واحد وأربعون شهيدا وخمس وسبعون جريحا، تلك هي الحصيلة النهائية لحادث انهيار صومعة مسجد «باب البرادعيين» بالمدينة العتيقة بمكناس. فمباشرة بعد انتشال آخر جثة من تحت الأنقاض حوالي الساعة الثانية والنصف من صبيحة اليوم الموالي للحادث (السبت 20 فبراير 2001)، بدأت مراسيم الدفن ، حيث كانت الأجواء الجنائزية مؤلمة، خاصة بحي تزيمي الذي مات من أبنائه أزيد من 20 مصليا من مختلف الأعمار. شهود عيان يروون ل«الاتحاد الاشتراكي» (أنظر الصفحة الثالثة) تفاصيل ماحدث، إذ يتساءل الجميع عمن يتحمل مسؤولية ذلك الاهمال والاستخفاف بأرواح المصلين، خاصة أن وضعية صومعة المسجد كانت محط شكايات للمصلين والقيمين على المسجد حيث لم يتم أخذ الأمر بالجدية اللازمة، مما يستدعي فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات عوض الارتكان إلى الظل، والتعامل مع الكارثة كأنها مجرد قضاء وقدر، وأن الأمطار والرياح هي المسؤولة عن الفاجعة. هذا الحادث المؤلم دفع الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي إلى عقد اجتماع طارئ، أول أمس، طالبت من خلاله بفتح تحقيق في الأسباب التي أدت إلى عدم الإسراع بترميم المسجد، خاصة بعد حادث الحريق الذي شب بالمنشرة المحاذية له، وما ترتب عن ذلك من أضرار مست الصومعة في أساسها بفعل الحريق وبفعل خراطيم المياه التي استعملت من قبل رجال المطافئ. كما حملت المسؤولية ، فيما وقع، إلى مصالح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وإلى السلطات الإدارية والمحلية. فضلا عن مطالبتها بمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة. على صعيد آخر، أعطى جلالة الملك محمد السادس تعلمياته السامية من أجل القيام بمعاينة عاجلة لجميع المساجد العتيقة بمختلف العمالات والأقاليم، حيث سارعت وزارة الداخلية إلى إحداث لجن محلية بمختلف العمالات والأقاليم، مكونة من ممثلي السلطات المحلية ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ومهندسين وخبراء لافتحاص بنايات المساجد العتيقة والمرافق التابعة لها. في نفس السياق وجه المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي رسالة عزاء لعائلات ضحايا الفاجعة هذا نصها: « على إثر الفاجعة التي ألمت بساكنة مدينة مكناس، وسقوط العديد من الضحايا وهم يؤدون صلاة الجمعة المباركة، يتقدم المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أفراد عائلات كافة الضحايا، وسكان العاصمة الاسماعيلية عموما، راجيا من العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يمطر شآبيب رحمته على عباده المؤمنين الذين قضوا وهم في بيت الله، وأن يسكنهم فسيح جنانه إلى جانب الشهداء والصديقين».