بعد مرور عشر سنوات على توقف تصميم التهيئة وتنامي تراخيص التعمير الاستثنائية في السنوات الأخيرة، صادق مجلس مدينة الدارالبيضاء، مساء أول أمس الأربعاء خلال الدورة العادية لشهر يوليوز، بالإجماع، على قرارات الوضع تحت الدراسة لتصاميم جديدة لقطاعات المقاطعات التابعة للمدينة، وسيحد هذا الإجراء، حسب مداولات المجلس، من الاختلالات التي يشهدها والتي تمتد لمدة تناهز 6 أشهر من تاريخ نشر هذه القرارات في الجريدة الرسمية، ويجوز تجديدها لمدة واحدة مساوية للمدة الأولى. وفور نشر قرارت وضع تصاميم التهيئة في الجريدة الرسمية فإن رئيس المجلس الجماعي يؤجل البت في جميع الطلبات الرسمية الرامية إلى إحداث تجزئة أو مجموعة سكنية أو إقامة بناء على الرقعة الأرضية المعنية. وبمصادقة مجلس المدينة على هذا القرار الحيوي، الذي يهم مجال التعمير على صعيد المدينة يكون المسؤولون فيها قد اتخذوا خطوة في أفق إعداد مخطط توجيه التهيئة العمرانية، الذي يوجد في طور المصادقة. وحسب جذاذة مشاريع تصاميم التهيئة المتعلقة بمقاطعات البيضاء، تأتي مقاطعتا الحي الحسني (4098 هكتارا) وعين الشق (3940 هكتارا) على رأس مقاطعات الدارالبيضاء التي أضيفت إليها مساحات ترابية كبيرة، مما سيثقل هذه المقاطعات بطلبات وحاجيات كبرى، خاصة وأن الكل يعرف أن المقاطعتين، وبالإضافة إلى أنهما تضمان أكبر التجمعات السكنية والراقية منها، وتضمان أيضا أكبر التجمعات العشوائية، فالمقاطعة الأولى (الحي الحسني) أضيفت إليها مجموعة كبيرة من التجمعات العشوائية والصفيحية، التي كانت تابعة سابقا لتراب جماعة دار بوعزة، في حين أضيفت التجمعات العشوائية بكل من دوار نبيل (المكانسة) المعروف لدى البيضاويين بدوار التقلية، والتي كانت تابعة للجماعة القروية بوسكورة بإقليم النواصر إلى مقاطعة عين الشق. ومن المقاطعات التي أضيفت إليها مساحات ترابية مهمة في إطار التقسيم الإداري الجديد للمدينة، هناك مقاطعة سيدي مومن، التابعة لعمالة مقاطعة سيدي البرنوصي، وتقدر المساحة الترابية بالمقاطعة التي سيجري إعداد تصميم تهيئتها بحوالي 2620 هكتارا. وبخصوص باقي المقاطعات فإن المساحات الترابية التي سيتم وضع تصاميم التهيئة بالنسبة إليها، هي مقاطعات آنفا (1660 هكتارا) وعين السبع (1520 هكتارا)، البرنوصي (1280 هكتارا)، المعاريف (1240هكتارا)، ومولاي رشيد (1070 هكتارا)، سيدي بليوط (980 هكتارا)، مقاطعة الصخور السوداء (720 هكتارا)، مقاطعة اسباتة (460 هكتارا)، الحي المحمدي (420 هكتارا)، مقاطعة الفداء (380 هكتارا)، مرس السلطان (370 هكتارا)، تم في الأخير هناك بلدية المشور ب40 هكتارا. ويهدف تصميم التهيئة، حسب قانون التعمير رقم 12.90، إلى تحديد المناطق حسب النشاطات التي يمكن أن تمارس فيها، منها المناطق السكنية والصناعية والتجارية والسياحية، بالإضافة إلى المناطق التي يحظر فيها البناء بجميع أنواعه وحدود الطرق، من قبيل المسالك والساحات ومواقف السيارات وكذا المساحات الخضراء وميادين الألعاب والمساحات المباحة المختلفة كالمساحات المخصصة للنشاطات الرياضية والثقافية والفلكلورية، كما يهدف تصميم التهيئة إلى تحديد المواقع المخصصة للتجهيزات العامة كالسكك الحديدية والتجهيزات الصحية والثقافية والتعليمية والمباني الإدارية والمساجد. وحسب المادة 27 من قانون التعمير، يترتب على قرار الوضع تحت الدراسة لتصاميم التهيئة للمقاطعات ال16 عدم الترخيص أو منح الإذن لأي عمل من أعمال البناء والغرس وإحداث تجزئات أو مجموعات سكنية إذا كان يخالف أحكام هذا المشروع، غير أنه يمكن أن يؤذن بإحداث تجزئة أو مجموعة سكنية أو إقامة بناء بعد موافقة الإدارة إذا كان المشروع المتعلق بذلك يتلائم مع الأحكام الواردة في مخطط التهيئة العمرانية.