بمجرد أن تطأ قدمك رمال شاطئ المركز بمدينة المحمدية ، حتى يقصدك فتيان وفتيات وشبان وشابات عارضين عليك إمكانية اكتراء المظلة الشمسية أو أحد الكراسي بثمن رمزي، حسب قولهم ... هم شباب ألفوا أن يخلقوا لهم عملا موسميا يجنون منه مبلغا من المال يغطي بعض مصاريفهم اليومية. هذا ما يؤكده (رضوان.ن) ، الذي لم يوفق في الحصول على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم الفيزيائية هذه السنة، «اعتدت كل موسم صيفي على التوجه إلى شاطئ المركز لكراء المظلات الشمسية للمصطافين بغية جني بعض النقود لتغطية مصاريفي الشخصية لكي لا أحمل والدي عبء مصاريفي». كثيرون يعتقدون أن كراء المظلات الشمسية هي مسألة مسموح بها للجميع، إلا أن الامر ليس كذلك، بل يتطلب الحصول على رخصة من السلطات المحلية. (عصام.ر) شاب في الخامسة والعشرين من العمر حاصل على شهادة الباكالوريا بالاضافة الى ديبلوم في تقنيات السمعي البصري من أحد معاهد الصحافة، جاء على لسانه: «ألفت أن اتردد على هذا الشاطئ كل يوم بحكم انه قريب من مسكني، لم يُسمح لي بالشروع في هذا العمل الا بعد حصولي على رخصة من الجهات المعنية ..» . «إن رواج كراء المظلات الشمسية رهين بعاملين أساسيين هما عامل الجو وعامل عدد المصطافين الذين يقبلون على الشاطئ »، هذا ما قاله ابراهيم ذو السادسة والعشرين من العمر، مضيفا «كلما كان الجو مشمسا وحارا فإن المصطافين من فئات عمرية مختلفة يتوجهون نحو الشاطئ بكثافة ،وبالتالي يرتفع الطلب على المظلات الشمسية والكراسي، وبهذا يرتفع المردود المالي، إذ أجني 1000 درهم في الاسبوع الواحد». وبخصوص الأثمنة المخصصة للمظلة الواحدة فتقدر ب 10دراهم في الايام العادية باستثناء يوم الاحد حيث يرتفع الثمن الى 20 درهما ، أما الكرسي والطاولة فيقدر سعرهما ب 5 دراهم للواحد. ما أثار انتباهنا أننا لم نلمح أي شخص يقوم ببيع المأكولات في الشاطئ ، وحينما استفسرنا بشأن هذا الأمر، قيل لنا إن البائعين لم يسمح لهم بمزاولة البيع «نظرا للإقامات الفاخرة التي تم بناؤها ناهيك عن الفنادق الجديدة التي توجد على كورنيش شاطئ المركز بالمحمدية»، الأمر الذي دفع بأغلب المصطافين إلى أن يحضروا معهم مأكولاتهم من منازلهم . تقول السعدية التي جاءت رفقة ابنتها صفاء الى الشاطئ «إن الباعة لا نكاد نراهم في الشاطئ ، كما انني أتحفظ من اقتناء وجبات الباعة المتجولين خوفا من التسمم». إن هذا العمل الموسمي ( كراء المظلات الشمسية) يتخذه بعض الشباب سندا ماديا يسدون به بعض احتياجاتهم، «إلا أن هناك من يستغله بعض المتطفلين للقيام بسلوكات غير لائقة كالسرقة والتحرش بالجنس اللطيف..وغيرها من التصرفات الشائنة التي تنجم عنها العديد من المشاكل » يقول أحد مزاولي هذا النشاط الموسمي!