سلام عليك عنيبة كيف تجر الخطى شيقا بين غيم القصيد وغيم الإدارة، هل نحتسي قهوة؟ لن نقول ليوسف: أهلا فيوسف لا يستطيب التحية إن كان يكتب بعد قليل سيقبل نجمي نزوج ريما بأيمن ثم نغمس أحلامنا في المحال سلام عليك عنيبة لم أكتب اليوم شيئا فقد طار سرب الحمام وخلف لي ريشه أتريد القصيدة يا صاحبي أم تريد الظلال؟ 4 كثرت مفردات العزاء أسابيع ثم خبت واختفت من سنين. كلما ذكروا راجعا زفروا حسرة، واكتفوا بالملام، والمدرج كان مليئا ومزدحما بالخطب، تلك جمهرة النابحين، تطبل ثم تزمر في كل آن، تتزيا لباس المواسم في فرح أو ترح. والغريب انبراء المعزين من شعراء (الرثاء) وقد دبجوا للوداع (نصوصا) كعادتهم تتجدد كل وفاة وتحمل حزنا رتيبا أليفا لكل عزاء، ويظل هناك استثناء، قال المجاطي: أهي المنون برتك عبد الله أم خذلتك أشرعة القوافي بات منك العصف مأكولا وأسلمك المداد الى الرماد جل الذي سواك من أرق وطرز بالكوابيس احتماء الروح بين شفير وجهك والفؤاد 5 كان ذاك الصباح مثار اعتزاز لنا، زمرة من رفاق الفقيد، ونحن نحاول مد جسور التذكر عبر (الشواهد) حين تكفل صم الحديد بأسماء من رحلوا (أحمد الجوماري، أحمد بركات، عبد الله راجع)، لتخلد بعض الشوارع أسماؤهم، أو نسمي شوارع باسمهم، ب «المعاريف» يصحبنا الراشدي عبد المقصود وكانت مبادرة منه دون ضجيج. الختم للشاعر: ولست جديرا بكل بلاد يكون المرور إليها جواز سفر جدير بكل بلاد جوازاتها أن تحب القمر وأن يملأ الكادحون بها المدنا لذلك أرحل عنكم وعني فما وجدت نبضتي مستقرا ولا جسدي وطنا.