يبيعون المرطبات وماء الصنابير المعبأ بقارورات بلاستيكية بدرهم واحد في شاطئ "السابليت" يوجد أطفال لا ينعمون بطعم العطلة الصفية إنه يوم سبت رائق يغري بالسباحة في شاطئ "السابليت" الذهبي بمدينة المحمدية، أشعة الشمس توسطت كبد السماء، المصطافون يمرحون فوق رمال شاطئ حاصل شهادة "اللواء الأزرق" هذا العام، المكان يعج بالخلق، ثمة أناس يلعبون التنس، فتيات يمشين بخيلاء وسط المصطافين لعرض قوامهن الممشوق، أطفال جاؤوا برفقة آبائهم إلى البحر للتسلية، بعض أقرانهم جاؤوا مكرهين بحثا عن الرزق. كان كمال، الطفل الذي لم يتجاوز عمره العشر سنوات، يمشي بتثاقل وسط رمال "السابليت"، وهو يتأبط سلة قصبية رصت فيها بعناية علب "كلينيكس" وقطع شوكلاطة وعلك. كان كمال يردد لازمة حفظها عن ظهر قلب ويقول: "كلينيكس، شوكلاط، كارو.."، يفعل غير عابئ بأقرانه الذين يمرحون في الشاطئ. "أبيع الديطاي (السجائر بالتقسيط) لأتمكن من شراء احتياجاتي المدرسية للعام القادم، ولأساعد والدي في مصروف إخوتي، كل يوم أهبط إلى البحر قادما إليه من منطقة "المجدبة" بضواحي المحمدية"، يشرح كمال ل "أخبار اليوم" الدافع الذي جعله يمتهن البيع بالتجوال في شاطئ مزدحم بمصطافيه. "من يريد تعبئة بطنه، للرجال والنساء، كاوكاو، حلاو لاو"، يرطن المهدي بائع "النوكة"، وهي يغري رواد الشاطئ بشراء قطعة من الكاكاو المقلي المغمور في العسل. يصر المهدي على أن يبيع سلعته بأية طريقة، لذلك تراه يستعطف الشباب المرفوقين بصديقاتهم على شراء قطعة حلوى بدرهم رمزي كهدية لصديقاتهم. في "السابليت"، يوجد باعة المقبلات والمرطبات، غالبية الباعة من الأطفال، يطوفون بين الناس وهم يعرضون البطاطس المقلية وحلوى "البيني" المنثورة بحباب السكر، مرورا بالآيس كريم و"جابان كولو بان" وليس انتهاء بالطائرات الورقية وقنينات مشروبات غازية معبأة بمياه الصنابير، بسعر درهم واحد للقنينة. هناك أطفال آخرون كانوا يحملون نماذج من رسوم لعقارب ونسور ومجسمات أخرى للراغبين في طبع وشم سريع فوق أجسادهم، ويتراوح سعر الوشم السريع أو" الطاطواج" ما بين 5 و10 دراهم، حسب حجم الرسوم وأريحية الزبون. حسب الباعة الصغار المتمركزين بشاطئ "السابليت"، فغالبيتهم يفضلون العمل في فصل الصيف لمساعدة أسرهم المحدودة الدخل، مثل "حمودة" الذي جاء من بلدية "المنصورية" ليبيع الحلويات. أما طرق إنفاق تجار الشاطئ الصغار لدخلهم من الأموال التي يحصلون عليها من خلال عملهم في المشاريع الصغيرة إبان إجازتهم الصيفية، فتتوزع بين من ينفق الأرباح على نفسه لشراء الملابس ومستلزمات الموسم الدراسي المقبل، أو المساهمة في التخفيف من مصاريف العائلة، والبعض الآخر ينفق على أسرته. يقول سمير، البائع المتجول، إنه دأب مع حلول موسم الاصطياف على النزول إلى الشاطئ لكسب رزقه وأضاف: "مهنتي في الصيف تتوزع، إما على بيع الأدوات المستعملة في الشاطئ، أو بيع المثلجات"، مشيرًا إلى أن "هذا العمل يمكنني من توفير مبلغ يكفيني لشراء الكتب أو ملابس جديدة بالنسبة إلى الدخول المدرسي في كل سنة". وعندما سألناه عن مدخوله اليومي، أجاب قائلاً: "كل يوم ورزقه، لكن ما أكسبه أمنح بعضه لوالدتي لتصرف منه، والباقي أدخره للدراسة".