ترتكز هذه الأهداف الثمانية التي يوجد لكل منها غايات ومؤشرات محددة على إعلان الأممالمتحدة بشأن الألفية الذي وقع عليه زعماء العالم في شتنبر 2000. حيث تلزم هذه الأهداف المجتمع الدولي بمحاربة الفقر والجوع والمرض والأمية والتدهور البيئي والتمييز ضد المرأة الهدف 1: القضاء على الفقر المدقع والجوع مازال عدد الجياع في العالم مرتفعاً على نحوٍ غير مقبول رغم الإنجازات الأخيرة المتوقعة التي خفضت الرقم الكلي إلى دون المليار نسمة، حيث تشير تقديرات المنظمة إلى أن عدد السكان الذين سيعانون من الجوع المزمن في 2010 سيبلغ 925 مليون. وينصب تركيز المنظمة على الحد من الفقر والجوع من خلال ما يلي: تحسين الإنتاجية الزراعية والمداخيل وتشجيع اعتماد ممارسات أفضل في التغذية على جميع المستويات والبرامج التي تعزز حصول أشد الناس حاجة على الأغذية بشكل مباشر وفوري، ومساعدة البلدان النامية على تحسين الممارسات المستخدمة في الزراعة ومصايد الأسماك وعلى الإدارة المستدامة للغابات ومصايد الأسماك والموارد الطبيعية لديها، وعلى ضمان التغذية الجيدة للجميع، وزيادة الاستثمارات في الزراعة والتنمية الريفية ومساعدة الحكومات على وضع برامج وطنية للأمن الغذائي موجهة إلى صغار المزارعين، والاستجابة لحالات الطوارئ وإعادة التأهيل في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك والغابات . وتسعى منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) على وجه السرعة إلى إنعاش الإنتاج الزراعي، وتعزيز استراتيجيات بقاء المتضررين وتمكين الناس من الحد من اعتمادهم على المعونة الغذائية، كما تضطلع المنظمة بدور حيوي في مجالات الوقاية والتأهب والإنذار المبكر. الهدف2: تحقيق تعميم التعليم الابتدائي يبلغ عدد الأطفال الذين هم في سن الالتحاق بالمدارس الابتدائية ولكن غير الملتحقين بها،72 مليون طفل تقريباً. ويعيش أكثر من أربعة من كل خمسة من هؤلاء الأطفال في المناطق الريفية. وتشكل الفجوة على صعيدي المعرفة والتعليم بين سكان الحضر والريف الحاجز الرئيسي اليوم أمام تحقيق التعليم الابتدائي للجميع بحلول عام 2015 . وفي الوقت نفسه، فإن الجوع وسوء التغذية يعرضان للخطر قدرة الأطفال في المناطق الريفية على التعلم. ويتعين معالجة الأمن الغذائي والتعليم في آن واحد لتطوير قدرات سكان الريف على إطعام أنفسهم والتغلب على الفقر والجوع والأميّة. وتعتبر منظمة الأغذية والزراعة وكالة الأممالمتحدة الرائدة للتعليم من أجل سكان الريف، وهي شبكة مؤلفة من حوالي 370 شريكاً، بما في ذلك الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص. وتعزز شبكة التعليم من أجل سكان الريف قدرة سكان الريف على التمتع بالأمن الغذائي للموارد الطبيعية بطريقة مستدامة من خلال زيادة فرص حصول جميع الأطفال والشباب والكبار في المناطق الريفية على التعليم الجيد، وتدريبهم على اكتساب المهارات. كما تقدّم المنظمة المساعدة التقنية إلى البلدان الأعضاء لتنفيذ الحدائق المدرسية وبرامج التغذية المدرسية والتي يمكن أن تشجع الالتحاق بالمدارس وأن تعود بفوائد تغذوية مباشرة على الأطفال. الهدف 3: تعزيز المساواة بين الجنسين تقر المنظمة بأهمية النهوض بالمشاركة الكاملة والمنصفة للنساء والرجال في المناطق الريفية في الجهود الرامية إلى تحسين الأمن الغذائي، والحد من الفقر وتحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ولا سبيل إلى تحقيق الأمن الغذائي دون تمكين النساء في المناطق الريفية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، ودون ضمان المساواة بين الجنسين. وتشجع المنظمة النساء على المشاركة في المناطق الريفية على قدم من المساواة في عمليات صنع القرار وفرص العمل والحصول على الموارد والتحكم بها. وتضع المنظمة مجموعات من الأدوات والمبادئ التوجيهية والبرامج التدريبية لإعداد البيانات المفصّلة بحسب نوع الجنس وتحليل تلك البيانات لكي يتسنى القيام بتدخلات مستهدفة بشأن الدور الحيوي الذي يضطلع به الرجال والنساء في المناطق الريفية من أجل ضمان الأمن الغذائي، خاصة على مستوى الأسرة. وتتولى المنظمة بناء القدرات التقنية للبلدان الأعضاء لكي تتمكن من معالجة قضايا المساواة بين الجنسين عند وضع السياسات والبرامج؛ وتعمل مباشرة مع النساء والرجال في المناطق الريفية من أجل تعزيز مهاراتهم الزراعية والمعيشية؛ وتساعد البلدان الأعضاء على تحديد