من منا لا يتذكر زمن الماضي الجميل للأغنية المغربية والعربية، سواء بالنسبة للذين عاصروها أو الجيل الجديد الذي بحث في تاريخها فوجد أنها مدرسة عملاقة أعطت الشيء الكثير، من حيث جودة الكلمات والألحان والغناء... مناسبة هذه المقدمة، ما يعيشه أحد «المولوعين» بالفن الراقي، من معاناة انتظار ربط «محله» بالكهرباء منذ مدة طويلة! إنه محمد غوندالي (ر. و: 185498 B)، صاحب «كشك» بزنقة عين الحمراء وزنقة الكاتب ، بالحي المحمدي، «مختص في بيع الأسطوانات الكلاسيكية، وكل ما يهم الأغاني العربية والمغربية القديمة..» يزاول هذه المهنة منذ سنة 1983 إلى يومنا هذا... يقول في هذا الشأن «طيلة مقامي بهذا المحل وأنا أؤدي مختلف الواجبات والرسوم المستحقة علي، وقد راسلت الجهات المعنية منذ 2006، قصد تزويد كشكي بالكهرباء ، حتى أمارس مهنتي التي عشقتها منذ طفولتي، بشكل مريح، وأتمكن من تطويرها، لأتمكن من تلبيات طلبات ورغبات زبنائي الأوفياء الذين أتعامل معهم منذ سنوات، لكن لم أتلق، إلى الآن، سوى الوعود والمزيد من الانتظار». في السياق ذاته، أوضح السيد غوندالي أنه يؤدي بانتظام «الرسم المهني»، ومازال يترقب الإفراج عن «الرخصة المتعلقة بإقامة كشك»، التي قيل له بأن «الأمر مجرد مسألة وقت»!! وحتى لا يُحكم على هذا «المحل» بالإندثار، ويتمكن صاحبه من الإطمئنان على «مصدر رزقه الوحيد، بمعية أسرته الصغيرة، المتكونة من ستة أبناء، إضافة إلى والده المريض»، يتطلع محمد، وكذا زبناؤه من كل الأجيال من عشاق «اللحن الجميل والكلمة النقية»، إلى «يوم يقطع فيه المحل مع عهد «الظلمة الإجبارية»، ذات التداعيات السلبية الكبيرة.