أكد مشاركون في المنتدى الأول للمدرسة العليا للإعلاميات والتدبير والسمعي البصري بمكناس حول «مستقبل المهن السمعية البصرية بالمغرب»، أن جهة مكناس-تافيلالت تتوفر على كل الشروط الضرورية لتأسيس حركة سينمائية في مستوى طموح ساكنة المنطقة. ويرى بعض المشاركين، في تدخلاتهم خلال افتتاح هذه التظاهرة الثقافية التي تنظمها المدرسة بدعم على الخصوص من المديرية الجهوية للثقافة والمجموعة الحضرية لمكناس إلى غاية20 فبراير الجاري، أن المدينة في حاجة ماسة إلى مؤسسات لتكوين الشباب في مختلف المهن المرتبطة بالسينما على غرار عدد من المدن المغربية من أجل إعطاء دفعة قوية للفن السابع والارتقاء بالحس الجمالي لساكنة الجهة. واعتبر مشاركون أن الإنتاج السمعي البصري وتصوير الأفلام السينمائية مورد هام بالنسبة لاقتصاد المغرب لما لذلك من انعكاسات إيجابية على قطاعات كالسياحة وخلق فرص هامة للشغل وتحفيز الشباب على اقتحام المجال من بابه الواسع الذي يعتمد على التكوين. ويرى خالد العوني ممثل المجموعة الحضرية لمكناس، بهذا الخصوص، أن المدرسة تشكل إضافة نوعية للمشهد السمعي البصري عموما وللسينما خصوصا بفضل مؤهلاتها العلمية والمهنية والتكوينية، مبرزا الدور الكبير الذي تضطلع به السينما في حياة الشعوب وفي خلق التوازن الحضاري والتنمية في مختلف تجلياتها إلى جانب كونها أداة فنية وجمالية لعالم يظل دائما في حاجة إلى استكشاف. وأكد الاستعداد الكامل لتقديم الدعم اللامشروط لكل المبادرات الهادفة إلى استعادة مكناس لتوهجها في المجال السينمائي وإعادة الروح للقاعات السينمائية والنوادي، خاصة وأن المدينة تتوفر على كفاءات في كل المجالات المرتبطة بالفن السابع. ونفس الاستعداد عبر عنه ممثل المعهد الثقافي الفرنسي بمكناس محمد بيوض الذي أكد أن المعهد الذي يدعم مختلف التظاهرات الثقافية والجمعوية، عقد شراكة مع المدرسة تهم محورين أساسيين الأول استقبال الطلبة لمشاهدة كل العروض السينمائية التي يقترحها المعهد وعقد لقاءات مع سينمائيين مخرجين وممثلين وغيرهم في إطار لقاءات وندوات ثم إشراك الطلبة في الورشات والدورات التكوينية التي ينظمها المعهد، مشيرا إلى أن سياسة المعهد تكمن في تشجيع السينما سواء عبر عرض الافلام أو احتضان تظاهرات تسهم في دعم الفن السابع كالمهرجان الدولي السينمائي للتحريك الذي تتفرد به مدينة مكناس حيث سيطفأ هذه السنة شمعته العاشرة. أما الممثل المسرحي محمود بلحسن، الذي تحدث نيابة عن المدير الجهوي للثقافة، فيرى من جهته أن هذا الملتقى يكتسي أهمية كبيرة ومبادرة تستحق التشجيع. وبالنسبة له فإن إحداث مؤسسة للتكوين في المهن السينمائية بمكناس يعتبر مغامرة لما يتطلبه ذلك من إمكانيات هامة وآليات وأدوات للاشتغال إلى جانب رصيد معرفي واحترافي لتكوين طلبة في المستوى المطلوب، معربا عن الأمل في أن تتمكن هذه المؤسسة من سد فراغ في الأطر والمهنيين في الحقل السينمائي على مستوى الجهة. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة عددا من المداخلات تتناول مواضيع «تاريخ السينما في المغرب قبل وبعد الاستقلال» و»دور السينما في النهوص بالسمعي البصري بالمغرب» و»المدارس السينمائية» و»الكتابة السينمائية .. درس السيناريو» و»حركة الفنانين الشباب المغاربة في مهن السمعي البصري» و»معطيات أساسية حول الإخراج» و»مستقبل مهن السمعي البصري بالمغرب»، إلى جانب تقديم مسريحة «ناكر لحسان» لمجموعة مسرح تانسيفت. ويشارك في هذه التظاهرة عدد من السينمائيين من مخرجين وممثلين وباحثين في الحقل السينمائي بالمغرب.