يعقد مجلس مدينة البيضاء، بعد غد الأربعاء، دورتة العادية لشهر يوليوز، وهي أول دورة له بعد مرور شهر تقريبا على «معركة» انتخاب مكتبه، حاول خلالها حزب الأصالة والمعاصرة إبعاد العدالة والتنمية عن دواليب التسيير بالعاصمة الاقتصادية. ورغم التطمينات التي صدرت عن أعضاء بالمكتب بأن هذه الدورة ستختلف عن سابقتها، حيث جرى اتفاق ضمني بين مكوناته حول توزيع رئاسة اللجان الأربع بمعدل لجنة واحدة لكل حزب بالمكتب، أشار آخرون إلى أن الخلاف لا زال مستمرا بين مكونات المكتب، خصوصا حول منصب كاتب المجلس ورؤساء اللجان ونوابهم، وهو ما سينعكس على الدورة الحالية، حيث تشير المعطيات الواردة من داخل المجلس أن جلسة الأربعاء المقبل سيتم تأجيلها إلى يوم الاثنين القادم. وكان من المنتظر، أن يتم الحسم في النقط المدرجة في جدول أعمال الدورة يوم الأربعاء الماضي في لقاء كان سيجمع بأحد فنادق البيضاء كلا من فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة ومنسقي الهيئات السياسية المشكلة للمكتب، لكن اللقاء تم تأجيله دون ذكر الأسباب، وفيما أشار عضو بمكتب المجلس، رفض ذكر اسمه، إلى أن المكتب يشتغل في انسجام تام وكجسم واحد، وأن هناك تضامن بين الأعضاء، رغم وجود الغريمين التقليديين (حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية) ضمن مكوناته، أكد آخرون، أن الدورة الأولى للمجلس لن يكتب لها الانعقاد في وقتها المحدد، حيث من المحتمل جدا أن يتم تأجيل هذه الدورة، عقب افتتاحها بسبب اختلاف مكونات حول المكتب رؤساء اللجان ومنصب كاتب المجلس. وحسب مصادر مطلعة، فقد جرى الاتفاق بين مكونات مكتب المجلس على تقسيم اللجان الأربع على الأحزاب التي لها تمثيلية كبرى داخل المجلس، حيث يحصل حزب الأصالة والمعاصرة على رئاسة اللجنة المكلفة بالتنمية البشرية والشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية، ويقترح الحزب لهذا المنصب مصطفى رهين، ويحصل محمد زكرياء بنكيران وصيف وكيل لائحة الاتحاد الدستوري بمرس السلطان، على لجنة التعمير وإعداد التراب والبيئة، فيما يقترح التجمع الوطني للأحرار مباركة بوعيدة، لرئاسة اللجنة المكلفة بالتخطيط والشؤون الاقتصادية والميزانية والمالية، أما اللجنة الرابعة والمكلفة بالمرافق العمومية فمن المنتظر أن يترأسها حزب العدالة والتنمية. لكن الاختلاف، يقول مصدر من المجلس، يكمن في رغبة حزب العدالة والتنمية في أن يكون منصب كاتب المجلس من نصيبه، ويقترح الحزب لهذا المنصب، عبد الرحيم المستاوي، لكن بعض الأطراف ترفض أن يحوز حزب العدالة والتنمية على منصب الكاتب، في ظل رغبة حزب الحركة الشعبية في أن يعود منصب الكاتب لفائدته، حيث يقترح رشيد بوحوص، وكيل لائحة الحزب بمقاطعة مرس السلطان لهذا المنصب، وتستند بعض مكونات الأغلبية في رفض منح منصب كاتب المجلس لحزب العدالة والتنمية إلى وجود خمسة أحزاب داخل المكتب، بالإضافة إلى حزب جبهة القوى الديمقراطية الذي دعم أعضاؤه المكتب الحالي، لذلك يرى بعض الأعضاء أنه من غير المعقول أن يحصل حزب «المصباح» على رئاسة لجنة من اللجان الأربعة وكاتب المجلس. ويجد مجلس المدينة نفسه أمام إشكال قانوني في حالة عدم انتخاب كاتب المجلس يوم الأربع المقبل، من أجل تدوين محضر الدورة، وبالتالي فإن المقترح الذي تقدمت به بعض الأطراف لدراسة نقطة أو نقطتين مدرجة في جدول الأعمال وتأجيل نقطة استكمال هياكل المجلس إلى يوم الاثنين القادم غير صائب. وبالإضافة إلى النقطة المتعلقة باستكمال هياكل المجلس، يقترح مكتب مجلس المدينة، ضمن جدول أعمال الدورة، تداول مجلس المدينة في دورة يوليوز الجاري منح المقاطعات برسم السنة المالية 2010، والدراسة والمصادقة على قرارات الوضع تحت الدراسة لتصاميم التهيئة بقطاعات مقاطعات الدارالبيضاء، كما يقترح المجلس في جدول الأعمال نقطة تتعلق بطلب قرض من صندوق التجهيز الجماعي لتمويل حصة المجلس في مشروع الترامواي، كما سيتدارس المجلس نقطة تتعلق بإعادة تخصيص اعتمادات بالميزانية واتفاقية شراكة من أجل إنجاز قنطرة بملتقى سيدي معروف بتقاطع طريق النواصر مع شارع فاس.