تحت شعار "جميعا من أجل مدرسة النجاح " الذي اتخذته وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي كدعامة أساسية للموسم الدراسي 2010-2009، انعقد المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة ذ عبدة في دورته السابعة بمقر قاعة الاجتماعات بمقر عمالة إقليمالجديدة حضره إلى جانب السيد وزير التربية الوطنية و الذي ترأس أشغال الدورة كل من السيد عامل إقليمالجديدة والسيد مدير الأكاديمية للتربية والتكوين بالجهة والسيدين النائبين الإقليميين ( أسفي و الجديدة ) و أعضاء المجلس الإداري ورئيسي المجلسين الإقليميين بالإضافة إلى عدد من رؤساء بعض المصالح الجهوية و الإقليمية وكذا الفر قاء الاجتماعيين و رجال ونساء التعليم باختلاف مهامهم ( مفتشين ذ أساتذة ... ) وممثلي بعض المنابر الإعلامية. والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة ؛ إذ تعقد هذه الدورة الجهوية الهامة باعتبارها فرصة سنوية لتحصيل المكتسبات ورسم المخططات التربوية الجهوية بامتياز، كما تأتي لتؤكد الحرص على تجسيد الاختيارات والتوجهات التربوية الأساسية التي حددها البرنامج الاستعجالي، وذلك في أفق جعل قطاع التربية والتكوين رافعة للتنمية الجهوية المستدامة، القائمة على الحكامة الجيدة، والاستثمار الأمثل للإمكانات والمؤهلات المتوفرة. بداية الدورة السابعة والتي انطلقت في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال تقدم السيد عامل الإقليم بكلمة وجيهة و مختصرة للحضور ليتناول بعده الكلمة السيد وزير التربية الوطنية والذي ركز فيها على البرنامج الاستعجالي و سبل تنفيذه لما يخدم المدرسة العمومية وذلك بالارتكاز على تحقيق مشاريعه انطلاقا من الزامية التعليم إلى غاية 15 سنة من العمر و تشجيع المبادرة والحفز على الامتياز في الثانويات التأهيلية و الجامعة و معاهد التكوين و العمل على المعالجة الملحة للإشكالات الأفقية الحاسمة و توفير الموارد اللازمة لإنجاح البرنامج الاستعجالي الذي لقي دعما قويا من طرف الحكومة ، لأن الرهان المطروح الآن هو رهان النهوض بمؤسساتنا التعليمية ن فالإصلاح لايمكن أن يتجسد على ارض الواقع إلا عبر تعزيز موقع المؤسسة التعليمية و إعادة الاعتبار إليها كبؤرة أساسية و عدسة لامة تتجمع فيها كل العمليات وفق نظرة شمولية و مندمجة ترتكز على منطق فضاءات التدخل أي بدءا من " الفصل الدراسي " ثم " المؤسسة التعليمية " ثم " محيط المؤسسة ". من جهته وفي عرضه القيم الذي قدمه أمام الحضور أكد الدكتور محمد المعزوز مدير ألأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين كون النهوض بقطاع التعليم بجهة دكالة ذ عبدة تطلب و يتطلب مضاعفة الجهود و الاستعداد المستمر لخدمة المنظومة التربوية بما يحد من الاختلالات و يقضي على الاكراهات وبالتالي يجعل من المشاريع التي أتى بها البرنامج الاستعجالي واقعا ملموسا تنعكس نتائجه الايجابية على التلميذ و الأستاذ و المؤسسة وكذا المحيط . هذا وقد تناول الدكتور محمد المعزوز في عرضه الدقيق المعتمد على دراسة علمية ترتكز على أبحاث ميدانية و رؤى مستقبلية واقعية وطموحة ، جسد ذلك الخطة الاستعجالية الجهوية وما حملته من برامج و مشاريع و خطط عمل ستحقق لا محالة المرتكزات الأربعة للبرنامج الاستعجالي على مستوى جهة دكالة عبدة . وسعيا إلى تحقيق فعالية قصوى لهذا العمل تم تبني منهجية جديدة بالجهة مرتكزة على جعل المتعلم في قلب منظومة التربية والتكوين ، وجعل الدعامات الأخرى في خدمته وذلك بتوفير تعلمات ترتكز على المعارف و الكفايات الأساسية التي تتيح للتلميذ فرص التفتح الذاتي و كذا مدرسين على إلمام واسع بالطرائق و الادوات البيداغوجية اللازمة لممارسة مهامهم ، ويعملون في ظروف مواتية و توفير مؤسسات ذات خصوصيات جيدة توفر للتلميذ ظروف عمل مناسبة لتحقيق التعلم ، وبعد