لقي فيلم ً يقظة ً للمخرج المغربي محمد زين الدين (الصورة أعلاه ) الذي يعيش بإيطاليا تجاوبا كبير سواء من طرف النقاد أو المهتمين، سواء بالمهرجان الوطني للفيلم الوطني ، الأخير بطنجة أو خلال الدورة العاشرة للسينما الإفريقية بمدينة خريبكة ، وبحكم تواجده حاليا بالمغرب ، بهدف الإعداد لفيلم جديد ، أجرينا معه الحوار التالي لفائدة ً المغرب الفني ً . "" يحكي الشريط بالأبيض والأسود قصة كاتب قادم من الهامش يبعث بكتاباته الى دار للنشر دون أن يكشف عن هويته، يتوقف المخرج على تفاصيل الحياة الشخصية للبطل. من الطفولة المحرومة في حي هامشي الى مرحلة المراهقة والهجرة الى إيطاليا في حلة العودة لمعانقة الوطن الأم، عودة تنطوي في عمقها على إلأرتماء في الطفولة والنبش في الذاكرة والإسترجاع بحثا عن الهوية والإعتراف. يروي البطل قصته بالصوت والصورة، بكيفية شاعرية وواقعية ورمزية في نفس الوقت دون الوقوع في تكرار نفس المنحى. على المستوى الدرامي لم يتقيد المخرج بالقاعدة المتعارف عليها في السرد السينمائي، بداية وسط ونهاية، فالنهاية تتحول الى بداية والبداية تتحول الى نهاية. فلسفة الفيلم مبنية على عدم توجيه الكاميرا وإحترام تتبع اللقطات وزوايا التصوير وحركات الكاميرا للتعبير على اللا نظام والتنافر الذي يطبع شخصية البطل في علاقته بمحيطه العائلي والإجتماعي. في حوار مع المخرج صرح بالاجوبة التالية: أنا من مواليد مدينة وادي زم بالمغرب، درست المرحلة الإبتدائية والثانوية فيها ثم هاجرت الى إيطاليا، انجزت عدة أفلام وثائقية وروائية قصيرة هناك. فيلم "يقظة" يعتبر أول فيلم روائي طويل لي. أرفض التعامل مع التلفزيون لإنه يكرس في نظري الإبتذال والسطحية. وعن تجربته في الإخراج السينمائي يقول محمد زين الدين: "كنت مولوعا بالأدب في الاول واكتشفت بعدها الفن الفوتوغرافي فالأفلام الوثائقية. وصورت ثلاثة أفلام روائية قصيرة قبل أن أخرج فيلم يقظة". وعن سؤال حول إعتبار النقاد للفيلم بأنه فيلم موجه للنخبة، يقول محمد زين الدين: "أن المتلقي هو الذي يكشف الأسلوب ومعرفة هل الفيلم يدخل في صنف سينما المؤلف الموجه للنخبة ام لا. أنا أكتب وأصور واترك الأمور تسير بكل عفوية". وفي تساؤل حول كون المخرجين المغاربة الذين يعيشون في المهجر، لهم أسلوب خاص ورؤية خاصة للوطن وقضاياه، يقول زين الدين: "كل واحد منا له ذاكرة وهو في نفس الوقت ذاكرة بعينها، كل ما يحيط بنا هو جزء من الذاكرة حتى تلك الأشياء التي نعتبرها تافهة وبسيطة. إن رأسمالي هو مساري المتواضع كإبن ينتمي الى الطبقة الشعبية ومتشبع بقيمها". وحول تقييمه لمسار السينما المغربية يقول زين الدين "ما يلاحظ حاليا على السينما المغربية أنها أصبحت تتميز بجرأة أكبر الى درجة اثارت حفيظة العديد من الجهات التي أصبحت تدعو الى الحد من حرية التعبير، لكن الرقابة غير موجودة والمخرجون المغاربة يتمتعون بقدر كبير من الحرية لكن لا يجب أن تصل الى درجة الإستفزاز. السينما المغربية في نظري لها موعد مع السينما العالمية ولا يجب ان تخلفه. وبخصوص المفارقة الحاصلة بين إنتعاشة الكمية والنوعية للسينما المغربية وتناقص عدد قاعات العرض السينمائي في المغرب، يقول محمد زين الدين: "المشكلة ليست مطروحه في المغرب فقط بل تعاني منه عدة دول نتيجة للثورة الرقمية، وما يجب عمله هو ان لا تبق السينما المغربية حبيسة جغرافيا المغرب. يجب أن نسافر ونبحث عن أسواق جديدة في العالم. يجب أن نبدع في أعمالنا بروح عالمية.