العقبات التي تحول دون مشاركة النساء على قدم من المساواة ودون اتخاذهن القرارات وعلى إزالة تلك العقبات؛ وتدعم صياغة السياسات الزراعية الوطنية والإقليمية التي تراعي الفوارق بين الجنسين؛ وتقيم روابط بين النساء والرجال في المناطق الريفية من خلال شبكة للمعلومات والاتصالات؛ وتتبادل الممارسات الجيدة التي تُبرز الأدوار التي تضطلع بها المرأة الهدف 4: تقليل وفيات الأطفال يُعتبر نقص التغذية أحد الأسباب الكامنة وراء أكثر من ثلث مجموع وفيات الأطفال دون سنّ الخامسة. وتؤدي البرامج الرامية إلى تحسين الأمن الغذائي والتغذية والمعلومات داخل الأسرة إلى زيادة فرص نمو الأطفال وصولاً إلى مرحلة البلوغ. وتساعد برامج المنظمة الأسر والمجتمعات المحلية الفقيرة على تأمين الحصول على نُظم غذائية كافية من الناحية التغذوية، وعلى الحد من نقص التغذية لدى الأطفال. وتشمل الأنشطة ما يلي: المبادرات التي تركز على المجتمع المحلي ومواد تدريبية وبرامج تثقيفية في مجال التغذية وبرامج تدريبية للموظفين الوطنيين والمحليين والترويج لإنشاء منتدى حول الأمن الغذائي الأسري والتغذية في المجتمعات المحلية. ويشكّل تحسين التغذية التكميلية للأطفال الصغار، أي إعطاء أغذية بالإضافة إلى حليب الأم، وسيلة مهمة للحيلولة دون حدوث نقص في التغذية وللحدّ من وفيات الأطفال. وتساعد المنظمة البلدان على تعزيز قدراتها المحلية لتحسين التغذية التكميلية للأطفال الصغار، وذلك باستخدام الأغذية المتوفرة محلياً بأسعار معقولة. وإنّ تحسين التغذية التكميلية باستخدام أغذية الأسرة أمر ممكن حتى لدى الفئات التي تفتقر إلى الموارد، وذلك من خلال الربط بين الأمن الغذائي الأسري والتثقيف في مجال التغذية. وقد نُفّذت بنجاح برامج في أفغانستان وزامبيا وتطبّق المنظمة هذا النهج الآن في عدد أكبر من البلدان. كما تساهم المنظمة في «الجهود المتجددة لمكافحة الجوع وسوء التغذية لدى الأطفال»ضمن شراكة مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي. الهدف 5: تحسين الصحة النفاسية إنّ تحسين الصحة النفاسية أمر أساسي لإنقاذ أرواح أكثر من نصف مليون امرأة اللواتي يلقين حتفهن نتيجة لمضاعفات الحمل والولادة كل سنة. ويمكن تلافي وقوع جميع هذه الوفيات تقريباً بشرط حصول النساء في البلدان النامية على نظام غذائي وافٍ من الناحية التغذوية وعلى مياه مأمونة وعلى خدمات مرافق الصرف الصحي وتعلّم المبادئ الأساسية للكتابة والقراءة والخدمات الصحية أثناء الحمل والولادة. وقد تبيّن أنّ الجوع وسوء التغذية يؤديان إلى زيادة معدل الوفيات والظروف التي تتسبب في نسبة تصل إلى 80 في المائة من وفيات الأمهات. وتسهم المنظمة في تحسين الصحة النفاسية من خلال الجهود الرامية إلى: زيادة فرص حصول المرأة على الموارد الإنتاجية والدخل؛ وتحسين الوضع التغذوي للنساء؛ وتمكين المرأة من الحصول على مستوى أفضل من الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية. وتقوم المنظمة أيضاً بتوعية النساء والفتيات في المناطق الريفية من الناحية التغذوية، فضلاً عن تشجيع التعليم والتثقيف في مجال التغذية في المدارس. وتؤدي الأعباء الثقيلة والمقترنة بنظم غذائية غير كافية وحالات الحمل المتكرر، إلى إضعاف صحة المرأة إلى حدّ كبير. وتقدم المنظمة المساعدة لاعتماد تكنولوجيات موفّرة لليد العاملة بالنسبة للمهام الموكلة للمرأة في الزراعة وإعداد الطعام وتجهيزه ولتيسير حصولها على إمدادات المياه والوقود للطهي. وتشجع المنظمة أيضاً الحدائق المنزلية باعتبارها وسيلة لتحسين تغذية الأم والأسرة. الهدف 6 : مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والملاريا وغيرهما من الأمراض يرمي الهدف 6 من الأهداف الإنمائية للألفية إلى مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والملاريا وغيرهما من الأمراض. ففيروس نقص المناعة البشرية والملاريا وغيرهما من الأمراض تؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة في التنمية الريفية والإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي والتغذوي. وفي الوقت ذاته، يمكن لانعدام الأمن الغذائي والتغذوي ولسوء التغذية أن يزيدا من إمكانية الإصابة بالمرض. وتقدّم المنظمة الدعم اللازم لواضعي السياسات ومخططي البرامج من أجل مراعاة الاعتبارات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية والملاريا وغيرهما من الأمراض