ثمة خيط رفيع يمكن من خلاله أن نقبض على الرأس في كومة الخيط الكبيرة والمعقدة في قضية تفكيك الشبكة التي وصفتها مصادر أمنية «بالارهابية الخطيرة» والتي أعلن عن تفكيكها يوم الجمعة الماضي. إن مصادر أمنية وثيقة الاطلاع بخبايا الأوساط الارهابية تحدد رأس الخيط في إسم المجموعة «فتح الأندلس» وتذكر في هذا السياق بالشريط الصوتي الذي كانت قد بثته بعض القنوات الفضائية التي يسخرها تنظيم القاعدة لأحد أبرز قادة هذا التنظيم الارهابي الخطير «أيمن الظواهري» يوم 20 شتنبر 2007 ودعا فيه شعوب المغرب العربي إلى استعادة الأندلس. ولم يكن تعبير استعادة الأندلس غير رسالة مشفرة من قائد التنظيم الى الاتباع تقضي بتنظيم عمليات ارهابية في بلاد الأندلس. ولأن تنظيم القاعدة لايمكن الكلام على عواهنه فإنه سارع الى تثبيت مخالبه الحادة التي لم تكن غير هذه الشبكة. مصدر أمني أكد للعلم أن وضع اليد على هذه الشبكة التي وصفها بالخطيرة جاء نتيجة تعاون مثمر بين أجهزة المخابرات المغربية والاسبانية، وذكر أن هذه الشبكة كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية وضبط معها مواد كيماوية وتجهيزات خاصة بصناعة المتفجرات. من جهة أخرى أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري أن المغرب يباشر في مواجهته لظاهرة الإرهاب سياسة استباقية، أي أن المصالح الأمنية تستبق الأحداث وتقوم بتحصين حياة وممتلكات المواطنين. وجاء تفكيك هذه الشبكة بفضل تعاون الاستخبارات المغربية ونظيرتها الاسبانية ، وجرى توقيف 5 عناصر من الشبكة بمدينة العيون ( جنوب المغرب) هم : رشيد أجمال ( 29 سنة ) ولحسن آيت عابد ( 26 سنة ) وعبد المولى بن عمارة (23 سنة ) وشقيقه اسماعيل بن عمارة ( 26 سنة ) وعبد العزيز هرام ( جندي سابق من مواليد 1983 ) ، في حين تم اعتقال خالد قدار من وجدة ورضواني الزيتوني من صفرو ومصطفى آيت الحسين ومحمد أفلوس ورشيد الزرداني وحداد أفلوس من أكادير في مناطق مختلفة . وقد تم اختيار مدينة العيون لتشكيل عصب الخلية الجديدة حسب بعض المصادر لاستغلال هامش الحرية في الحركة لطبيعة المنطقة ، وهربا من المراقبة التي أصبحت العديد من المدن التي شكلت مركزا لتفريخ الارهابيين تخضع لها منذ توالي تفكيك الشبكات الارهابية. وتأتي هذه التطورات بعدما أعلنت الرباط مطلع يوليوز الماضي أن السلطات الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على 35 عضواً في "شبكة إرهابية" متخصصة في تجنيد متطوعين لفرعي تنظيم "القاعدة" في كل من العراق والجزائر حيث قامت الشبكة باستقطاب وإرسال نحو 30 مرشحاً للقيام بعمليات انتحارية في العراق، وثلاثة متطوعين للقتال في صفوف تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بالجزائر.