بسط الاكراهات التي تعيق تحقيق نسب مرتفعة في بعض المجالات و كذا الاقتراحات والبرامج الكفيلة بتجاوزها بطريقة علمية مدروسة لم يخف السيد مدير الأكاديمية الدور الذي يلعبه الفر قاء الاجتماعيون في النهوض بأوضاع التعليم بالجهة معتبرا أن النفس الجديد للإصلاح سينبع كذلك من التواصل الذي سيواكب البرنامج الاستعجالي و من التعبئة التي ستصاحب عملية تطبيقه بحيث يعد إشراك و انخراط الفاعلين في الإصلاح بما في ذلك الهياكل المسيرة للجامعات و الأكاديميات و المؤسسات يشكلان الدعامة الأساسية لمنهجية تفعيله . وعملا على المضي قدما في عمليات الارتقاء بجودة المنتوج التربوي وإعادة بناء أدوات ومعايير ومنهجيات التقييم والتحصيل في أفق الإرساء العميق لمنهجية التعاقد التي ترتكز على تحديث التزامات ومهام الأطراف المتعاقدة، وكذا تحديد الأهداف والمؤشرات المتعاقد بشأنها، ورصد الوسائل اللوجيستيكية والبشرية والمالية لإنجاز العمليات والتدابير والأنشطة بما يضمن تحقيق الأهداف المسطرة على المدى المتوسط والبعيد، تم تفعيل الاجراءات المتعلقة بمشاريع البرنامج الاستعجالي، ودمجها بالمخطط الجهوي للأكاديمية، ورصد مؤشراتها القابلة للقياس في البطاقات التقنية لمجموع المشاريع البانية للبرامج المسطرة في إطار إعداد الميزانية للسنة المالية 2009، مع استعراض معطيات وتحديد التوقعات ورصد عمليات التدخل حسب المحاور والمجالات التي تحظى بالأولوية في إطار هذا البرنامج. ونظرا لأهمية الدعم الاجتماعي ومساهمته الفعالة في تشجيع التمدرس والاحتفاظ بالتلاميذ داخل المنظومة التربوية، تمت الزيادة في شبكة المطاعم المدرسية والداخليات، كما تم رفع قاعدة المستفيدين من الإطعام المدرسي والمنح، بالإضافة إلى توفير الخدمات الداعمة للتمدرس والمتمثلة في تمكين الأطفال المعوزين من اللوازم المدرسية والملابس اختارت كنموذج فريد على الصعيد الوطني " القافلة المتحركة "، وتوسيع قاعدة المستفيدين من الإعفاء من رسوم التسجيل والاستفادة من الخدمات الطبية والنقل المدرسي بتوفير مجموعة من الحافلات للنقل المدرسي ومجموعة من الدراجات للتلاميذ. كما يستفيد عدد مهم من تلاميذ المستوى الابتدائي من الزي المدرسي.والأكاديمية في منجزاتها لمختلف هذه الإجراءات والعمليات حريصة على تسريع وتيرة الانجاز وعلى تحصين المكتسبات التي تحققت ومنخرطة في إنجاح رهانات المرحلة المقبلة وتنفيذ عناصر ومكونات مخططها على المدى المتوسط في تناغم تام مع مشاريع البرنامج الاستعجالي. وعليه ووفقا لمقاربة إشراك مختلف المتدخلين عملت و تعمل الأكاديمية على الرفع من وتيرة التعبئة حول المدرسة بالجهة ، والانخراط المتزايد لمختلف فعاليات المجتمع في دينامية الإصلاح ودعم قطاع التربية الوطنية إيمانا منها أن التربية مسؤولية الجميع، ووعيا منها بأن المقاربة التشاركية هي وحدها الكفيلة برسم المسالك القويمة نحو غد أفضل ومستقبل واعد، وذلك من أجل تحقيق الوظيفة التربوية للمدرسة، بفتح آفاق فعلية لإنجاح مدرسة للجميع وتوفير فرص مواتية لإعطاء نفس جديد لإصلاح المدرسة . تدخلات أعضاء المجلس الإداري انصبت كلها حول ما يعرفه قطاع التعليم من معيقات على مختلف المستويات تعلق الأمر بقضايا الشغيلة التعليمية أو التلاميذ أو المؤسسات التربوية ... بما يؤكد مدى الاهتمام الذي يحتله التعليم في قلوب الجميع و قد جاء تدخل ممثل أساتذة التعليم الابتدائي بجهة دكالة عبدة السيد إبراهيم زباير ممثل النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل حيث أشار في عرضه إلى العديد من النقط الأساسية و التي تعد بالنسبة للشغيلة التعليمية والمهتمين بقطاع التعليم نقط جوهرية يجب تدارسها و البحث عن حلول لها و تشجيع كل المبادرات التي ترقى بالعملية التربوية بالجهة إلى ما هو أفضل حيث قال الأخ إبراهيم زباير الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ( ف ذ د ذ ش ) وبصفتي منتميا لنقابة اقتراحية فاعلة مواطنة تعي جيدا إن كل إصلاح تقدمه ميدانيا و فعليا، يرتبط شديد الارتباط بالإقناع و الاقتناع، و الانخراط الفعلي في انجازه، و اعتبارا بان تدبير الشأن التعليمي مسؤولية جماعية، أطرافها : الإدارة و الشركاء الفر قاء الاجتماعيون. و انسجاما مع إيماننا الراسخ بدورنا الطلائعي في تطوير الشأن التعليمي و مساهمتنا في التقويم، نقف عند المجهودات الايجابية كما نضع الإصبع على النواقص لتصحيحها و العمل على تجاوز اختلالاتها... و بنظرة موضوعية ، لا يسعنا إلا أن نقدر ماتم انجازه ، ونثمن كل الايجابيات المحققة جهويا وإقليميا ( على مستوى النيابتين)، وهذا لا يمكن بأي حال أن يحجب بعض الثغرات التي تحول دون تحقيق كل الطموحات بعد الاطلاع على التقرير السنوي الجهوي لموسم2009/2010 و البرنامج الاستعجالي الجهوي 2009/2012و الوثيقة المتعلقة بتدبير الموارد البشرية : حصيلة و آفاق وحصيلة انجازات الأكاديمية لسنة 2008و مشروع ميزانيتي التسيير و التجهيز لسنة 2009 التي أوشكت على الانقضاء ... مبديا ملاحظات حول المشاريع التي جاءت بها الوثيقة وما ستشكله من نتائج لا تخدم المنظومة التربوية ( مبدأ تكافؤ الفرص ذ الخصاص في الموارد البشرية ذ التقطيع الإداري ( الوضعية المالية ذ الداخليات ذ التنقل - ... ) ويضيف الأخ إبراهيم كون التجربة التي أقدمت عليها الوزارة في بعض الأكاديميات و منها أكاديميتنا هي مقاربة تقنية ، و زجرية لا يمكنها أن تمثل حلا دائما ، بل تنذر بتحويل معركة محاربة الغياب غير المبرر إلى معركة خاسرة ، و تحول الإدارة التربوية عن معركتها / رسالتها الأساسية المتمثلة في ربح رهان تأهيل المدرسة العمومية ، إلى معارك جانبية مع هيأة التدريس ، باعتبار أنها مخولة بالإشعار عن الغياب مباشرة لمصالح وزارة المالية ،لذا فإننا نقترح تمكين الأستاذ المتغيب أولا بإمكانية التعويض عن فترة غيابه قبل الإقدام على الاقتطاع ،وجعلالاقتطاع يتم عبر فترات معلومة من السنة الدراسية ، وهو إجراء من شأنه أن يخفف من أعباء الإدارة التربوية المثقلة أصلا ، و يرجح مصلحة التلميذ أولا و أخيرا ، أي الجانب التربوي بدل المبالغة في الطابع الزجري وحده. ويختم الأخ إبراهيم بالقول : " وإذا كانت الخلفية المتحكمة في التصور العام للميثاق الوطني للتربية و التكوين (مع شئ من التحفظ) تتجه نحو الحداثة و التطوير و الجودة، فان مستويات التطبيق لا ترقى إلى هذا الطموح، مما يتطلب معالجة الاختلالات بعقلية جديدة و جريئة نحو المستقبل، منفتحة على الآفاق و باعتماد آلية التكوين و التكوين المستمر و التقويم و الترقية و التحفيز. و لان التكوين و التكوين المستمر يعتبران مدخلا رئيسيا و أساسيا لإصلاح المنظومة التربوية و يحظى بأهمية متزايدة في نقابتنا، لما تكتسيه من أهمية بخصوص التأهيل المعرفي المتين و البيداغوجي، فإننا نسجل بان توظيف عدد من الأطر بدون تكوين أساسي أو تكوين بيداغوجي لسد الخصاص، و الارتجال في تنظيم التكوين و التكوين المستمر أدى إلى عدم الارتقاء إلى المستويات المطلوبة و المرجوة في غياب إستراتيجية و معرفة دقيقة لحاجيات المدرسين." هذا وقد تقدم كل من السيد وزير التربية الوطنية و السيد مدير الأكاديمية بردود حول تساؤلات المتدخلين ليعرض القريرين على أعضاء المجلس الإداري قصد التصويت حيث تمت المصادقة عليهما بالإجماع ، وتجدر الإشارة إلى كون الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة في شخص السيد مدير الأكاديمية قد وقعت على سبعة شراكات مع كل من المكتب الجهوي للتكوين و مندوبية الثقافة و مكتب الماء الصالح للشرب و الكهرباء ... كإشارة قوية لانطلاق عملية تنفيذ البرنامج الاستعجالي الجهوي الذي رصد له اعتماد مالي مهم ومباشرة الإجراءات الضرورية لإنجاحه .