في السياسات والبرامج الخاصة بالأغذية والتغذية والزراعة. وتسعى المنظمة إلى توعية الجهات الفاعلة الرئيسية في قطاعي الأغذية والزراعة على آثار فيروس نقص المناعة البشرية على الأمن الغذائي والزراعة، مع الدعوة إلى اعتماد إجراءات مشتركة بين عدّة قطاعات للتصدي لهذا الوباء. وتشمل برامج المنظمة لتعزيز حصول المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز على أغذية كافية ومغذية ومشاريع الحدائق المنزلية وفي المجتمع المحلي، والتثقيف والتواصل في مجال التغذية، والتدريب المحلي. وتستخدم المشاريع الميدانية مجموعة من التدخلات بما في ذلك تأمين المواد الغذائية والتكنولوجيات الموفرة لليد العاملة والوقت والتمويل المتناهي الصغر للمساعدة على دعم إنتاج الأغذية وتنويعها؛ وتقديم المساعدة التقنية لمشاريع الحدائق المنزلية في المجتمعات المحلية المتضررة من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. وتدعم المنظمة أيضاً المشاريع التي تشجّع عدداً أكبر من اليتامى بسبب فيروس نقص المناعة البشرية /الإيدز والأطفال الضعفاء الآخرين على الالتحاق بالمدارس. ويقوم مركز طوارئ عمليات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود التابع لمنظمة الأغذية والزراعة بالتصدي للأوبئة الحيوانية التي لها آثار كبيرة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وفي الصحة العامة. الهدف 7: كفالة الاستدامة البيئية يجب إدارة قاعدة الموارد الطبيعية والنظم الإيكولوجية على نحو مستدام لتلبية الاحتياجات الغذائية للسكان وغيرها من الاحتياجات البيئية والاجتماعية والاقتصادية. ويطرح تغيّر المناخ وتفاقم ندرة المياه والنزاعات من أجل الحصول على الموارد تحديات بالنسبة للاستدامة البيئية والأمن الغذائي. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ الجوع والفقر يجبران في كثير من الأحيان الفقراء على الإفراط في استغلال الموارد التي تعتمد عليها سبل معيشتهم. وتدعم المنظمة الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية بما في ذلك كفاءة استخدام المياه الزراعية؛ وإنتاجية الأراضي والتربة؛ والإدارة المستدامة للغابات وتربية الأحياء المائية والمصايد الداخلية؛ والنظم المتكاملة للمحاصيل والثروة الحيوانية؛ وإدارة مبيدات الآفات وإدارة مستجمعات المياه. كما تدعم المنظمة الاتفاقيات البيئية الرئيسية، بما في ذلك اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ. وتوفّر المنظمة المشورة التقنية والسياسية لمواجهة التهديدات الرئيسية المحدقة بقاعدة الموارد الطبيعية والتي تشمل تدهور الأراضي ونُدرة المياه وإزالة الغابات والرعي الجائر والاستغلال المفرط للموارد البحرية وزيادة انبعاثات غازات الدفيئة، وفقدان الموارد الوراثية والتنوع البيولوجي. وتضطلع المنظمة بعمل ملحوظ بشأن الروابط بين الأمن الغذائي وتطوير الطاقة الحيوية. الهدف 8: إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية يرمي الهدف 8 إلى إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية. وترتبط الغايات الأكثر صلة بمهمة المنظمة بتلبية الاحتياجات الخاصة لأقلّ البلدان نمواً وللبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية؛ والنظام التجاري والمالي؛ وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة. ويُوجَّه جزء كبير من عمل المنظمة للحد من الجوع وتحسين الزراعة والأمن الغذائي إلى أقلّ البلدان نمواً، بما في ذلك البلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية. وفي عام 2009، قدّم برنامج المنظمة الميداني 715 مليون دولار أمريكي على شكل مساعدات تقنية وعمليات طوارئ وإعادة تأهيل، وبدأ في عام 2010 بميزانية متاحة تتجاوز 1.5 مليار دولار أمريكي. وتُعتبر المنظمة، بالعمل مع الدول الأعضاء ومنظمة التجارة العالمية، شريكاً فاعلاً في الجهود المبذولة لإنشاء نظام تجاري متعدد الأطراف مفتوح ونزيه وقائم على قواعد محددة، ولا سيما من خلال دعمها للسياسات الغذائية والتجارية الزراعية والسياسات التجارية العامة التي تفضي إلى الأمن الغذائي. وتقدم المنظمة المشورة والمساعدة الفنية إلى الحكومات والمؤسسات والمجتمعات الريفية لتعزيز قدراتها في مجال إدارة المعلومات الزراعية. كما تساعد المنظمة المجتمعات الريفية على الحصول على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة.