يخصص جيل كيبل كتابه «يوميات حرب الشرق» لرحلته التي قام بها إلى مصر وسوريا ولبنان وقطر ثم الإمارت العربية المتحدة، قصد التقاط شهادات واعترافات من الطلاب والأئمة والمناضلين الإسلاميين من أجل فهم حقيقي لما جرى يوم 11 شتنبر 2001، وإلى أين انتهت كارثة الجهاد الإسلامي التي بدأت بمهاجمة نيويورك وآلت إلى انسحاق الطالبان ومطاردة بن لادن والانحطاط السياسي للتيار الإسلامي. يتأمل كيبل كل شيء في المدن الإسلامية التي زارها منذ عشرين سنة وعاد إليها ليجدها تتخبط في عصر ظلام غير مسبوقة. وشيء واحد لا يفارق فكره: هذه المدن هي العش الذي ولدت وترعرعت فيه أفكار التطرف الإسلامي. هذه المدن هي المقدمة الأولى التي أنتجت 11 شتنبر. نقدم هنا ، وطيلة شهر رمضان، ترجمة كاملة لكتاب كيبل الشيق. إلى ميشيل ماريان رجل الفكر زرت مكاتب قناة الجزيرة سنة 1997، اندهشت بمهنية الصفيين، وبالتجهيزات آخر صيحة التي يمكن أن تنافس العديد من التلفزيونات الأوروبية. لكن لم يكن ذلك هو يوم اللقاء بهم وسط هدا الجمع المتلصص. وليس لي أيضا ما أفعله في الفنادق الكبرى حيث تنعقد جلسات المنظمة العالمية للتجارة. لقد جئت إلى قطر في يوم الأحد هذا لاستغلال وجود الشيخ يوسف القرضاوي في عين المكان لتسجيل، على الجزيرة، برنامجه الديني» الشريعة والحياة» الذي يبث مباشرة. وهو برنامج يعرف ويبشر بالمذهب السني باللغة العربية في العالم كله. منذ عشرين سنة، و أنا أتابع عمل ومداخلات وتنقلات هذا الأخ المسلم المصري السابق، الذي اعتقل في عهد عبد الناصر، فذهب إلى قطر التي منحته جنسيتها، وهذا تميز نادر الحصول. وهو أيضا مرشد الطلبة الإسلاميين في مصر في عهد السادات، حيث رأيته يخطب في الجموع أثناء صلاة العيد. وقد دعي لتقديم المساعدة من طرف الرئيس الجزائري الشادلي بن جديد ليبحث مع النظام بعض الشرعيات الدينية في السنوات التي تلت ولادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، القائد الروحي للمناضلين الإسلاميين الشباب في أوربا الغربية. كما أنه كاتب غزير الإنتاج مترجم الى عدة لغات، وكتابه «الشرعي واللاشرعي في الإسلام « كان في ذلك الوقت ممنوعا من البيع في أوربا من طرف وزارة الداخلية. هو عضو في هيئة الشريعة في أكبر الأبناك الإسلامية، وهو مجلس للمراقبة الإسلامية، مكلف بالتحقق من مطابقة العمليات المالية لأوامر الكتاب المقدس. ونوعية العلماء الذين ينتمون إليه تقوم بجلب الزبناء. باختصار، يوسف القرضاوي يوجد تقريبا حيث الإسلام السني. وبرنامجه الديني على قناة الجزيرة هو مفتاح هذا الصرح، وقد منحت اليوم لذلك «الكاتودي» الممارس شهرة مكنته من التفوق على كل نظرائه. ولم يمر ذلك دون إثارة الغيرة في عالم من التراتبية الدينية الغامضة،عكس الكاتوليكية. إن على العالم المرموق باستمرار أن يدافع عن حصته في السوق في مواجهة الخصوم الذين يلجأون، لتدميره، إلى كل أنواع السلط، أو الى مجموعات الضغط المالي المهتمة بالدفاع عن قضيتها. أيام قليلة قبل لقائنا، رفض القرضاوي تجاوز حدود الإمارات العربية المتحدة المجاورة، لأسباب مجهولة. لكن هناك في المنطقة من اعتبرها علامة جيدة. فبرنامجه وموقعه الالكتروني مبنيان على صيغة متفق عليها: مشاهدون و مستعملو الأنترنيت، يطرحون أسئلة حول هذه الممارسة الشخصية أو الاجتماعية أو تلك و»الإسلام يجيب». وذلك هو الشأن دائما عندما كان أحد المؤمنين يأتي إلى المسجد للبحث عن دكتور في القانون. والعالم المطلوب يصدر الفتوى، وهي موقف قانوني مبني على النصوص المقدسة. إنه يشكل نفسه سلطة، مديرا للوعي، دون أي معيار آخر سوى المعرفة الدينية التي يدينون له بها أولئك الذين يستمعون إليه. واليوم، فإن هذه التقاليد القديمة تغيرت مع التقنيات الحديثة في عصر المعلوميات، و التبشير عبر الانترنيت الأكثر نجاعة في اللعب بهذه الأدوات المابعد حديثة، يساعده في التفوق على منافسيه. بالنسبة للإسلام أيضا، الناقل هو الرسالة. الدين الذي أوحي إلى النبي محمد يعيش في زمن العولمة. انتهى