أقيم أمس الجمعة برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس حفل تقديم كتاب "الرواية المغربية وقضايا النوع السردي" الذي يشمل أعمال ندوة وطنية علمية نظمت بكلية الآداب بالقنيطرة. ويضم هذا الكتاب، الذي قدمه عدد من الأساتذة الباحثين بحضور عميد الكلية ورئيس شعبة اللغة العربية وآدابها ورئيس مجموعة البحث في السرد والمنسق البيداغوجي لمسلك ماستر "الأدب المغربي بين الخصوصية والانفتاح" وعدد من المهتمين بجنس الرواية، دراسات قدمت خلال ندوة نظمت يومي 24 و25 أبريل سنة 2008 وذلك في إطار مشروع (بروطاس 3). يشار إلى أن مشروع (بروطاس 3 ) ، الذي تترأسه الأستاذة الباحثة زهور كرام، برنامج موضوعاتي لدعم البحث العلمي المخصص لإنجاز معجم المؤلفين والروايات بالمغرب من 1980 إلى 2000 يشتغل فيه عدد من الباحثين المغاربة من مختلف الجامعات المغربية (القنيطرة، الرباط، المحمدية، الدارالبيضاء، بني ملال، أكادير، تطوان ، وجدة، مكناس، تازة). وأجمع المتدخلون في حفل تقديم الكتاب، على أن الدراسات التي يتضمنها تعتبر مساهمة نوعية في الآداب المغربية، وإضافة بحثية في مشهد التفكير النقدي بخصوص التجربة الروائية المغربية، التي تشهد تنوعا كبيرا وتطورا ملحوظا على مستوى أساليب الكتابة، وذلك بطريقة علمية تعتمد مبدأ الحوار وتجديد الأسئلة. وجاء في تقديم الكتاب للباحثة كرام أن محور الندوة "الرواية المغربية وقضايا النوع السردي" يعد من أهم الإشكالات المعرفية والنقدية التي واجهت الباحثين، وهم يشتغلون على المادة المعجمية لكل رواية على حدة، إذ طرحت الكثير من النصوص المغربية أسئلة تأطيرها الأجناسي والحدود الفاصلة بين الرواية والسيرة الذاتية وهي أسئلة نابعة من طبيعة راهن التجربة الروائية المغربية. وأبرزت أن الرواية المغربية بدأت تعرف في تحديدها التاطيري الأجناسي مجموعة من التعيينات الاصطلاحية مثل السير الذاتي الروائي، ورواية سير ذاتية، ومحكيات، ومحكي، وتخييل ذاتي، ونص مفتوح. وترى أن هذا الوضع يحيل إلى طرح تساؤلات عدة من قبيل هل الأمر يتعلق بتطور بنيوي داخل منطق الجنس الروائي، وهل نتحدث في هذا الصدد عن اتجاهات في الكتابة الروائية، أم تيارات، أم تجنيسات صغرى داخل الجنس السردي الواحد (الرواية)، أم يمكن الحديث عما يسمى بانفجار جنس الرواية. وتساءلت عما إذا كان الأمر يتعلق بأنواع روائية متعددة لم يكن النقد ينتبه إليها، أو لم يكن يخصص لها من انشغاله المعرفي ما تستحقه من تريث في القراءة، بعدما تم اعتماد مبدأ تعالي الرواية عن النوع. وأشارت إلى أن سؤال التجنيس الروائي، تولدت عنه أسئلة نقدية ساهمت في توسيع دائرة النقاش ، مثل من يجنس النص (القارئ أم الكاتب أم النص )، وهل الكاتب يكتب انطلاقا من وعيه النظري بقواعد الجنس الأدبي أم بدون التفكير في الخلفية الأجناسية، وكيف يمكن قراءة الاختلاف الحاصل بين النقاد في تحديد الإطار الأجناسي لنص واحد، وهل يمكن تأسيس تقاليد نقدية تضبط الحالة الأجناسية للنص بعيدا عن أشكال اللبس والغموض . وقد شكلت هذه الأسئلة مجال نقاش وحوار بين كل الباحثين والنقاد الذين اقترحوا مقاربات عديدة لإضاءة هذه الأسئلة في ضوء نظرية الأجناس الأدبية، والشعرية. ويضم الكتاب دراسات حول "المشهد الروائي :خطاطة أولى" لعبد الحميد عقار، و"سؤال الأنواع السردية في الرواية المغربية" لسعيد يقطين، و"الصورة الروائية وآفاق التجنيس" لمحمد أنقار، و"التأطير الأجناسي وميثاق القراءة" لرشيد بن حدو، و"المسألة الأجناسية بين الكتابة والقراءة" لعبد العالي بوطيب، و"التخييل الذاتي: هوية المفهوم ومفارقاته" لمحمد الداهي، و"الكتابة، والكتابة عبر � النوعية في رواية العريس" لأحمد حافظ ، و"تجنيسات الرواية المغربية" لمحمد قاسمي، و"عنف التخييل في الكتابة الروائية النسائية" لنادية العشيري.