جملة من القضايا/المشاكل التي تؤرق بال المواطنين/المستمعين، طلاق، إرث، تعويضات عن حوادث للشغل، طرد تعسفي، خيانة للأمانة، رخص لاستغلال مواقف للسيارات... واللائحة طويلة طول هموم المتصلين التي قد تبدو للبعض جزئية، ثانوية أو حتى هامشية، لكنها بالنسبة لأصحابها والمعنيين بها، كبيرة وعظيمة بعدما أوصدت في وجوههم الأبواب، وركنت ملفاتهم في الرفوف وصمت الآذان عن سماع مشاكلهم، فلم يجدوا بدا من تركيب رقم هاتفي قد يكون أهون بكثير من الوقوف طويلا أمام أبواب مكاتب وإدارات دون إيجاد الحلول أو الظفر بمقابلة المسؤول؟ إذاعات خصصوا من ضمن ما خصصوه من برامج لمستمعاتهم ومستمعيهم، إحداها بعينها تعنى بالبحث معهم عن حلول لمشاكلهم التي تؤرق بالهم وتقض مضجعهم، بعضها لايحتاج إلا لاستشارة قانونية، والبعض الآخر يتطلب أكثر من استشارة، وهم أصحابها الوحيد إيجاد من بإمكانه «التنقيب» لهم عن الشخص الذي بيده الحل. الحل الكامل أو أنصاف للحلول، ذلك ما اختارت بعض البرامج بمختلف الإذاعات الوطنية أن تشتغل عليه، فهي إما تلعب دور الوسيط لإجراء الصلح بين الفرقاء المختلفين/المتصارعين، والعمل على الخروج بأقل الخسائر الممكنة وضمان توفير أرضية للالتقاء والنقاش، وترك الأمر للأيام المقبلة لتفعيل ما اتفق بشأنه أو العودة من جديد إلى جو الاحتقان. في حين كان لبرامج أخرى خيار آخر يتمثل في جلب محامين لتقديم الاستشارة القانونية وحين الاقتضاء تركيب رقم هاتف هذا المسؤول أو ذاك بمجلس جماعي أو إدارة عمومية أو غيرها، وطرح المشكل معه على الهواء مباشرة، الأمر الذي قد يبدو غير مجد في اللحظة ذاتها على اعتبار أن هذا المسؤول يمكن عن صدق أو من أجل التهرب أن يعلن عن جهله التام بمضامين الملف/القضية، إلا أن الإيجابي في العملية ككل هو الخروج بموعد معه أمام أسماع عموم المستمعات والمستمعين، ليبقى أمر التزامه بتحقيقه في علم الغيب ومدى جدية تعامل كل شخص/مسؤول على حدة. مشاكل بالجملة ينقلها الهاتف وينصت إليها عدد مهم من مستمعي الراديو عبر أثير ذبذباته، وذلك من مختلف مناطق المملكة، بالحواضر كما بالمداشر، تعددت الاتصالات والمضمون واحد، مشكل هنا آو هناك، وحيرة في الأمر، ليبقى الإقبال الكبير على ربط الاتصال بهذه الإذاعة آو تلك دليل على أن للراديو أوفياء من مستمعات ومستمعين لايبخلون بالاستماع إليه ولايشترطون إلا تقديم برامج إذاعية في المستوى تليق وانتظاراتهم الأدبية، الفنية، الرياضية، الصحة والاجتماعية ... عوض تحويل بعض البلاطوهات إلى فضاءات للتسيب الأخلاقي والتربوي، أو للتنكيت على المواطنين/المستمعين والسماح بكل الكلام حتى الساقط منه؟