أكدت السيدة لطيفة العابدة ، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي يوم السبت 8 ماي بالرباط، أن نجاح البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين رهين بتعزيز موقع المؤسسة التعليمية وإعادة الاعتبار إليها كبؤرة أساسية تتجمع فيها العمليات التربوية وفق نظرة شمولية ومندمجة. وأوضحت السيدة العابدة، في كلمة ألقتها في افتتاح أشغال « المنتدى الوطني للتربية والتكوين» ، الذي نظمه قطاع التربية والتكوين التابع لحزب التقدم والاشتراكية تحت شعار « لنضع المدرسة في صلب المخطط الاستعجالي»، بالرباط أن مجمل المشاريع والتدابير المدرجة في البرنامج الاستعجالي تصب في اتجاه تأهيل المؤسسة التعليمية ودعم موقعها في صلب الإصلاح، انسجاما مع الخيار الاستراتيجي والمبدأ الموجه للبرنامج الذي يجعل من المؤسسة منطلق الإصلاح وغايته. وأضافت أن هذا البرنامج الاستعجالي يهم، بالأساس، تمكين المؤسسة التعليمية من إمكانات وظروف أفضل لتصريف الفعل التربوي، من خلال تحسين بنيتها التحتية وربطها بالشبكات الأساسية ومدها بالتجهيزات والعتاد التربوي اللازم. وأكدت السيدة العابدة أن تأهيل المؤسسة التعليمية يظل مرتبطا بضرورة ترسيخ الحكامة الجيدة، وتحفيز الموارد البشرية، وتقوية التعبئة اليقظة والمستدامة حول المدرسة في المحطة الحاسمة التي تجتازها اليوم في مسار إصلاحها.. من جهته، أبرز السيد إسماعيل العلوي ، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ، أن إصلاح المؤسسة التعليمية يتطلب، بالأساس، تضافر جهود عدد من الفاعلين في الحقل التربوي، وتمكينهم من وسائل العمل اللازمة ليضطلعوا بمهمتهم على أكمل وجه، مشددا على ضرورة اتخاذ مبادرات لإصلاح المؤسسة التعليمية بتناغم وتنسيق مع جميع أفراد أسرة التربية والتعليم. وأشار، في هذا السياق، إلى أن تطوير أوضاع التعليم وتغييرها لبلوغ «المدرسة الجيدة للجميع»، باعتبارها هدفا أسمى لكل المتدخلين في المجال، يستلزم بالضرورة إرساء مناخ من الثقة والجدية والتعاون لتجاوز مختلف المعيقات التي تعاني منها المؤسسة التعليمية، داعيا إلى توسيع اختصاصات الجماعات المحلية، كدعامة أساسية للتنمية، من أجل تحمل المسؤولية المباشرة في تدبير المؤسسات التعليمية والعناية بها. وأكد المنسق الوطني لقطاع التربية والتكوين بحزب التقدم والاشتراكية، السيد أمين الصبيحي، اليوم السبت بالرباط، أن «مشروع المؤسسة» يعد عنصرا أساسيا لإطلاق دينامية جديدة للمؤسسات التعليمية، كما أوضح ، في وثيقة بمثابة أرضية للمنتدى الوطني للتربية والتكوين أن هذا المشروع يعد مقاربة شمولية ومتناسقة لمجموع أنشطة المؤسسة، ويبرز أهمية التفكير والعمل الجماعي للمدرسين وإدارة المؤسسة نحو هدف موحد، ضمانا لانسجام وفعالية العملية التربوية. واعتبر، أن المؤسسة التعليمية، بالنظر إلى أنها تدخل في صلب النظام التربوي، تظل في حاجة إلى سلطة حقيقية في التقرير واستقلالية فعلية في التدبير، لتكون مؤهلة لتنمية وتطوير العمل البيداغوجي، وتقوية حضور ومشاركة المجموعة التربوية، ليتحمل كل المتدخلين في الشأن المدرسي مسؤولياتهم اتجاه النتائج المحصل عليها. وحسب السيد الصبيحي فان إصلاح نظام المؤسسات التعليمة ينبغي أن يرتكز على أربعة مبادئ تتمثل في مبدأ الاستقلالية لتعزيز القدرة على اتخاذ القرارات المتصلة بالميادين البيداغوجية والإدارية والتنظيمية، ومبدأ التقويم ، ومبدأ التنويع الذي يحترم خصوصيات المجال والمحيط، ومبدأ الانفتاح الذي يمكن المؤسسات التعليمية من الانفتاح على مساهمة فاعلين اجتماعيين وثقافيين واقتصاديين وتطوير شراكات ذات أبعاد تربوية. وشدد على أهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به الجماعات المحلية، كدعامة أساسية للتنمية، في تدبير المؤسسات التعليمية والعناية بها، وذلك في إطار الاختصاصات الجديدة التي يخولها الميثاق الجماعي في مجال التعليم.