تسجل كل سنة 1200 حالة جديدة لسرطان الأطفال بالمغرب 50 منهم فقط يصلون للمستشفى، إحصائيات رسمية تفيد أيضا بأن 70 في المائة من المصابين ينحدرون من أسر ذات مستوى سوسيواقتصادي جد محدود، وأن 80 في المائة من الأطفال المصابين يمكنهم التغلب على المرض الذي يهدد جيلا بأكمله في حالة تكفل جيد به. وقد أكدت التحليلات الطبية أن بعض المواد الغذائية تحتوي على مواد مسرطنة، والإشعاعات والمواد الكيماوية أو الإصابة ببعض الالتهابات الفيروسية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان، حيث يعتبر غير وراثي، مما يستدعي اتخاذ الاحتياطات اللازمة والضرورية لحماية الأطفال والبالغين من خطر الإصابة به. ومن أكثر السرطانات انتشارا في المغرب بين الأطفال اللوكيميا، والتي تبلغ نسبة الإصابة بها 50 % ، وهو سرطان يصيب الدم، كما يلحق ضررا بالأطفال بين السنة الأولى والخامسة عشرة، واللوكيميا مرض يحدث في أجزاء الجسم التي تصنع الدم، حيث يقوم الجسم بإنتاج عدد كبير من خلايا الدم غير الطبيعية وهو ما يؤدي إلى ثلاثة أمور: حدوث العدوى، فقر الدم والنزيف الشديد. وهناك سرطان الغدد اللمفاوية بنسبة 45 % وهو عبارة عن أورام تنشأ على حساب الخلايا المناعية اللمفاوية. وتقسم اللمفاوية إلى نوعين رئيسيين وهما داء هودجكن وغير هودجكن. وتعد «ليمفوما هودجكن» الأكثر تواجداً، فهي تحدث بنسبة تقارب 75 % من الليمفوما، وهي الأخطر وكثيراً ما تكون الإصابات في الفئات الشابة في سن البلوغ ، وهو ينتج في الغالب عن التعرض للمواد الكيميائية، ثم هناك سرطان الكلية والعظام والعيون والعضلات والجهاز العصبي، وإن بدرجات أقل. وبحسب نفس المصادر، فإن نسبة الشفاء من سرطان الأطفال تصل إلى حدود 65 % مقابل 80 إلى 90 % في الدول الأوربية والسبب في ذلك يعود إلى ضعف الإمكانيات في الموارد البشرية والبنيات التحتية ، حيث لا يتوفر المغرب على مراكز لعلاج أمراض سرطان الطفل باستثناء مراكز الرباط والدار البيضاء ومراكش. ووعيا بخطورة داء السرطان في المغرب ، واستعجالاً لمكافحة هذه المعضلة الفتاكة كأحد التحديات الكبرى التي تواجه الصحة العمومية، ومدى أهمية البحث والتكوين كعاملين أساسيين في نجاح مكافحة داء السرطان ، التزمت جمعية للا سلمى لمكافحة داء السرطان بالعمل على خلق العديد من المراكز المهتمة بهذه الآفة، ويتعلق الأمر بالبحث عن عروض حول مشاريع ومواضيع محددة تهم كليات الطب بالمغرب فضلا عن التكوين المستمر لمهنيي قطاع الصحة، والمتدخلين في مجال داء السرطان.