكافة أنواع المنتجات الفلاحية، في ارتفاع مستمر". وحسب كاتب المقال فإن "التقنيات الجديدة للري وانتقاء البذور وتعاقب الزراعات من أجل تلاؤم أكبر مع التربة واستعمال المواد المخصبة، وكذا تحسين أصناف الماشية تعد كلها دلائل على استثمار فلاحي عصري تم استيعابها واعتمادها بشكل تدريجي". كما توقفت الأسبوعية عند السياسة المائية التي ينهجها المغرب، مبرزة أن الأمر يتعلق ب"سياسة ناجعة " ميزتها خزانات السدود وبنيات التنظيم المهيكل. وأكدت أن " بناء شبكة من السدود وتشعب قنوات الري الموازية شكلت دليلا على سياسة استشرافية تعود بالفائدة على فلاحة تخضع للظروف المناخية المتقلبة بدءا من المناخ المتوسطي في الشمال ووصولا إلى "الشركي" الجاف والقاري في الجنوب، مبرزة أن المغرب حقق تقدما كبيرا في هذا الصدد، مقارنة مع دول يحذوها نفس طموح التنمية. وحسب الصحيفة، فإن تأهيل الفلاحة المغربية يتم بخطى حثيثة من حيث الجودة والتنافسية في السوق الأوروبية خاصة والسوق الدولية عامة. ونشرت "ماروك إيبدو أنترناسيونال"، من جهة أخرى، حديثا مع وزير الفلاحة والصيد البحري، السيد عزيز أخنوش أشار فيه إلى أن الموضوع المركزي للدورة الحالية للمعرض الدولي للفلاحة المغربية، والمتمثل في التنمية المستدامة، يستحق أن يبرز خلال تظاهرة من حجم كبير، معربا عن اعتقاده بأن "القطاع الفلاحي يعد أحد أكثر القطاعات المعنية بهذا الموضوع". وتتميز الدورة الخامسة للمعرض، يقول الوزير، ببرنامج غني يشمل عدة ندوات حول مواضيع متنوعة، كما يتميز بحضور دولي لافت يعكس اهتمامه بالتقدم الذي حققته الفلاحة المغربية. وبخصوص مناظرة الفلاحة، أشار الوزير إلى أن الموضوع الذي تم اختياره والمتمثل في الفلاحة التضامنية "نابع من إرادة الفاعلين في القطاع في التعريف بكل الفرص التي يتيحهاهذا النوع من الفلاحة". وأشار، من جهة أخرى، إلى أن الموسم الفلاحي 2009-2010 يشكل سنة انطلاقة فعلية للأوراش الاستراتيجية لمخطط المغرب الأخضر، وضمنها على الخصوص، تنفيذ العقود-البرامج التي أبرمتها الدولة مع المهنيين.وذكر الوزير من جهة أخرى بوضع الحكومة لبرنامج استعجالي يهدف إلى محاربة آثار الفيضانات التي عرفتها منطقة الغرب خلال الموسم الحالي . وأشار هذا العدد الخاص أيضا إلى الرؤية والوسائل التي يوفرها مخطط المغرب الاخضر الرامي إلى تعزيز صورة المملكة كبلد يوجد في طليعة البلدان التي تتخذ إجراءات خاصة بالبيئة. كما أبرزت المجلة الدور الذي يقوم به القرض الفلاحي في مجال مواكبة مخطط المغرب الاخضر، وكذا في تطوير الفلاحة والتنمية المستدامة. واهتم هذا العدد الخاص أيضا بسياسة السدود ، مذكرا بأن الأولوية أعطيت منذ سنة 1960 لتطوير موارد المياه السطحية مما مكن البلاد من التوفر على تجهيزات أساسية هامة في مجال الماء. وتوقفت المجلة كذلك عند الاحتفال بيوم الارض بالرباط وقالت إنه يشكل "دلالة قوية على تحسيس المواطنين بالورش الكبير للبيئة" ، كما يمنح فرصة التفكير في الوسائل الكفيلة بالربط بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية والمحافظة على الطبيعة . وأشارت المجلة في السياق ذاته إلى أن مدينة الرباط ، وهي تحتفل بالذكرى ال 40 ليوم الارض ، تكرس سمعتها كمدينة خضراء بالمملكة عبر تأهيل فضاءاتها الخضراء الحضرية وشبه الحضرية. ونشرت المجلة أيضا حديثا مع طه بلافريج ، مدير البيئة والتنمية المستدامة بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الذي تحدث بالخصوص عن الاجراءات المتخذة من قبل مجموعته بهدف حماية البيئة عبر استعمال التكنولوجيات الحديثة الأقل تلويثا . وأضافت المجلة أن الالتزام الايكولوجي لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط يترجم أيضا من خلال تطلع المجموعة إلى بناء "مدن خضراء " عبر مشروعين رائدين ستعطى انطلاقتهما في كل من بنجرير وخريبكة ، علاوة على إطلاق المجموعة لنظام خاص للتدبير طبقا لمعايير " ايزو 14.001 " . واهتمت الطبعة الخاصة كذلك بالمجهودات الهادفة الى حماية 3500 كلم من سواحل المملكة ، مشيرة في هذا الصدد الى برامج مراقبة جودة مياه السباحة . واستعرضت في السياق ذاته المشاريع الكبرى للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب الرامية الى تطهير ومعالجة المياه العادمة . كما تطرقت إلى مواضيع مختلفة كالفلاحة الغذائية والزراعة البيولوجية وتربية الماشية بالمغرب.