بعد أن رفرف اللواء الأزرق الدولي صيف الموسم الماضي في سماء شاطئ بوزنيقة، معلنا عن مكافأة الشاطئ التابع لإقليم ابن سليمان من طرف الفيدرالية الأوربية للبيئة لتمكنه من توفير معايير الجودة والأمن اللازمين. وبعد أن أشرف علي الفاسي الفهري، المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ومحمد فطاح، عامل عمالة ابن سليمان، صحبة ممثل عن مؤسسة محمد السادس للمحافظة على البيئة التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، على حفل رفع العلم الأزرق. وفي انتظار الافتتاح الرسمي للشاطئ الذي غالبا ما يكون منتصف شهر يوليوز، فإن العشوائية والفوضى والأزبال عناوين تؤثث كل جنبات الشاطئ. فالأسر التي حلت وتحل خلال هذه الأيام بشاطئ بوزنيقة، أكدت أنه شاطئ غير محروس أمنيا، حيث تعرض العديد منهم للاعتداءات من طرف شبان منحرفين. وأن مواقف السيارات بها غرباء يبتزونهم، ويطالبون بأثمنة خيالية مقابل ركن سياراتهم، وأن «الزناكة» الذين يفاوضونهم على بعض الأمكنة (حسب القرب أو البعد من الشاطئ أو من بعض الأماكن الخدماتية) وعلى مقابلها المادي، لا يقدمون أية تذاكر تؤكد قيمة المبلغ القانوني ولا الجهة التي تعود إليها تلك الأموال الطائلة، ويكتفون بوضع رموز بالطباشير على السيارات التي يؤدي أصحابها مقابل ركن سياراتهم. ويعتبر مجرى وادي سيكوك الذي يصب حاليا جنوب الشاطئ، من أخطر النقط السوداء التي تعكر صفوة الشاطئ والمصطافين، فمياه الوادي هي عبارة عن تدفقات للمياه العادمة التي يجرى الاستغناء عنها بعد المعالجة والتصفية، ورغم ما أنجز حاليا من جدار واق ومسالك للعبور فوقه، فإن الروائح الكريهة تزكم الأنوف على طول الوادي، ومصبه داخل البحر يفرز عدة أنواع من الجراثيم، قد تضر بالسباحين، وخصوصا الأطفال الذين يسبحون في المياه الدافئة الخارجية للبحر. وينتظر المصطافون إتمام إنجاز المحطة الجديدة للتصفية، والتي وإن كان بعض المهتمين الباحثين ينتقدون موقعها الجديد بسبب وجهة الرياح، فإنها ستمكن من إبعاد خطر التلوث نهائيا عن الشاطئ. كما توجد نقط سوداء أخرى متمثلة في تجاوزات بعض ساكنة الشاطئ، من خلال احتلالهم لفضاءات عمومية بالجوار، وإغلاق المسالك وممرات الراجلين في تجاه البحر، مما زاد من اختناق المصطافين، وحرمانهم من زيارة بعض الأماكن في الشاطئ. كما أن المخيم الشعبي الذي دأبت على تنظيمه بلدية بوزنيقة منذ سنوات، جرى تفويته مؤقتا للمندوبية الإقليمية لكتابة الدولة المكلفة بالشباب بابن سليمان، في إطار اتفاقية أبرمت بين المندوبية وبلدية بوزنيقة، ويستفيد منه سنويا حوالي ألف طفل ضمنهم أطفال تابعون لمركز حماية الطفولة بابن سليمان. ويعتبر شاطئ بوزنيقة من أجمل الشواطئ المغربية من حيث جودة مياهه وصفاء رماله الذهبية وشساعة فضائه، إذ يبلغ طوله 2.7 كلم انطلاقا من وادي بوزنيقة إلى وادي سيكوك، ويغطي مساحة خمسة عشر هكتارا، يحضنه شريط من (الكابانوات)، نصبت على مساحات تابعة للملك العمومي البحري، تم استئجارها من طرف الخواص بناء على عقود طويلة المدى يتم تجديدها مع وزارة التجهيز والنقل، ويبعد الشاطئ بحوالي ثلاثة كيلومترات عن مدينة بوزنيقة. فيما يوجد بجانبه المشروع السياحي (بوزنيقة باي)، والمخيم الدولي مولاي رشيد التابع لكتابة الدولة المكلفة بالشباب، والمجهز بكل مستلزمات العصر، وترتكز أنشطته على استقبال الجمعيات والمنتديات الوطنية والدولية، إضافة إلى احتضانه لمؤتمرات وطنية ودولية، كما تحده من جهة اليمين قرية الصيادين السياحية التي أنجزت فوق منطقة تعتبر شبه جزيرة، وأخذت طابع القصبة بمفهومها التقليدي وإبداعاتها العصرية، مما زاد من رونقها.