أكدت المعطيات التي كشفتها عملية تفكيك الشبكة الإرهابية الجديدة ، أن أطرافها وأهميتها تعدت حدود المغرب ، وامتدت إلى دول إفريقية وعربية وأوروبية ، بالنظر إلى الارتباطات التي كانت لعناصرها ، والتحركات التي كانوا يقومون بها . وفي هذا الإطار تؤكد مصادر أمنية مطلعة أن تفكيك هذه الشبكة جاء ثمرة تعاون استخباراتي دولي ، بين المغرب والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية . وكان عدد من عناصر هذه الشبكة قد تردد على كينيا وتنزانيا ودول مشرقية أخرى ، بينها سوريا والأردن ، حيث كانت لهم هناك صلات بتنظيمات مرتبطة بالقاعدة ، وهناك تلقوا تدريبات على يد هذه المجموعات . وتعتبر كينيا وتنزانيا ، بالإضافة إلى المشرق العربي مركزا لنشاط القاعدة ، ومنها انطلق عدد من أتباع بن لادن لتنفيذ هجومات في دول أخرى . وقد أصبحت المخابرات الغربية ، والأمريكية منها بالخصوص تراقب تحركات كل التنظيمات التي يشتبه أنها مرتبطة بشكل أو بآخر بتنظيم القاعدة . ويبدو أن هذا الخيط قاد المخابرات الأمريكية إلى متابعة العناصر المغربية ، وقامت بإخطار المخابرات المغربية ، التي ظلت بعد عودتهم إلى المغرب تتابعهم عن كثب لمعرفة شركائهم ، وفي الوقت الذي تمت إعادة بعضهم إلى المغرب ، أكدت ذات المصادر أن عددا غير محدد لا يزال هناك ، ولم يتم بعد التعرف على هوياتهم ، كما أنه يتوقع أن يرتفع عدد المعتقلين المرتبطين بهذه الشبكة ، حيث أن الأجهزة الأمنية تلاحق عددا كبيرا منهم بعد أن يتم التعرف على هوياتهم ، ذلك أن الأسماء التي أدلى بها المعتقلون في أغلبها أسماء حركية ، أبوفلان.... وفي نفس الإطار ، أكدت مصادرنا أنه تم حجز مبالغ مالية مهمة بالعملة الصعبة ، كانت تستعمل في استقطاب وتمويل وتهجير المقاتلين ، كما تم ضبط عدد من الهواتف النقالة وبطاقات الهاتف معدة خصيصا للتعارف بين الذين تم ترحيلهم خارج المغرب ، وتنظيم القاعدة . ومن بين المحجوزات التي ضبطت لدى المعتقلين ، هناك حاسوب يحتوي على معلومات مهمة من شأنها إماطة اللثام عن هذا التنظيم وعلاقاته ومخططاته وتحركاته ، وخاصة إرساله لعدد كبير من المتطوعين للقتال بمناطق التوتر ، على رأسها الصومال ، الذي يظهر للمرة الأولى كوجهة للمتطوعين المغاربة للقتال إلى جانب تنظيم « الشباب المسلمين» الذي سبق له مبايعة بن لادن والإعلان عن انضمامه إلى صفوف القاعدة كما هو شأن الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر . وأوضحت مصادرنا أن اعتقال عناصر هذا التنظيم تم دون مواجهات ، ومن بين المعلومات التي توفرت لدينا حول أهدافه ، هناك اغتيال مسؤولين كبار في سلك الأمن والدرك والقوات المسلحة ، وغيرها من المؤسسات الأمنية ورموز الدولة ، بالإضافة إلى مصالح أجنبية بالدار البيضاء خصوصا .