شبت النيران زوال أول أمس الإثنين ( 5 يوليوز 2010) ب«وحدة صناعية» تابعة إداريا إلى عمالة مقاطعة عين الشق، مخصصة لطبع الرسومات والشعارات ومختلف الأشكال «السيريغرافية» على صدر وسائر أنحاء أنواع الملابس من أقمصة، وزرات، جاكيط ... الموجهة للاستعمال المهني أو الرياضي، وذلك حوالي الساعة الثالثة والنصف، حيث شرعت ألسنة اللهب في الانتقال والتوسع من مكان إلى آخر عبر رقعة المحل الجغرافية، معتمدة ، في سهولة الانتشار، على مواد الصباغة واللصاق والمواد الكيماوية المختلفة المستعملة التي يشتغل بها العمال. مستخدمو شركة «م.ب» التي تتواجد بتجزئة النور الموجودة بمنطقة سيدي معروف بين تجزئتي حافظ الخير وحمزة على يمين المجمع السكني المستقبل في اتجاه حي سيدي معروف وحي النسيم، كانوا يشتغلون بشكل تلقائي وطبيعي قبل أن يفاجؤوا بالنيران تحيط بهم من كل جانب، ما حدا بهم إلى التدافع نحو الباب للخروج ومغادرة المحل خوفا من الاختناق أو الاحتراق، الذي لم يسع عددهم الذي يقدر ب 26 مستخدمة/مستخدما، ولم يسعفهم سوى التدخل الأولي للجيران/المواطنين الذين شمروا عن سواعدهم لتقديم يد المساعدة، ثم في خطوة أخرى تدخل عناصر الوقاية المدنية باستعمال خراطيم المياه وعبر الاستعانة بجرافة لإحداث فتحتين في الجدار الخلفي للمعمل، ساعدت على تسرب الأدخنة خارجا وتمكين العمال من الهرب من شبح موت يطاردهم خلال تلك اللحظة، الذي تمكن من زميلة لهم «ن.ع» في منتصف عقدها الثالث حديثة الزواج، والتي توفيت نتيجة الاختناق داخل المرحاض ودرجة الحرارة المرتفعة ، في حين تم نقل 10 أشخاص/عمال في وضعية إغماء 4 صوب مستشفى الحسني، 5 إلى ابن رشد وشخص واحد نحو مستشفى بوافي لتلقي العلاج والذين غادروها بعد ذلك حينما تم التأكد من استقرار وضعيتهم الصحية. من جهة أخرى أقدمت المصالح الأمنية على وضع صاحب المحل «ل» رهن الحراسة النظرية، بعدما تبين أنه «لايتوفر على أي ترخيص لمزاولة هذا النشاط الصناعي حسب مصدر مطلع الذي يمارس داخل حي سكني بقبو وطابق أرضي لمنزل يتكون من طابقين أحدهما مخصص للسكن، يستغلان في القيام بأشغال الطباعة، مع غياب شروط السلامة والمواصفات القانونية المطلوبة»! وقد كان من الممكن أن تكون نتائج الحريق كارثية، سيما أن عددا من المواطنين ومن المستخدمين استحضروا شبح «روزامور» حيث لاتزال صور القتلى والحزن وأسى الأسر تخيم على الجميع، لولا تجند المواطنين وتدخل عناصر الوقاية المدنية التي تتوفر على مركزين مجاورين واحد بسيدي معروف والثاني بليساسفة، إضافة إلى سيارات الإسعاف والحضور الأمني اللافت للانتباه.