المخرج المغربي في واد، والكاتب المغربي في واد... هذا ما يبدو بجلاء حين نسلط الضوء على العلاقة بين الاثنين. كم عدد الروائيين المغاربة الذين بإمكانهم سرد أسماء أكثر من خمسة مخرجين مغاربة؟ وكم عدد المخرجين الذين في رؤوسهم أكثر من أربعة روائيين مغاربة يكتبون بلغة الضاد؟ فأنت اذا وجدت ثلاثة أو أربعة من كل جانب، فلا تقلها لأحد! طيلة أسبوع كامل داخل أروقة المعرض الدولي للكتاب بكازابلانكا، نادرا، ونادرا جدا ما تلتقي مخرجين مغاربة يبحثون عن ما جد من الرواية المغربية، بل أكثر ندرة هو أن تجد أحدهم في محاضرة او ندوة موضوعها الرواية وآفاقها او شيء من هذا القبيل. ثم نادرا ونادرا جدا ان تعثر على روائي مغربي في مهرجان السينما الوطنية بالبوغاز، او تحملق في روائي خلال لقاء او ندوة او محاضرة حول الفن السابع أو موضوع السينمائيين الامس واليوم او شيء من هذا الفضول. هناك روايات مغربية صالحة كل الصلاحية لنقلها الى الصورة بحبكة السيناريو الجميل، وهناك مخرجون مغاربة اليوم قادرون على دخول غمار السرد والحكي في بعض الروايات عبر تقنيات الصورة والصوت. فلماذا يجهل البعض البعض او يتجاهله؟ ولماذا بعض المخرجين يحصرون معرفتهم بالرواية المغربية في تلك المكتوبة بالفرنسية، إشكالية حقيقية! مخرجون حقيقيون فرضوا أنفسهم في السنوات القليلة الماضية، وبرهنوا على كفاءاتهم من حيث الاخراج السينمائي، ولم يسمعوا قط بأسماء وبأقلام روائية مغربية كتبت إبداعات تستحق الالتفاتة السينمائية! حصل مؤخرا المخرج حميد الزوغي على أكبر حصة من الدعم السينمائي، والعمل المرشح مأخوذ من رواية عثمان اشقرا تحت عنوان : بولنوار. وفي نفس الدورة، حصل نبيل عيوش على ثاني حصة دعم بعد اعتماده على رواية «نجوم سيدي مومن» لماحي بنبين، وهذا التعامل يبشر بألف خير مستقبلا. قد تكون مخرجا مقتدرا، لكنك لن تكون بالضرورة كاتبا يغوص في السرد والحكي والحوار كما يجب، وكما هو مفروض. اذن، لقد حان الوقت، في ظل الديناميكية التي يعرفها الحقل السينمائي ببلادنا، ان يتعارف المخرج والروائي، وان يعرف الروائي المخرج، ويركبان معا القطار في الاتجاه الصحيح مع الاحترام المتبادل، وحقوق كل واحد منهما، ولكل منهما واجباته..