بأمر من أعلى سلطة إقليمية تشكلت لجنة للنظر في المشكل المطروح بين دواري الدراع و الدهيس التابعين للجماعة القروية كريديد، واجتمعت يوم الجمعة 24/09/2010 بمقر قيادة اولاد عمران برئاسة القائد وبحضور رئيس جماعة كريديد وعضوين من نفس الجماعة أحدهما عن الدائرة الانتخابية التي ينتمي إليها دوار الدراع، والآخر عن الدائرة الانتخابية التي ينتمي إليها دوار الدهيس، و رئيس مصلحة العمل الاجتماعي وممثل عن مصلحة التجهيز بعمالة إقليم سيدي بنور، بالإضافة إلى ممثلين عن الدوارين المذكورين. وحسب عدة مصادر حضرت الاجتماع الذي تجاوز ثلاث ساعات أكدت تعنت رئيس الجمعية الإدريسية بدوار الدهيس والمنتخب الجماعي في نفس الوقت عن هذا الدوار والتراجع عن موقفه الرافض لربط دوار الدراع بالماء الشروب انطلاقا من بئر بدوار الدهيس، متدرعا بأن ساكنة الدوار هي التي يعود لها الفصل في هذا الإشكال . في بداية الاجتماع أعلن ممثل السلطة المحلية عن الهدف من الاجتماع، ودعا إلى ضرورة التحلي بالهدوء وضبط الأعصاب والالتزام بأدبيات النقاش الجاد من أجل الوصول إلى حل جدري للمشكل المطروح، كما تناول الكلمة رئيس مصلحة العمل الاجتماعي بعمالة سيدي بنور، وذكر الحاضرين بأنه مبعوث من طرف العامل ويمثله في هذا الاجتماع، ودعا بدوره إلى ضرورة انخراط الجميع في حوار فعال للخروج من هذه الأزمة في إطار من الموضوعية والحياد . وأعطيت الكلمة لممثل دوار الدراع ورئيس جمعية آفاق أحمد الدهيسي الذي انطلق من معطيات تقنية وأرقام تؤكد إمكانية تزويد ساكنة دوار الدراع بالماء الشروب من البئر المتواجدة بدوار الدهيس، كما أن هذه المنشأة أصبحت تكتسي طابع المرفق العام اعتبارا لإحداتها وتجهيزها من قبل مصالح التجهيز وتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذكر بأن حجم الصبيب يتجاوز 2 لتر في الثانية، ويكفي القيام بعملية حسابية بسيطة لاستنتاج أن اشتغال مضخة هذه البئر لمدة ساعة واحدة تكفي لإرواء دوار الدراع الذي لايزيد عدد مساكنه عن 18 كانونا، كما أن الجماعة المحلية والمحسنون أنفقوا أموالا هامة في الدراسة والتجهيزات الأساسية بدوار الدراع . وأعطيت الكلمة لممثل دوار الدهيس ورئيس الجمعية الإدريسية الذي عبر عن رفضه المطلق تزويد دوار الدراع بالماء الشروب، وأن هذه المنشأة المائية المتواجدة في دائرته غير قابلة للنقاش والتفاوض ولو كان حجم الصبيب كافيا لإرواء ساكنة دوار الدراع، واقترح برمجة ميزانية في إطار دورة المجلس الجماعي لكريديد في دورة أكتوبر لإصلاح وتجهيز إحدى البئرين بدوار الدراع، ولو انعدمت فيهما شروط الجودة والسلامة. وأضاف المتحدث أن سكان دوار الدهيس يرفضون تزويد سكان الدراع بالماء. وأثار هذا التدخل حفيظة كل الحاضرين، وأصبح النقاش مشحونا وتخللته ألفاظ استفزازية من كلا الطرفين وانتهى الاجتماع باقتراح توافقي من طرف ممثل السلطة المحلية، وذلك بانتداب 10 أشخاص من كل دوار يحضرون إلى مكتب القائد بمقر جماعة كريديد يوم السبت 25/09/2010، وبموازاة هذا الاقتراح تم تكليف مصالح التجهيز لقياس صبيب الماء يوم الثلاثاء 28/09/2010 وتقديم تقرير في الموضوع وعرضه على الجهات المعنية قصد إحالته على مصالح المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لإنجاز دراسة جدوى المشروع، وليتم في الأخير عرض التقرير على عامل إقليم سيدي بنور لاتخاذ الإجراء المتعين، وإصدار أمر التنفيذ، بما في ذلك استعمال القوة العمومية للمحافظة على الهدوء وفرض النظام . إن كل المتتبعين من ساكنة جماعة كريديد لتطورات ملف التطاحن بين دواري الدراع والدهيس يدركون أن مصدر المشكل هو انتخابي، وأنهم ضحية تصفية حسابات انتخابوية ضيقة، في حين أن الدوارين معا تربطهما علاقات قرابة عائلية ومصاهرة، وإلى وقت غير بعيد، وفي الحاضر أيضا من يسمي دوار الدراع بدوار» الدهيس الفوقاني «، مما يدل على أن التجمعين السكنيين تربطهما أواصر اجتماعية وعوامل تاريخية وجغرافية وساهم منتخبو المجالس الجماعية في إفسادها وتقويضها، وهذا ما تم الإشهاد عليه يوم السبت 25/09/2010من خلال الهجوم على مكتب القائد بمقر جماعة كريديد في إطار الاجتماع مع 10 أشخاص من كل دوار، والناتج عن التجييش الذي ساهم فيه المنتخبون المحليون. إن حل هذا المشكل القائم بين دواري الدراع والدهيس لايتطلب تدخل القوة العمومية أو غيرها ولكن يحتاج إلى الجرءة والشجاعة اللازمتين لإقناع ساكنة دوار الدهيس بالتشبع بقيم التكافل الاجتماعي والتآزر والتعاضد وتأطيرهم وإرشادهم ونبذ كل أشكال العنف والكراهية التي يدعو إليها كل من يرغب في زعزعة الاستقرار النفسي للسكان.