هنا ليس بين توالي النبوءاتِ فاصلةٌ للتأملِ أو فترة للتلاشي. هنا ليس إلا التباسٌ وسخريةٌ في الخفاءْ. هنا نِحلة ودَعيّ وداهيةٌ وحروف على جِلْد أضحيةٍ وطلاسمُ تنسخها الشمسُ كل صباحْ. هنا ليس إلا اشتباهٌ يُخَلّف بين السطور بياضاً لكل الفتاوى التي تتطايرُ دون جناح ولا أفق أو سماءْ. هنا سيقوم مَقامَ المهرج داعيةٌ يتأول أو يتَقوّلُ حتى تخونه بعضُ الحروفِ وتنْخَرم الكلماتُ على شفتيهِ وتنفَضُّ عنها المعاني كما يَفلت الصيدُ من شَركٍ خلِقٍ متهالكْ ، فلا يتورط في شفتيه سوى طائر نافقٍ سيقول المريدونَ: هذا دليل نبوءتهِ ، ويقول : أنا وإياه أميرانِ لكننا نتواضع حين نسُوق الحمير معاً ونبارك كلَّ أتانٍ وَلُودْ . على سَعة الأرضِ ليس بها مرْتَع لأمير يسوق الحميرَ متى انتفَضَ المستحيلُ وحَرّر مُمكنَهُ وأزاح الستار َ عن السرِّ واستنبتَ العشبَ من طبقات الرمادِ وأحْيَى الحياةَ وأخْصبَ فيها الخيالَ وأيقظ كل الحواسِ سوادِسَها والسوابعَ أيضاً ، وأعلنَ عشقَ الحقيقة في ضوء شمس النهارِ. وأعطى الزمانَ وسيلةَ عودتهِ لاكتشاف الطريق إلى دهشة اللانهائيِ واستمهلَ الموتَ حتى يصادفها وهو حيٌّ يسير وفي باله نجمةٌ متواضعة في الخلود. فبراير 2010